ونشأ فيهم عليه السلام مؤدبا ً ومعلما ً ومبشرا ً ونذيرا ً ..
{وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد} [الصف: 6].
ولكن ما جبلت عليه النفس اليهودية من مادية ٍ خالصة و شره دنيوي أعيا من سبقه من الأنبياء فجاء عليه السلام بمعجزات بهرت العيان وأقرت لها ببديعها وغريبها العقول والوجدان ..
{وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس} [البقرة : 87].
فكان جنس معجزاته إعجاز لجنس ما برع فيه قومه من طب و ذا دلالة روحية تناقض ماديتهم البحته وتظهر عظمة الله رب العالمين ..
{ ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين} [آل عمران : 49].
وغير هذا من المعجزات الكثير إستجابة ً لطلباتهم التي لا تنتهي ..
{ قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدةً من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآيةً منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين} [المائدة : 114-115].
لكن
يطرح هنا سؤال نفسه ..
لِم َ صارت هذه المعجزات فتنة ً لبني إسرائيل فغالوا في المسيح عليه السلام وشخصه بدلا من أن يهتدوا ؟؟
الجواب هو لبيان نقص الرسالة حتى هذه الفترة و أن الدين لا زال بحاجة ً للبنة المتممة والجوهرة الخاتمة فكان مجئ المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه ..
و أستشعر عليه السلام من اليهود الميل للكفر ..
{ فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون * ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} [آل عمران: 52-53].
وكان قد أنزرهم من قبل بأنه نبي مرسل وليس كما يقولون ويتقولون ..
{ وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة} [الصف: 6].
{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (المائدة:72)
فكان نبي الله ظاهرا ً عليهم بما جاء به من الحق حتى أجمعوا على قتله ..
{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَاقَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوافِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) (النساء:157)
فكان ظنهم هو أنهم صلبوه وقتلوه و أحبط الشيطان أعمالهم وقال لهم بصلبه فداء للبشرية وبقتله وتحمله العذاب عنهم ..
سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا ً كبيرا ً
وما حاجة من كان أمره بين الكاف والنون لمثل هذه المسرحيات والفعال العاجزة ؟؟
{ قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل} [المائدة: 77].
يتبع
توقيع طائر السنونو |
أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه .. سُبحانهُ الله ..
صدقوني و إن تغيبت أني أحبكم في الله
أحبكم الله
|
آخر تعديل بواسطة طائر السنونو بتاريخ
10.06.2010 الساعة 13:56 .