اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 08.06.2010, 17:56

الاشبيلي

مشرف أقسام النصرانية و رد الشبهات

______________

الاشبيلي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.798  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
12.01.2024 (10:38)
تم شكره 157 مرة في 101 مشاركة
افتراضي


الجزيءالمعجز: DNA
لم يتمكن التطوريون من تقديم تفسير مترابطلوجود الجزيئات الأساسية في الخلية. علاوة على ذلك، فقد قدم وضع علم المورثاتواكتشاف الحموض النووية (DNA و RNA) المزيد من العقبات في طريق التطوريين. في عام 1955 طرح العالمان المختصان في DNA جيمس واطسون و فرنسيس كرايك James Watson, Francis Crick، مذهبا جديدا في علم الأحياء. وجه العديد من العلماء انتباههم إلىعلم المورثات. واليوم وبعد سنوات من البحث رسم العلماء الخريطة البنيوية لجزيء DNA.
علينا هنا أن نعطي بعض المعلومات الأساسية عنبنية ووظيفة DNA:
يحتوي جزيء يطلق عليه اسم DNA والذي يتواجد فينواة كل خلايا الجسم والتي تبلغ 100 تريليون خلية، المخطط البنيوي الكامل للجسمالإنساني. المعلومات التي تتعلق بخصائص الإنسان من المظهر الخارجي وحتى الأعضاءالداخلية، مسجلة في DNA عن طريق نظام تشفير خاص. المعلومات في DNA مشفرة ضمن سلسلةمكونة من أربع عناصر أساسية خاصة هي التي يتألف منها الجزيء. هذه الأسس هي A,T,G,C وهي الأحرف الأولية لأسمائها. تعتمد كل الاختلافات البنيوية بين الناس على التغيراتفي سلسلة هذه الأسس الأربعة. يحتوي كل جزيء DNA على 3,5 بليون حمض نووي، أي على 3,5بليون حرف.
تتواجد معلومات DNA التي تخص عضواً أو بروتيناًمعيناً ضمن مركبات خاصة تدعى "المورثات". على سبيل المثال، تتواجد المعلومات الخاصةبالعين في سلاسل خاصة من المورثات، بينما تتواجد المعلومات الخاصة بالقلب في سلاسلأخرى مختلفة من المورثات. تنتج الخلية البروتينات باستخدامها المعلومات الموجودة فيكل هذه المورثات. وتتحدد الحموض الأمينية التي تدخل في تركيب البروتين عن طريقترتيب تسلسلي لثلاث حموض نووية داخل DNA.
هنا وفي هذه النقطة، يجب الانتباه إلى تفصيلةتستحق الاهتمام. إن أي خطأ يمكن أن يحدث في سلسلة الحموض النووية التي تدخل في بناءالخلية يجعل الخلية عديمة الفائدة، أو معطلة تماما. وإذا علمنا أن هناك 200 ألف منالمورثات في الجسم الإنساني، ظهر لنا تماما استحالة نشوء ملايين من الحموض النوويةالتي تدخل في تركيب هذه المورثات عن طريق الصدفة بالتسلسل الصحيح. يعلق التطوريالعالم فرانك سالزبوريFrank Salisbury على هذه الاستحالة قائلا:
يحتوي جزيء البروتين المتوسط على حوالي 300 حمضأميني. ويحتوي مورث DNA الذي يحكم هذا الجزيئ على 1000 حمض نووي في سلسلته. وبماأنه هناك أربعة أنواع من الحموض النووية في DNA فإن واحدا مؤلفا من 1000 رابطة يمكنأن يتواجد بعدد من الأشكال يبلغ 41000 شكلا.وباستخدام اللوغاريتم يمكننا أن نجد أن 41000 =10600. عشرة مضروبة بنفسها 600 مرة، أي 1 وأمامه 600 صفر! هذا الرقم فوقتصورنا تماما.15
الرقم 41000 يعادل 10600، نحصل على هذا الرقمبإضافة 600 صفر إلى "1". وإذا كان الرقم 10 وإلى جانبه 11 صفرا يساوي ترليون، فإنرقما يحمل إلى يمينه 600 صفر لا يمكن إدراكه.
وجد التطوري التركي الدكتور علي ديميروزي نفسهمجبرا على الإدلاء بهذا الاعتراف:
"في الحقيقة، احتمال وجود معلومات عشوائيةلبروتين وحمض نووي (DNA- RNA) احتمال غاية في الضآلة. أما احتمالات نشوء سلسلةلبروتين معين فقط احتمال فلكي."16
بالإضافة إلى كل هذه الاستحالات، فإنه من الصعبأن يدخل DNAفي أي تفاعل بسبب سلسلته الحلزونية المزدوجة. وهذا أيضا يجعل التفكيربأنه أساس الحياة مستحيلا. علاوة على ذلك، فإن DNA لا يمكن أن يتكرر إلا بمساعدةبعض الأنزيمات والتي هي في واقع الأمر بروتينات. تركيب هذه الأنزيمات يتم عن طريقالمعلومات المشفرة في DNA. وحيث أنهما يعتمدان كل على الآخر، فإما أنهما يجب أنيتواجدا بوقت متزامن ليحصل التكرار، أو أن أحدهما "خلق" قبل الآخر. يعلق عالمالأحياء المجهري الأمريكي جاكوبسون Jacobson على الموضوع بقوله:
"يجب أن تكون الاتجاهات الكاملة لإنتاج خططالطاقة واستخراج الأجزاء من البيئة المتواجدة، وخطط سلسلة النمو، وخطط الآلياتالمستجيبة التي تترجم التعليمات إلى نمو - كلها يجب أن تتواجد بشكل متزامن في تلكاللحظة (عند بدء الحياة). هذه المجموعة المركبة من الأحداث لا يمكن أن تتواجدمصادفة، وهي دائما تعزى إلى تدخل إلهي".17
كتب هذا المقطع بعد سنتين من الكشف الذي قام بهكل من واتسون وكرايك فيما يخص بنيةDNA. بالرغم من كل التقدم العلمي بقيت هذهالمشكلة قائمة أمام التطوريين .بإيجاز، إن الحاجة إلى DNA في التكاثر، وضرورة وجودبعض البروتينات للتكاثر، والحاجة إلى انتاج هذه البروتينات عن حسب المعلوماتالموجودة في DNA مسألة دحضت فكرة التطور من أساسها.
وقد شرح العالمان الألمانيان Junker و Scherer جونكر وشيرر أن تركيب كل جزيء من الجزيئات المطلوبة للتطور الكيميائي، تحتاج إلىظروف واضحة، وأن إمكانية تركيب هذه المواد التي لها، نظريا، طرائق اكتساب مختلفةتماما هو صفر:
"حتى الآن لم تُعرف أي تجربة يمكن أن نحصل منخلالها على كل الجزيئات الضرورية للتطور الكيميائي. لذلك من الأساسي إنتاج جزيئاتمختلفة في أماكن مختلفة تحت ظروف ثابتة تماما، ثم نقلها إلى مكان آخر لخلقها عنطريق حمايتها من عناصر مؤذية مثل التحلل المائي أو التحلل الضوئي"18.
باختصار، فإن نظرية التطور غير قادرة على برهنةأي مراحل تطورية حدثت تدريجيا على المستوى الجزيئي.
ولتلخيص ما أتينا على عرضه حتى الآن، نقول انهلا يمكن إنتاج أي حمض أميني أو أي منتج من منتجاته، البروتينات التي تبني الخلية،في مايدعى "البيئة البدائية". ولا تزال عوامل أخرى مثل البنية المعقدة للبروتينوخصائص اليسارية واليمينية والصعوبات التي تواجه حدوث الروابط الببتيدية هي منالأسباب التي لا تسمح بانتاجها في أي زمن مستقبل عن طريق أي تجربة.
وحتى لو سلمنا جدلا أن البروتين قد تشكل عنطريق المصادفة، يبقى هذا الكلام دون معنى لأن البروتين وحده ليست لديه القدرة علىالتكاثر. يتوقف تصنيع البروتين عل المعلومات الموجودة في كل من DNA و RNA وبدونهالا يمكن أن يتكاثر. تحدد السلسلة الخاصة المتشكلة من العشرين حمضاً أمينياً المشفرةداخل DNA بنية كل بروتين موجود داخل الجسم. إلا أنه، وكما أوضح كل من درس هذهالجزيئات، من المستحيل لأن يتشكل DNA و RNA عن طريق الصدفة.
حقيقة الخلق
مع انهيار نظرية التطور في كل المجالات بدأتتظهر أسماء اليوم في علم الأحياء المجهرية تعترف بحقيقة الخلق، وبدأت تدافع عن فكرةأن كل شيء مخلوق من قبل خالق عليم كجزء من هذا الخلق المجيد. هذه حقيقة لا يمكنللناس أن يتغافلوا عنها.طور العلماء الذين يقوموا بأبحاثهم بأعين مفتوحة نظريةأسموها "النظام الذكي". العالم ميكائيل بيهي Michael Behe، أحد هؤلاء العلماء، أقربوجود خالق مطلق ووصف المأزق الذي وقع فيه الذين ينكرون وجوده:
"إن نتيجة هذه المحاولات المتراكبة للبحث فيالخلية- للبحث في الحياة على المستوى الجزيئي- صرخة عالية وثاقبة تعلن عن "النظام!" النتيجة لا إبهام فيها وهامة لدرجة أنه يجب وضعها كأعظم الإنجازات في تاريخ العلوم. هذا الانتصار العلمي يجب أن ترتفع له صرخات النصر "يوريكا" من آلافالحناجر.
ولكن لماذا لم تُفتح أي زجاجة، ولم تصفقالأيادي، وبدلا عن ذلك صمت قلق يحيط بالتعقيد الصارخ للخلية. عندما خرج الموضوع إلىالعامة بدأت الأقدام تتعثر والأنفاس تتسارع. كان الناس يشعرون بشيء من الارتياحسراً: بعضهم كان صريحا وواضحا ولكن بعد ذلك أخذوا يحدقون في الأرض ويهزون الرؤوس،ومضى الأمر على ذلك. لماذا لم يقبل المجتمع العلمي اكتشافه المدهش بشوق؟ لماذا تمالتعامل مع النظام بقفازات عقلية. البرهان المربك هو أن الوجه الأول للفيل مكتوبعليه نظام ذكي، والوجه الآخر مكتوب عليه الله.19
العديد من الناس لايعرفون أنهم يقبلون فكرةمزيفة ترتدي ثوب العلم بدلا من الاعتراف بالله. إن أولئك الذين لا يجدون في "اللهالذي خلقك من العدم" حقيقة علمية كافية، يمكن أن يؤمنوا بأن أول حي جاء إلى الوجودجاء عن طريق عاصفة رعدية ضربت "البيئة البدائية" منذ بلايين السنين.
كما ذكرنا في هذا الكتاب،في مكان آخر، أنالتوازن في الطبيعة ضخم ودقيق لدرجة لا يتوافق معها ادعاء عقلي بأنها قد تطورتمصادفة. لا يهم كم سيعاني أولئك الذين لا يمكنهم الانعتاق من اللاعقلانية، فآياتالله في السماوات والأرض واضحة تماما ولا يمكن إنكارها.
الله هو خالق السماوات والأرض ومابينهما.
آيات وجوده تشمل كل ما في الكون.



فلاسفةأخطؤوا في إنكارهم لله
رأينا في الفصول السابقة الآيات الواضحة علىوجود الله، ولا شك أن ما أتينا على ذكره هنا هو جزء بسيط من وجوده الأبدي.وأينمانظر الإنسان يرى آيات تدل على وجود الخالق.
حسنا،فإذا لماذا لا يزال يوجد الكثير منالملحدين في العالم؟ بل لماذا لا يزال بعض العلماء ملحدون؟ لماذا يصرون على إنكارالله بالرغم من كل الدلائل؟
عند البحث عن إجابات تمثل أمامنا مجموعة منالتحيزات الفلسفية في شكل أناس ملحدين - بما فيهم العلماء الملاحدة. بتعريف عام،تدعي الفلسفة، كما تدعي المادية، أن الكون أبدي ويعمل دون الحاجة إلى خالق. وحسبرأي الملاحدة، المادة هي القوة الوحيدة الموجودة، وأن المادة لم تُخلق وانها تعملبطريقة غير مراقبة وليست بحاجة إلى تدخل خالق. هناك العديد من الفلاسفة الذين تبنواهذه النظرية عبر التاريخ، بدءًا من معتنقي الوثنية السومرية القديمة، وحتى الفلاسفةالذريون (متبعي المذهب الذري) من الإغريقية القديمة والمذهبيين الماديين في العصرالحديث. كل هؤلاء ينكرون وجود الله.
إلا أن إنكارهم لا يقوم على أرض صلبة. لقدأقنعوا أنفسهم ببساطة أن المادة أبدية واعتنقوا هذا الاعتقاد. قبلوا نظرية التطوربنفس هذه المحاكمة ووضعوها في ملف إيمانهم. وكما قال العالم الأمريكي بيهي عالمالأحياء المجهرية، إنه عندما تمت مجابهتهم بإثبات مدى تعقد الحياة التي تستعصي علىالنشوء بطريق الصدفة، لم يقدموا سوى الصمت والتحول عن الموضوع.
يبدو من هذا الوضع أن هناك تحيز يدفع بالناسإلى وضع أنفسهم مع المادية ونتاجها الطبيعي، الإلحاد. ولا يأتي إنكارهم لله منتقييمهم للحقائق الملموسةمن وجهة نظر موضوعية، بل بالرغم من هذهالحقائق.
علاوة على ذلك هم يحاولون فرض إنكارهم هذا علىالعامة.
واضعو "مؤامراتالشيطان"
تشير الحملة الإعلامية المنظمة ضد الإيمانبالله إلى أن هناك حركات منظمة من قبل مراكز معينة. بتعبير آخر، هناك عدد من مراكزالقوى تقوم بمحاولات جدية لخرق المعتقدات الدينيةفي المجتمع. ولن يكون غريبا أنالله قد لفت انتباهنا إلى هذه المجموعةفي القرآن. في إحدى الآيات، تنال مجموعة منالبشر عقابها بنار جهنم في الآخرة فيخاطبون قوادهم الذين أضلوهم في الدنيا :
{وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكرالليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا..} [سبأ: 33].
هؤلاء الذين يحيكون المؤامرات الشيطانيةويأمرون الآخرين أن يجحدوا بالله، موجودون في كل زمن عبر التاريخ تحت أسماء مختلفة. صفاتهم الأساسية دائما واحدة . وصفهم الله عز وجل في القرآن، فنجدهم في سورةالمؤمنون "مترفيهم" (المؤمنون -64)، وفي سورة الأعراف: {الذين استكبروا من قومه} [الأعراف: 75]، مما يعني أن هؤلاء يتمتعون بامتيازات مادية واسعة، ويرفلون بالمظاهرالاجتماعية ويتكبرون ويتجبرون بما لهم من ممتلكات. وبما أن الدين يجردهم من مااخذوه من غير وجه حق، فلا بد من أن يعملوا على إلغاءه. هذا السبب وراء تلفيقهم "للمؤامرات الشيطانية التي يقودون فيها مجتمعهم إلى الردة.
بالطبع ليس هناك تعريف وحيد لهذه القوىالمنظمة، فهم يتخذون هويات وأشكالاً مختلفة في مجتمعات مختلفة.
على كل حال، إذا نظرنا إلى تاريخ القرون الثلاثأو الأربع الماضية نأتي على منظمة دولية تتوافق مع الوصف الذي جاء في القرآنالكريم.
المنظمة هي الماسونية
عند هذه النقطة لا بد من التركيز على المعركةالعالمية التي أخذتها الماسونية على عاتقها والتي تم دعمها من قبل مركز قوى أشارإليه القرآن: اليهود. وبالرغم من أن اليهودية دين سماوي وأن اليهود هم معتنقو هذاالدين، إلا أنهم لعبوا، كما أسلفنا، دورا في الدعاية المعادية للأديان عبر العالم. يعود هذا بالدرجة الأولى إلى البديل الاستبدادي للعهد القديم الذي وضعه الأحباروللمعتقدات المدسوسة في الدين النقي الذي أنزل على النبي موسى عليه السلام. وبتعطلاليهودية عن كونها ديناً سماوياً بسبب البدائل التي أدخلها الأحبار عليه، اصبحتاليهودية مذهبا عالميا شوفينياً "متعصبا إلى الوطن". أما اليهود المحافظون، الذينيعتبرون الدين مقتصرا عليهم، أخذوا منحى آخر فاعتبروا أن الدينين المسيحي والإسلاميأديان خاطئة لذلك عليهم إبادتها. هذا التداخل الممتع جعل هؤلاء يعملون كقوى تسعىلإزالة كل المعتقدات الدينية من على وجه البسيطة. هذا هو منطق التحالف بين اليهوديةوالماسونية.
دور الماسونية
أرست هذه المنظمة السرية جذورها في العالمالغربي وانتشرت منه إلى أصقاع العالم الأخرى، وكانت دائما مصدر الأفكار والفعالياتالمعادية للدين في كل بلد.
يكشف استقصاء مغلق عن تاريخ الحرب ضد الدينالتي تخاض في كل البلدان خلال القرنين الماضيين أن الماسونية كانت دائما مركز هذهالمحاولات وتاريخ أوربا جزء واضح من هذا. ولهذا السبب اتخذ قائد العالم الكاثوليكيالبابا ليو الثامن موقفا خاصا من الماسونية في منشوره الباباوي الشهير عام 1884 "جنس بشري"، الذي وصف فيه أهداف المنظمة كما يلي:
"في وقتنا الحاضر، ومع دعم ومساعدة تجمع يدعىالماسونية، الذي أصبح له منظمة كبيرة وقوية، اتحدت محاولات أولئك الذين يعبدون قوىالظلام . ولم يعد هناك ضرورة لاخفاء نواياهم المريضة وحربهم ضد الذات الإلهية. إنكل محاولات الماسونية تقود إلى هدف واحد : القضاء على كل الروابط المسيحية الدينيةوالاجتماعية وإنشاء نظام جديد من القواعد يقوم على مبادئ المادية وأفكارهاالخاصة".20
كان هذا التحليل الباباوي صحيحاً تماما ،فعندما نراجع المنشورات الماسونية المعاصرة، نرى أن الهدف الأساسي لها هو القضاءعلى كل العقائد الدينية في المجتمع. يعلن الماسوني التركي في أحد منشوراته كيف يمكنالقضاء على الأديان بترويج العلوم الوضعية في المجتمع:
"في النهاية أريد القول بأن مهمة الإنسانيةوالماسونية التي تقع على عاتقنا ليست الابتعاد عن العلوم الوضعية والعقل، بل نشرهاوالترويج إلى أنها السبيل الوحيد للتطور، وتثقيف العامة بهذه العلوم الوضعية. ولإرنست رينان ملاحظة جديرة بالذكر: "إذا كان من الممكن تثقيف العامة وتنويرهابالعلوم الوضعية والعقل، أمكن في النهاية القضاء على الأفكار الدينيةالفارغة".21
المقصود هنا بالعلوم الوضعية الفلسفة الماديةالتي تنكر وجود كل شيء لم يأت عن طريق التجربة والملاحظة. مهمة الماسونية، من جهةأخرى هو فرض هذه الفلسفة على الناس باسم العلم وهكذا يُقضى على المعتقدات الدينية. ولنظرية التطور دور كبير في إنجاح مخطط هذا التجمع، كما هو موضح في المقطع السابق. والماسونية تحمل على عاتقها نشر هذا المذهب في المجتمع.
إن الصلة التنظيمية عامل هام وهو وراء انتشارالفلسفة المادية ونظرية التطور في كل زاوية من العالم.لقد لعبت الماسونيةوإفرازاتها دورا هاما في الدعاية التنظيمية التي تم تنفيذها ضد المعتقدات الدينيةفي القرنين الماضيين. وهذا هو السبب وراء كون مؤسسي الأنظمة الفلسفية المختلفةالذين ينكرون الله ماسونيين.
الفلاسفة الماسونيين
ذكرنا آنفا أن مؤسسي الأنظمة الفلسفية المعاديةللدين هم في الواقع جزء من حرب دينية تُخاض ضد الدين، لذلك نجد غالبية الفلاسفةالذين أوجدوا هذه الأنظمة هم جزء من المنظمة الماسونية، التي تقف في مركز هذهالحرب.
وفي هذا السياق نذكر أن أكثر الفلاسفة الذيناجتذبوا اهتماما سريعا هم من العقول الفرنسية، التي حضرت للثورة الفرنسية. إذ لميكتف هؤلاء بانتقاد السلطات الدينية، بل تعداه إلى عداء للدين يتسم بالعنف.من بينهؤلاء Diderot ديديروت مؤلف "نظام الطبيعة" الذي يشار إليه على انه إنجيل المادية،وفولتير Voltair، الذي كان ماديا متحمسا ومعاديا للدين، والمادي المتطرف مونتيسك Montesquieu وجان جاك روسو Jean Jacques Rousseau الذي قال بدين جديد خاص به؛وواضعي "الموسوعات" كلهم ملتزمون بالمذهب المعادي للدين. تقول المجلة الماسونيةالتركية "ميمار سنان" عن هؤلاء الأشخاص:
"تم الترتيب للثورة الفرنسية من قبل الجماعاتالماسونية. لقد كتب إعلان حقوق الإنسان الذي يتبنى مبادئ الحرية والمساواة والأخوةبإلهام وتوجيه من الأسياد مثل مونتسكو، فولتير، روسو وديديروت.22
وتقول "المجلة الماسونية" الصادرة عنالماسونيين الأتراك أيضا:
"إن الدعائم التي قام عليها نظام الضغائن فيفرنسا والذي أشعل فتيل الثورة الفرنسية تم وضعها من قبل مونتسكو، فولتير، روسووالمادي القائد ديديروت الذي التف حوله الموسوعيون. كلهم كانواماسونيين."23
تطورت المادية والأفكار المعادية للدين بشكلمتزايد في السنوات التي تلت الثورة الفرنسية ووصلت ذروتها في القرن التاسع عشر. وعندما ننظر إلى قواد هذه الحركة نجدهم من الماسون.
من الجدير بالذكر أيضا أن هناك العديد مناليهود بين هذه الأسماء، وهذا يوضح أن اليهود الذين كانوا دائما حلفاء للماسونية،يجاهدون في سبيل إضعاف الأديان السماوية مثل المسيحية والإسلام ويعتنقون فكرةالمادية العالمية، التي تخدم نفس الغرض على المستوى الفلسفي
وراء صور الاشتراكية
في بافاريا جنوب ألمانيا وجدت عام 1776 جماعةمنحرفة، مؤسس هذه الجماعة التي تطلق على نفسها لقب "المستنيرين" هو الأستاذ فيالقانون المدعو آدم فايسهاوبت Adam Weishaupt. تتميز هذه الجماعة بأمرين: الأولأنها مجتمع سري جدا والثاني أنها وضعت لنفسها برنامجا سياسيا طموحا جدا. وتم تحديدهدفين أساسيين ضمن هذا البرنامج الذي وضعه فايسهاوبت:
1 - إلغاء الملكية والأنظمةالحكومية.
2 - إلغاء كافة الأديان السماويةالموحدة.
وكان موقف هذه الجمعية تجاه الدين شديدالعدائية. وحسب رأي المؤرخ الإنجليزي ميشيل
هاوارد، فإن فايسهاوبت كان يعاني من "كره مرضي" للأديان السماوية من أي نوع.24
كان هذا المجتمع في الحقيقة نوعاً من المحافلالماسونية، وكان فايسهاوبت من المترفعين في الماسونية، وقد قام بتنظيم خطوط طويلةفي الأسلوب التنظيمي التقليدي للمحافل الماسونية. ونما المتنورون بسرعة مذهلة. وفيعام 1780 وبالاشتراك مع بارون فون كنيغه Baron Von Knigge، واحد من أكبر السادة فيالمحافل الماسونية الألمانية بدأت قوة هذه الجمعية تتزايد بشكل كبير.
كان فايسهاوت وكنيغه يخططان لأرضية ثوريةاشتراكية بكل معانيها ما عدا اسمها في ألمانيا ، وعندما اكتشفت الحكومة ما يخططانله، وجدا أنه من الحكمة أن يقوما بحل المنظمة. وضُمت فعالياتها إلى محافلهمالماسونية المنتظمة. كان هذا الاتحاد عام 1782.
وفي وقت مبكر من القرن التاسع عشر قام مجتمعآخر في ألمانيا يحمل نفس أفكار "المستنيرين" وأطلق على نفسه اسم "مجتمع الشرفاء". ومع الزمن تغير اسمه إلى "جمعية الشيوعيين". أراد رئيس هذه الجمعية وضع برنامجٍسياسيٍ لهذه المجموعة، وأول اثنان تم استدعاؤهما لكتابة هذا البرنامج كانا شيوعيينمتشددين هما: كارل ماركس Karl Marx وفريدريك إنجلز Fredrik Engels! كتب هذانالشيوعيان البيان الرسمي الشيوعي في تعليمات جمعية الشيوعيين هذا. إحدى العباراتالمشهورة المضللة في هذا البيان عبارة "الدين أفيون الشعوب"، ويدّعي البيان أنإلغاء المعتقدات الدينية من متطلبات "المجتمع اللاطبقي" المثالي، الذي وضع على أنهأمل الإنسانية الوحيد في الخلاص. يجب الانتباه إلى أن كلاً من ماركس وإنجلز من أصليهودي.
واستمرت هيمنة اليهود والماسون في الحركةالشيوعية في السنوات التالية. يمكن ذكر بعض أسماء القادة منهم:
· فريديناند لاسل: كان لاسل الصديق الأقرب إلىماركس دافع عن التسلط الشيوعي الثوري.
· فيكتور آدلر: باعتباره اليد اليمنى لإنجلز،قام آدلر بالتبشير بالشيوعية. أصبح ابنه فريدريك آدلر قائد الحزب الشيوعيالنمساوي.
· موسى هيس: ولد في عائلة يهودية محافظة، كانشيوعيا وصديقا حميما لماركس، كما كان صهيونياً نشيطاً. تزعم الحركة الصهيونية فيأوربا من خلال كتابه "روما والقدس" وعمل على تأسيس دولة يهودية في فلسطين. كما كانمدافعا مخلصا عن الداروينية طوال حياته.
· جيورجي لوكاكس: من عائلة يهودية ثرية كتبالعديد من الكتب يدافع بها عن الشيوعية. ساعد في انتشار المذهب الشيوعي بينالشبان.كان أحد الشخصيات القيادية التي أوصلت الشيوعية في هنغاريا إلىالسلطة.
· فلاديمير لينين: يهودي، أصبح كغيره من القادةالبلشفيين في روسيا، مؤسس أكثر الأنظمة دموية واستبدادية في العالم.
· هيربرت ماركوس: من أبناء إحدى العائلاتاليهودية، أعاد ماركوس تفسير الماركسية وأعد للاضطراب الطلابي الذي حصل في عام 1968. استحث الحركات اليسارية الجامعية التي انتشرت عبر العالم وطور المذهبالفوضوي، الذي سبب ولا زال يسبب موت الكثير من الشبان.
الفلسفة ومفكرتها الخفية
عندما ننظر إلى تاريخ الفلسفة، نجد فلاسفةآخرين ملحدين ومعادين للدين يمكن تمييزهم بهويتهم الماسونية. من بينهم مفكرون مثلدافيدهوم، هولباخ، شيلينغ، جون ستيوارت ميل، أوغست كومن، ماركيز دو ساد، واشتراكيونمثل إميل دوركايم، فريديناند تونيس، هربرت سبنسر، سيغموند فرويد، هنري بيرغسونوإريك فروم. كل هؤلاء من أصل يهودي، وكلهم ناضلوا من أجل إبعاد الناس عن الدينوإنشاء نظام اجتماعي وعقلاني لا يمت إلى الدين بصلة. لا ضرورة للقول بأن تشارلزداروين ونظرياته كانت موضع اهتمام كبير بين هؤلاء الأشخاص. من أهم النقاط التي تجبملاحظتها هنا، هي أن الفلسفات المادية والتي تم انتاجها من قبل مفكريها، والآلاف منأشباههم، تخدم مصالح سياسية واجتماعية معينة. وكما أسلفنا، فإن أهم الأسباب التيتكمن وراء إنكار الناس لله هي عدم ارتياحهم للدين، الدين الذي يعتبر النتيجةالطبيعية للإيمان بالله.حاول هؤلاء الأشخاص الالتجاء إلى الإلحاد لدعم أنفسهم بعدما انفلتوا من الدين لأنه يتعارض مع مصالحهم أو مصالح الهيئات التييمثلونها.
لهذا السبب لا يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يرواآيات الله، أو بالأحرى ليست لديهم الرغبة في أن يروا. ناضل هؤلاء لمنع الإيمانبوجود الله ونشروا هذا الإلحاد عبر المجتمعات بشكل عام. وفي النهاية، فإن الذينينسون الله هو أيضا ينساهم (التوبة 67).
لذلك يمضي بعض الأشخاص حياتهم دون أن يذكرواالله تسبيحا ظنا منهم أنه مفصول عنهم. إلا أن الإنسان يجب أن لا يُخدع بهذا "الحشدالفارغ"، لأن الله أخبرنا في القرآن أن أكثر الناس لا يؤمنون (سورة الرعد -1).وتشيرهذه الآية أيضا إلى نفس الموضوع:
{وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل اللهإن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} [الأنعام: 116].
(لمزيد من المعلومات انظر: الماسونية الجديدةلهارون يحيى)



أضرارنموذج المجتمعالذي لا يؤمن بالله
قال الله انه خلق الإنسان حسب نظام معين فيالكون: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها..} [الروم: 30]. ويقوم تنظيم الإنسان على عبوديته لله وإيمانه به. وحيث أنه لا يمكن للإنسان أن يحققرغباته وحاجاته اللامحدودة، وجب عليه أن يتواضع أمام الله وأن يُقبلعليه.
وإذا ما عاش الإنسان على هذا الأساس، لقيالسعادة والثقة والأمان، وإذا أدار ظهره بعيدا عن الله عاش حياة البؤس والشقاءوالأحزان والخوف.
وما ينطبق على الإنسان ينطبق على المجتمع، فإذاكان المجتمع مكونا ممن يخافون الله أصبح عادلا آمنا وسعيدا. ولا شك أن العكس صحيح. فإذا كان المجتمع لا يعرف الله فإن نظام هذا المجتمع محطم من أساسه وفاسدوبدائي.
وعند التأمل بأوضاع المجتمعات البعيدة عن الله،تظهر هذه الحقيقة بجلاء. إن إلغاء المفهوم الأخلاقي ونمو مجتمعات فاسدة تماما هوأحد أهم النتائج التي يفرزها الفكر اللاديني. إن الحضارة التي تعتمد على مخالفةالروابط الأخلاقية والدينية والتوجه الكلي إلى إشباع رغبات الإنسان، هي حضارة ظالمةفي كل المفاهيم العالمية. في ظل نظام كهذا، يتم التشجيع على الانحرافات الجنسيةوإدمان المخدرات. وفي النهاية ينمو مجتمع مجرد من الحب الإنساني، أناني، جاهل، ضحلوخال من المشاعر.
من المؤكد أنه لا يمكن الاحتفاظ بالأمان والحبوالأمل في المجتمعات التي يعيش فيها الناس فقط من أجل إشباع رغباتهم. ففي مجتمعاتكهذه يعيش البشر على أساس المصالح المتبادلة التي تحكم العلاقات، ويسود انعدامالثقة. وعندما لا يكون هناك من سبب يدفع الإنسان لأن يكون صادقا وشريفا وأمينا، فلاشيء يقف في وجه النفاق والأخوة الزائفة والخيانة. أعضاء هذه المجتمعات اتخذوا اللهوراءهم ظهريا (هود 92) وهم لا يعرفون الخوف من الله. وبما أنهم غير قادرين على "تقدير الله حق قدره"، فليس لديهم فكرة عن اليوم الآخر ويوم الحساب. بالنسبة إليهم،اليوم الآخر ليس إلا ذكرا في الكتب المقدسة. لا يفكرون أنهم سيقفون بين يدي اللهبعد الموت ليُحاسبوا عن كل الذنوب التي ارتكبوها خلال حياتهم في الدنيا. أو أنهمسيخلدون في عذاب جهنم. وفي حال فكروا بهذا فلا بد أنهم سيدخلون الجنة بعد أن "يسددوا حساب أخطائهم"، كما جاء في الآية الكريمة: {ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النارإلا أيام معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون} [آل عمران: 24].
وهكذا يقضون حياتهم يفعلون ما يحلو لهم لإشباعحاجاتهم ورغباتهم.
تسفر هذه الحالة، بالطبع عن انحلال أخلاقي مثلذلك الذي نراه في العديد من مجتمعات اليوم. حسب محاكمتهم يعتقدون: "أنهم لن يأتواإلى العالم سوى مرة واحدة، وأنهم لن يعيشوا أكثر من 50-60 عاما فليأخذوا من الدنياقدر ما يستطيعون". النظام الفكري الذي تقوم عليه هذه المحاكمة الخاطئة، سيحمل معهكل أنواع الظلم والبغاء والسرقة والانحلال الأخلاقي والجريمة والاحتيال. وعندمايفكر الإنسان أنه يعيش لإشباع رغباته فقط، فكل شيء بعده - بما فيه عائلته وأصدقائه- له أهمية ثانوية. أما أفراد المجتمع الآخرون فليس لهم أية أهمية.
يمنع انعدام الثقة بين الأشخاص في بنية المجتمعالقائم على علاقات المصلحة إلى حد بعيد الشعور بالأمن على كلا المستويين الاجتماعيوالفردي ويعيش الناس فيه بقلق دائم وشك ومشاكل. ويعيش الناس بخوف وخطر دائم لايعرفون من أين وممن يمكن أن يأتيهم الشر. ويجعل الشك والقلق حياتهم مجردة من معانيالسعادة. وفي مجتمع تُهمل فيه كل أنواع القيم الأخلاقية، تصبح نظرة الناس للمفاهيممثل الأسرة والطهارة والأمانة في خطر، لأن الناس لا يخافون الله.
في هذه المجتمعات لا تعتمد علاقات الناس فيهاعلى الحب والاحترام المتبادلين.، ولا يظهرون أي نوع من المواقف المحترمة تجاه بعضهمالآخر طالما أنه ليس هناك سبب ملح.. في الحقيقة هم على صواب في محاكماتهم الجاهلةلتصرفهم بهذه الطريقة. لقد تعلموا خلال حياتهم أنهم تطوروا عن الحيوانات وأنأرواحهم ستذهب إلى الأبد بعد موتهم، فلماذا يحترمون جسدا منشؤه قرد سيدفن تحت الأرضولن يروه مرة أخرى. فحسب منطقهم الفاسد " كل الآخرين، كما هم أنفسهم سيموتون وتدفنأجسادهم وتتلاشى أرواحهم ، فلماذا يهتمون بصنع الخير للآخرين، ويضحون بأنفسهم؟". تخترق هذه المفاهيم لا شعور كل إنسان لا يؤمن بالله وبالتالي باليوم الآخر. لا يوجدمكان في المجتمعات التي لا تؤمن بالله للأمن والسعادة والثقة.
ليس الهدف من كل ما ذكرناه أن نقول: "أن التحللمصير المجتمعات التي لا تؤمن بالله، ولذلك عليهم أن يؤمنوا بالله". يجب الإيمانبالله لأنه موجود وكل من ينكر الله يرتكب إثما كبيرا أمام الله. هدفنا من القول بأنالمجتمعات التي لا تؤمن بالله مجتمعات فاسدة هي التأكيد على أن مفاهيم هذهالمجتمعات الأساسية خاطئة. والمفاهيم الخاطئة تقود إلى عواقب وخيمة. فلا بدللمجتمعات التي تنكر وجود الله من أن تعاني أسوأ النتائج. هذه النتائج تستحقالاهتمام لأنها تظهر الخطأ الذي تقوم عليه هذه المجتمعات.
الخاصية المشتركة بين هذه المجتمعات أنها خُدعتجُملةً. وكما ورد في الآية الكريمة: {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل اللهإن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} [الأنعام: 116]، فإن معظم المجتمعات التيتشترك بخصائص عامة تشكل جمهورا يزيد من الكفر الموجود. ويصف الله هذه المجتمعاتالتي تنكر وجوده واليوم الآخر في القرآن بالجاهلين، بالرغم من أن أفراد هذهالمجتمعات قد تقوم بدراسات علمية وفلسفية وتاريخية وما إلى ذلك من علوم ، إلا أنهميفتقدون حس التعرف على قوة وعظمة الله وفي هذا هم جاهلون.
وبما أن أفراد هذه المجتمعات غير مخلصين لله،فهم يبتعدون عن سبيله بطرق مختلفة. يتبعون العباد الجاحدين بالله، كما هم أنفسهم،يتخذونهم مثلا ويعتنقون أفكارهم. وكما هو مألوف تنتهي المجتمعات الجاهلية إلىمجتمعات مغلقة تتسبب في ازدياد نسبة العمى لديها. وتصبح أكثر ابتعادا عن العقلوالوعي. وكما قلنا، فإن الملاحظ في أفراد هذه المجتمعات أنها تعمل بانسجام معالمذاهب المعادية للدين. في صورة قرآنية يخبرنا الله عز وجل في إحدى الآيات أنالدمار مصير هذه الحياة التي تقوم على أسس فارغة وفاسدة:
{أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيرأم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القومالظالمين} [التوبة: 109].
هناك أيضا نقطة أخرى يجب أن نتذكرها: أن كلإنسان وكل مجتمع لديه الفرصة للتخلص من هذه الطريقة في الحياة وفلسفة الجهل. لقدأرسل الله لهم الرسل ليعلموهم وينذروهم عن وجود الله واليوم الآخر ويخبروهم عن معنىالحياة . ومع رسله أرسل الله الكتب الصحيحة التي تجيب عن كل الأسئلة التي يطرحهاالناس. هذا قانون الله الموجود منذ الأزل. في يومنا هذا، القرآن هو كتاب كل الناسيبين لهم الطريق الصحيح ويبعدهم عن طريق الظلمة. يحاسب الناس على اختياراتهم . قالتلهم رسلهم التي جاءتهم بالكتب:
{قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمناهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل} [يونس: 108].
المصدر :
موقع هارون يحيى على شبكة الإنترنت







آخر تعديل بواسطة الاشبيلي بتاريخ 08.06.2010 الساعة 18:17 .
رد باقتباس