- أخلاقه وصفاته وثناء العلماء عليه /
قال القطب اليونينى رحمه الله : ((كان رحمه الله عنده من الكرم المفرط وحسن العشيره وكثرة الصبر والاحتمال وعدم الرغبه فى التكثر من الدنيا والقناعه والإيثار ما لامزيد عليه مع الدين المتين وملازمة قيام الليل والورع وشرف النفس وحسن الخلق والتواضع والعقيده الحسنه فى الفقراء والصالحين وزيارتهم )) (طبقات الشافعيه)
وقال الذهبى : (( فقيه الشام , درس وناظر وصنف وانتهت اليه رئاسة المذهب كما انتهت الى ولده برهان الدين , كان من أذكياء العالم وممن بلغ رتبة الاجتهاد ومحاسنه كثيرة وهو أجل ممن ينبه عليه مثلى وكان رحمه الله يلئغ بالراء غينا فسبحان من له الكمال وكان لطيف اللحيه ,قصيرا , أسمرا , حلو الصورة , مفركح الساقين وكان يركب البغله ويحتف به أصحابه ويخرج بهم الى الأماكن النزهه ويباسطهم .وكان اكبر من الشيخ النووى رحمهما الله تعالى بسبع سنين , وكان أفقه نفسا , وأذكى قريحه وأقوى مناظرة من الشيخ محيى الدين بكثير ولكن كان الشيخ محيى الدين أنقل للمذهب وأكثر محفوظا منه وكان قليل المعلوم , كثير البركه )) ( طبقات الشافعيه )
وقال الإسنوى : (( كان فقيها , أصوليا , مفسرا , محدثا , له مشاركه فى علوم أخرى , ديّنا , كريما , حسن الخلاق والآداب والمعشره والعباره , كثير الأشتغال والأشغال , محببا الى الناس , لطيف الطباع )) ( طبقات الشافعيه )
وقال ابن كثير : (( كان ممن اجتمع فيه فنون كثيره , من العلوم النافعه , والأخلاق اللطيفه , وفصاحة المنطق , وحسن التصنيف وعلو الهمه وفقه النفس . وكتابة ( الإقليد ) الذى جمع على أبواب التنبيه , وصل فيه الى باب الغصب , دليل على فقه نفسه وعلو قدره وقوة همته ونفوذ نظره , واتصافه بالأجتهاد الصحيح فى غالب ماسطره وقد انتفع به الناس , وهو شيخ أكابر مشايخنا , هو ومحيى الدين النووى )) ( البدايه والنهايه)
- وفاته /
توفى رحمه الله فى ضحى يوم الثنين خامس جمادى الآخره (طبقات الشافعيه للأسنوى) سنة تسعين وستة مائه (690 هـ ) وهو على تدريس المدرسه البادرائيه ( طبقات الشافعيه الكبرى ) , ودفن بمقبرة باب الصغير , وعاش ستا وستين سنه وثلاثة أشهر ( النجوم الزاهرة) .