وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس، فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك".
صحيح وأصله في النسائي
أخبرنا هلال بن العلاء قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا عباد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنس فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سوى ذلك
قال الشيخ الألباني
: صحيح سنن النسائي
وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن ابن مسعود "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خصال، ومنها أنه كان يكره الرقى إلا بالمعوذتين".
قال الامام أبو يحيى زكريا الأنصاري
في كتابه فتحُ الرَّحْمَن بكشف ما يَلتبسُ في القرْآن
حول سورة الفلق
قوله تعالى : (مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ) ، " مِنْ شرِّ " كرَّره أربع مراتٍ ، لأن شرَّ كلٍ منهما غير شرِّ البقيةِ عنها.
فإن قلتَ : أَوَّلُها يشمل البقيَّة ، فما فائدةُ إعادتها ؟
قلتُ : فائدتُها تعظيم شرِّها ، ودفعُ توهم أنه لا شرَّ لها لخفائه فيها.
فإن قلتَ : كيف عرَّف " النفَّاثات " ونكَّر ما قبلها وما بعدها ؟
قلتُ : لأن كل نفَّاثةٍ لها شرٌّ ، وليس كلُّ غاسقٍ وحاسدٍ
له شرٌّ ، والغاسقُ : الليلُ.
وذكر عن مايتلبس في سورة الناس
قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ . مَلِكِ النَّاسَ . إِلهِ النَّاسَ) الآيات.
ذكر فيها الناس خمس مرَّاتٍ تبجيلاً لهم ، أو لانفصال كل آية منها عن الأخرى لعدم العاطف ، أو المرادُ بالأول الأطفالُ بقرينة معنى " الربوبية ".
وبالثاني الشبَّانُ بقرينة ذكر " المَلِك " الدالِّ على السياسة ، وبالثالث الشيوخُ بقرينة ذكر " الِإلهِ " الدالِّ على العبادة ، وبالرابع الصالحون بقرينة وسوسة الخنَّاس ، وهو الشيطان المولع بإِغوائهم ، وبالخامس المفسدون بقرينة عطفه على الجِنَّة المتَعوَّذ منهم.
فإن قلتَ : لمَ خصَّ النَّاس بالذِّكر في الثلاثة الأولى ، مع أنه تعالى ربُّ كل شيء ، وملِكُه ، وإِلهُهُ ؟
قلتُ : تشريفاً لهم وتفضيلاً على غيرهم.
2 - قوله تعالى : (الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسَ)
أي يوسوس في قلوبهم ، " مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ " بيانٌ للشيطان الموسوس ، فهو جني وإنسيٌّ كقوله تعالى " شَيَاطِينَ الِإنْسِ والجِنِّ " .
واعتُرض بأن النَّاس لا يوسوسون في صدور النَّاس ، إنما يوسوس في صدورهم الجنُّ ، وأُجيب بأن النَّاس يوسوسون في صدور النَّاس أيضاً ، بواسطة وسوستهم لهم ، بمعنى يليق بهم في الظاهر ، حتى تصل وسوستُهم إلى الصدور ، والله أعلم.
" تَمَّتْ سُورَةُ الناس "