بسم الله الرحمنالرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
.......
كُنا نود تأجيل ما سنطرحه من أسئله إلى نهاية النقاش ، وبما أن أخينا في الله السيد الفاضل " mego 650 " يطلب من الإخوه الكرام أن يُثقلوا علي وعلى الأخ الإسماعيلي ، أضطررنا لطرح هذه الأسئله مُتمنين منهُ المُشاركه بإيجاد أجوبه لها ، مع الإخوه الأكارم .
......
أسئله نتمنى ممن يؤمن بوجود نسخ وناسخ ومنسوخ في كتاب الله المُحكم ، وهو أقل ما قالوا به ، أن يجيبونا على هذه الأسئله ولهم من الله الأجر .
..........
وبما أن من قالوا بوجود نسخ في القُرآن وأيات منسوخه وأيات ناسخه لها ، في هذا الكتاب العظيم وحي الله وكلامه الخاتم والأخير للبشريه ، ، أعتدوا بما أستندوا عليه بتفسيرهم الذي على غير ما قصده وأراده الله للآيه رقم 106 من سورة البقره ، والآيه رقم 101 من سورة النحل ، علماً بأن التفسير الصحيح لهما وما قصده الله مُنزلهما ، يُغاير التفسير لمن أستُدل بهما للقول بوجود النسخ في كتاب الله .
............
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَانَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَاأَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة106
..........
هذه الآيه من ضمن الخطاب الموجه من الله لليهود " بني إسرائيل " وتشرحها وتوضحها الآيه التي سبقتها وهي الآيه 105 من نفس السوره " سورة البقره " " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب...." .
.......
والسؤآل هو لماذا تم زج وحشر القُرآن ، في هذا الخطاب الموجه من الله إلى بني إسرائيل ، بأنه هو المعني بما تم نسخه ونسيانه .
.......
وهذه الآيه والتي وردت من ضمن الآيات من " 40-123" من سورة البقره ، ومن ضمن آيات الخطاب الموجه من الله فيها عن اليهود ولليهود ، والذي بدأه الله بقوله " يا بني إسرائيل " وانتهى عز وجل بقوله " يا بني إسرائيل " ، واليهود فهموا وعرفوا ما قصدته الآيه وأعترضوا ، وهُم أهل كتاب وعندهم الدرايه ، ولم يعترفوا بالنسخ وان ينسخ الله آيات أنبياءهم ومُعجزاتهم وبيناتهم ، وأن ينسخ هذا القُرآن توراتهم وكُتبهم وكُتب غيرهم بما فيها التوراة والإنجيل الصحيحين فكيف بما هُما غير صحيحين ومُحرفين ، وأن يُنزل هذا القُرآن الناسخ والحاوي لشرائعهم ولتوراتهم ولكتابهم وكُتب غيرهم ، ما هو بين أيديهم وما نُسي منهُ ، فهو حسد من عند أنفسهم وغضب لإنتهاء كُتبهم والعمل بها ، وخبرهم وخبر غيرهم ، وهذا توضحه الىيه رقم 108 من نفس السوره " ود كثيرٌ من أهل الكتاب....." .
.......
والله يقول فيها ما ننسخ من آيةٍ أو بينةٍ أو عبرةٍ أو عظةٍ أو دلالةٍ أو مُعجزةٍ أو شريعةٍ بآياتها وأحكامها....إلخ ذلك ، والتي أُعطيت للأولين ولأنبياءهم ورسلهم ، بما فيهم اليهود " بني إسرائيل " ، سواء هذه الآيه آيه كتابيه أو ماديه....إلخ ، وأُعطيت للدلالة على نبوة ورسالة من سبقوا مُحمداً صلى اللهُ عليه وسلم ، سواءٌ نسخناها أو أُنسيت ولم يعُد لها ذكراً ، ولا يتذكرها البشر ، وليس لها ذكر في الكُتب وبإرادةٍ من الله ، إلا نسخنا كُل ذلك سواء ما أُنسي منهُ وما هو موجود ، إلا وأتينا وأعطينا مُحمداً وأُمته خيراً منها أو مثلها ، فأعطاهُ الله من الآيات والمُعجزات والبينات والدلالات على نبوته ورسالته ، ما لم يُعطه لمن هُم قبله من أنبياء ورسُل ، وأعطاه وأعطى أُمته ما لم يُعطه لغيرهم ، وما لم يُعطه للأُمم السابقه ، بل وأعطاهُ مثلُها وكذلك خيراً منها ، فأعطاه الشريعه التي نسخت كُل الشرائع السابقه وأحتوتها ، وبأفضل وأحكم وأحسن وأرحم وأعدل وأقوم....إلخ ، وأعطاهُ من المُعجزات والبينات والدلالات ما لم يُعطه لأي نبيٍ قبلهُ ، ويكفيه هذا القُرآن مُعجزة الله الخالده إلى إنقضاء الدهر ، بما حوى من أحكام وشرائع ومُعجزاتٍ لا تُحصى ولا يمكن الإلمامُ بها وحصرها ، و هذا القُرآن الذي لا تنقضي عجائبه ومُعجزاته ، والذي لا مُقارنة بينه وبين كُتب السابقين .
......
فإذا كان إنشقاق البحر آيه من آيات نبيه موسى ، واصبحت ذكرى من الماضي ، فقد أعطى الله اللهُ هذا النبي آية إنشقاق القمر والتي لا زالت حيه يدرسها العُلماء ، وإذا كان الله أعطى بيت المقدس كقبله لمن سبق هذا النبي الكريم وهي آيه من آياته ، فقد أعطاه التوجه لقبلة البيت الحرام في مكة الطاهره المُطهره وهي أعظم من تلك الآيه ، وغذا كان الله اعطى المسيح إحياء بعض الأموات ، فقد أعطى اللهُ هذا النبي إحياء ملايين الأموات ، فأحياهم بهذا الدين العظيم روحياً وفكرياً وجسدياً وجعل منهم قادة للعالم ، ومفاتيح خيرٍ للبشريه وللإنسانيه .
*******************
أما الآيه الثانيه فهي
....
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍوَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُقَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍبَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }النحل101
......
بَدَّلْنَا آيه.......................... مَّكَانَ آيَةٍ ، أي أن التبديل تم للمكان وليس الإستبدال للآيه لتُستبدل بأُخرى ، إذا كان المعني القُرآن . ......
فكان من ضمن ما أعترض عليه اليهود توجه رسول الله للقبله الجديده ، وبأنه يفتري ويُغير على هواه
..........
وبما أن لكُل آيه في كتاب الله تبيان وبيان الله لها ، ولمكانتها وقيمتها ومُناسبتها وفعلها الفاعل وإحكام الله لها وتفصيله لها ، ولكن تم التبديل لمكان الوجود للآيه في القُرآن ، هو ما تم عند الترتيب النهائي والكتابه لهُ ليكون بين دفتيه كما هو الآن بين أيدينا ، وكما تكفل الله بحفظه .
...........
وليس إستبدال ، ولو كان المقصود الإستبدال ، لورد قول الله وإذا أستبدلنا آيةً مكان آيه ، لأن التبديل غير الإستبدال .
........
وبالإضافه لذلك فإن المقصود بها ايضاً آيات الله ومُعجزاته وعجائبه ، وتبديل الله لمُعجزاته ودلالاته وبيناته ، وإعطاء الله لهذا النبي آيات وبينات ودلالات بديله عن كُل ما أعطى الأنبياء والرُسل السابقين والكُتب السابقه .
.......
فأعطى الله هذا النبي قبلة التوجه لبيت الله الحرام " الكعبه المُشرفه " بدلاً عن القبله لبيت المقدس لمن كانت قبله لمن قبله ، وتوجه لها 16 شهراً ، وأعطاه آية غنشقاق القمر بدلاً عن آية إنشقاق البحر....إلخ .
..........
وبما أن هذه الآيه هي الآيه الوحيده من أصل 79 آيه ، والتي تكلمت عن آيه قُرآنيه ، وأن قَصد الله بها آيه قُرآنيه فهو للدلاله على الترتيب الذي تم للقُرآن وبأمر من رسول الله وبوحي من الله وهو المؤكد ، لذكر الله للعباره " مكان آيه " أي التبديل للمكان ، أي لوضع الآيه الفلانيه خلف أو على رأس الآيه الفُلانيه ، والآيه الفُلانيه بعد الآيه الفُلانيه وهكذا ، حتى وصلنا القُرآن مُرتباً كما هو بين أيدينا الآن 324 ألف حرف ، ولا وجود بأن نُزيل آيه ونضع آيه بديلاً عنها .
..........
وكان رسول الله يأمر والأمر يأتيه من الوحي بوضع الآيه كذا على رأس الآيه كذا ..إلخ ، عند نزول الآيات عليه ، حتى تم ترتيب القُرآن بآياته وسوره كما هو الآن ، وكما هي إرادة الله ووعده بحفظه وكما هو في اللوح المحفوظ .
.......
وبما أنه لا يجوز لمن أوجد النسخ والناسخ والمنسوخ في كتاب الله الكريم ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، هذا الكتاب الذي أُحكمت آياته وفُصلت من لدن حكيمٍ خبير ، أن يأخذوا من الآيه كلمه ننسخ وترُك باقي الآيه .
.........
فعلى الذين قالوا بالناسخ والمنسوخ ، ومن يؤيدونه ويُدافعون عنه ، وعن صحته ووجوده في كتاب الله ، وأنهُ أصل من أُصول الدين ، وإن الأُمه مُجمعه عليه ، أن يُعطونا جواباً على الأسئله التاليه على ما قالوا به : -
............
1) العدد للآيات القُرآنيه الكريمه التي تم نسخُها بالضبط " المنسوخه " ، شريطة أن لا يكون هُناك خلاف بينهم وبين من قال بالناسخ والمنسوخ ، لا من الأولين من أنتقلوا لربهم ، ولا من الحاليين ، ولا من المُدافعين ، وأن يُعطونا رقماً لا يُخالفهم فيه أي واحد منهم " رقم مُحدد " ، لأنه لا يجوز الخلاف إذا كان هذا أصل وأن الأُمه مُجمعه عليه ؟ .
.........
2) هل هذه الآيات المنسوخه مُحكمه ومُفصله ومُبينه وبأئنه ، وهل هي من أُم الكتاب ، وإذا كانت كذلك لأن الله مُنزلها قال ذلك ، وهي كذلك كيف تُنسخ ؟
.............
3) ما هو عدد الآيات "الناسخه " وبنفس الشروط السابقه للمنسوخه ؟.
...........
4) عدد الآيات التي أُنسيت " نُنسها " وما هي هذه الآيات التي أُنسيت أو السور ، إذا كان هُناك سور أُنسيت ؟
...........
5) والآيات التي أُنسيت هل هي مُحكمه ومُفصله ومُبينه وبائنه ...إلخ ، وهل هي في هذا القُرآن الذي بين أيدينا ، أم أنها غير موجوده ، ولماذا أُنسيت ؟
..........
6) والآيات التي أُنسيت أو السور لماذا أُنسيت ، وما الحكمه من ذلك ، وما الجدوى أن يُنزل الله قُرآناً ثُم يُنسيه لنبيه أو لصحابته ؟
..........
7) ما هي الآيات التي هي أقل في الخيريه " نأت بخيرٍ منها " ، وما عددُها ، وهل هي مُحكمه ومُفصله ومُبينه...إلخ ؟
..........
8) ثُم ما يُقابلها في الأكثر خيريه ، نقصد الآيه والآيه الأخير منها ، وما عددُ هذه الآيات الأكثر خيريه وتفوقت على التي أقل منها في الخيريه ؟
..........
9) وهل في كلام الله كلام أخير من كلام ، أو اكثر في الخيريه ، وما هو الدليل من كتاب الله ، أو من رسوله الكريم ؟
.............
10)وما هي الآيات التي مثلُها " نأت بمثلها " " الآيه مثل الآيه " الآيه والآيه التي مثلها ، وما عددُ هذه الآيات ؟ وما الجدوى من نسخ أو نسيان آيه والإتيان بمثلها ، مثال " إنا أعطيناك الكوثر " مثلُها " إنا أعطيناك الكوثر " المثل مثل المثل .
...........
11)عدد الآيات التي أُستُبدلت كما قال من قال بالناسخ والمنسوخ ، وما هي هذه الآيات ؟
..........
12) وهذه الآيات التي قالوا إنها بُدلت أو أُستبدلت هل هي مُحكمه ومُفصله ومُبينه...إلخ ؟
.........
13) ما هي الآيات البديله والتي ثبتت مكان التي أُستبدلت ، ما عددُُها ، ما هي كُل آيه وما هي الآيه التي هي بديلُها ؟
...........
14)ما هي الآيات أو السور التي أُسقطت ، وما هو عددُها ، وما هو الدليل من كتاب الله بأن هُناك آيات أو قُرآن أُسقط ؟
..........
15) ما هي الآيات التي رُفعت وما عددُها ، وما هو الدليل من كتاب الله على أن هُناك آيات أو قُرآن رُفع ؟
...........
16)إذا كان الله يصف القُرآن بأنه كتابٌ أُحكمت آياتُهُ ثُم فُصلت من لدنهِ {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1 .
فهل الآيات التي نُسخت أو المنسوخه ، أو التي أُنسيت أو المرفوعه أو التي أُسقطت مُحكمه أو أحكمها الله ومُبينه وبائنه ، وفصلها من لدنه ، وإذا كان الأمرُ كذلك فكيف ينسخها الله ، أو يُنسها أو يرفعها أو يُسقطها إذا كانت مُحكمه ومُفصله ، ويقول الله عنها أنها مُحكمه .
..........
17)وإذا كان الله يقول لا مُبدل لكلماته في هذا القُرآن والوحي الذي أوحاه لرسوله {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27 ، فكيف تُستبدل آيه بدل آيه .
18)فكيف يتم إستبدال آيه مكان آيه في هذا القُرآن الكريم ، أو نسخ آيه بآيه والله يقول {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِلاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64 ، اليس النسخ هو الإستبدال .
.........
19 ) وهل هُناك أي دليل أو قول ورد عن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ، يُجيب عن أي سؤال من الأسئله التي وردت سابقاً ؟
.......
نتمنى أن نجد جواباً على أي سؤال مما ورد من أسئله لهذا الذي أُوجد بحق كتاب الله الذي نُفاخرُ به العالم ونُجادلهم ونتحداهم به ، لأن هذه القضيه لا أصل لها في كتاب الله الخاتم والناسخ لكُل الشرائع والكُتب التي سبقته ، فكيف يأتي هذا الكتاب وينسخ بعضه بعضاً ، وهذه أقل ما قال به من قالوا بالناسخ والمنسوخ ، فكيف بقولهم بقُرآن منسي أو أُنسي ، وقُرآن رُفع وقُرآنٍ أُسقط....إلخ.
........
نتمنى أن لا نكون من سيُقال بحقهم ، عندما يستغيث رسول الله يوم القيامه أُمتي أُمتي ، ويُقال لهُ لا تدري ما أحدث هؤلاء من بعدك .
..........
وإذا تم التعدي على هذا القُرآن العظيم فماذا يتبقى لنا ، طالبين أن نكون مع الله دائماً ولا نُبالي بغيره . .............
أخيكم في الله : - عمر المناصير.........16 جُمادى الآخر 1431 هجريه