متبوع بما أقتبس ,,
الباب الثانى
الفصل الأول
فى ترجمة تاج الدين ابن الفركاح
- أسمه ونسبه وكنيته ولقبه /
هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء الدين الفزارى البدرى المصرى الأصل , الدمشقى , الشافعى , أبو محمد , العلامه ,. الإمام , مفتى الأسلام , فقيه الشام , تاج الدين , المعروف بالفركاح , بسبب حنف كان فى رجليه , أى أعوجاج .( أنظر طباقات الشافعيه الكبرى 8/163)
- ولادته ونشأته وظروف عصره السياسيه والعلميه /
ولد رحمة الله فى شهر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وستمائه وقال أبن كثير سنة ثلاثين وستمائه (أنظر البدايه والنهايه) , فى وقت كانت الأمه الأسلاميه فيه تعانى من تمزق أبنائها وتكالب أعدائها وتآمرهم .
ففى العراق كانت الدوله العباسيه وفى مصر والشام كانت الدوله الأيوبيه وكلتا الدولتين كانت تمزقهما الأختلافات فى الرأى والتحزب فى الدويلات , بحيث أستطاع الصليبيون الكفرة أن يأخذوا بيت المقدس سنة 626 هـ ( أنظر البدايه والنهايه ) , غير أن هذا الضعف لم يستمر إذ آل الحكم الى الملك الصالح نجم الدين أيوب الذى أعاد الصليبيين من حملتهم العظيمه على مصر سنة 647هـ (أنظر النجوم الزاهره) بهزيمه منكرة وبموته آل الحكم للمماليك فتكالب عليهم الأعداء من ماجوس ونصارى وواجهوا أعظم وأشرس عدو فى التاريخ ألا وهو التتار المغول ,ففى عام 656هـ قضى التتار على الدوله العباسيه وأستحلوا عاصمتها بغداد بعد مافعلوا فيها الأفاعيل مايعجز القلم عن وصفه وكذلك فى حلب ودمشق ,,
ولما أرادوا مصر ردهم الجيش الأسلامى فى موقعة ( عين جالوت )سنة 658هـ (أنظر البدايه والنهايه ) بقيادة المظفر قطز وقائد جيشه الظاهر بيبرس الذى تولى الحكم بعد قتله الأول ولما توفى الظاهر بيبرس سنة 676 هـ ( البدايه والنهايه) واصل مسيرته الملك المنصور سيف الدين قلاوون وواصل الجهاد ضد أعداء الأسلام ولما توفى الملك المنصور واصل ابنه الأشرف خليل الجهاد فحرر عكا وأخرج باقايا الصليبين من بلاد الشام عام 690هـ ( أنظر البدايه والنهايه)هكذا كان حال المسلمين فى القرن السابع الهجرى – قرن المترجم له – فتن ومعارك , اضرابات ومنازعات , هزائم وانتصارات , أحتلال وأستقلال .
غير أن هذا كله لم يكن عائقا للمسيره العلميه , إن لم نقل أنه كان سببا لرقيها ونهضتها , ففى هذه الظروف وهذه الأجواء ولد ابن الفركاح ونشأ وتربى فى كنفوالده الشيخ المقرئ برهان الدين أبى أسحاق بن سباع الفرازى , فأتجه لطب العلم وهو صغير, فتلقاه أول ما تلقاه على العز بن عبد السلام وأبى عمرو أبن الصلاح .
وكان مفرط الذكاء , متوقد الذهن فبرع فى المذهب وهو شاب وتصدر للأشغال وهو ابن بضع وعشرين سنه , ودرس فى سنة ثمان وأربعين (أنظر الوافى بالوفيات) وأفتى وهو ابن ثلاثين فى سنة أربع وخمسين (أنظر العبر) وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار وأعاد بالناصريه (أنظر الدارس فى تاريخ المدارس) أول مافتحت وولى تدريس المجاهديه (أنظر طبقات الشافعيه) ثم تركها وتولى البادرائيه (أنظر خطط دمشق) سنة ست وسبعين , وأصبح مقدما فى المناظرة , متبحرا فى الفقه وأصوله , أنتهت إليه رئاسة المذهب فى الدنيا .
- شيوخه /
تلقى التاج أبن الفركاح العلم على أجلة من أهل عصره , منهم :-
1- شيخ الأسلام عز الدين بن عبد السلام (طبقات الشافعيه ) .
2- الشيخ تقى الدين ابن الصلاح الأمام المفتى (طبقات الشافعيه) .
3 – ابن الزبيدى الحنفى وقيل الحنبلى (طبقات الشافعيه ) .
4- السخاوى الإمام العلامه المصرى ( فوات الوفيات ) .
5- ابن التى مسند الوقت (فوات الوفيات ) .
6- تاج الدين بن حمويه شيخ الشيوخ ( شذرات الذهب ) .
7- ابن المنجا القاضى الحنبلى (النجوم الزاهره ) .
8 – الزين أحمد بن عبد الملك بن عثمان – الناسخ روى عن يحيى الثقفى ( الوافى بالوفيات ) .
9- مكرم بن أبى الصقر – السفار ( شذرات الذهب ) .
وهذه نبذه مختصره عن أهم العلماء الذين تلقى عليهم التاج ابن الفركاح العلم .
- تلاميذه /
لما شاع ذكر تاج الدين ابن الفركاح وبان للناس علمه وفضله اقبل عليه طلبة العلم ومن أبرزهم :-
1- النووى الأمام العالم العامل المحقق الفاضل الولى الكبير ( طبقات الشافعيه الكبرى) .
2- ابن العطار الحافظ الزاهد المسمى مختصر النووى ( مرآة الجنان ) .
3- شيخ الأسلام ابن تيميه أمام عصره ( البدايه والنهايه ).
4- المزى الأمام الحافظ محدث الشام ( فوات الوفيات ) .
5- البرازالى الشيخ الأمام الحافظ المؤرخ ( طبقات الشافعيه ) .
6- ولده الشيخ برهان الدين ( فوات الوفيات ) .
7- أخوه احمد بن سباع المقرئ النحوى الشافعى (طبقات الشافعيه للأسنوى ) .
8- كمال الدين ابن الزملكانى القاضى ( فوات الوفيات ).
9- كمال الدين الشهبى المعلم ( فوات الوفبات ) .
هؤلاء بعض تلاميذ التاج ابن الفركاح وغيرهم كثيرون ولكن إحصاء النجوم حول القمر أسهل وأيسر من إحصاء التلاميذ حول العالم .
يتبع بأذن الله تعالى ,,,