اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :66  (رابط المشاركة)
قديم 26.05.2010, 19:44

أبو عبد الله محمد بن يحيى

عضو

______________

أبو عبد الله محمد بن يحيى غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 12.04.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 937  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
18.09.2012 (01:27)
تم شكره 5 مرة في 3 مشاركة
افتراضي


الحمد لله رافع حجب الغفلة عن قلوب أوليائه، ومقيم شواهد الاعتبار لمن انخفض لكبريائه ،نحمده على جزيل نعمه ،ونشكره على فواضل قسمه ،ونشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له شهادة منتصب لأداء واجب العبودية ،ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي فتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صُمًّا،وجعله رحمةً لكل البرية ،اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد المتمم لمكارم الأخلاق،وصحبه الذين هم الهداة بالاتفاق، وبعد :

قال أبو القاسم الحريري :
وإن أردتَ قسمة الأفعال ** لينجلي عنك صدى الإشكال
فهي ثلاث ما لهن رابع ** ماضٍ ةفعل الأمر والمضارع

في هذه الحلقة بإذن ربنا ، سنتحدث عن أقسام الفعل وأحكامه،وقد أسلفنا الكلام في الفعل وتعريفه ،وعلاماته،وهذا كان ساعتئذٍ عن الفعل بصفة عامة ،كونه أحد أقسام الكلمة الثلاثة، الاسم ، والفعل ، والحرف
وقلنا أن الفعل كلمة دلت على معنى في نفسها (هنا اشترك مع الاسم )،ودلت على أحد الأزمنة الثلاثة ،،، إذن العبرة في الأفعال،وقسمتها سيكون بناء على الزمن الذي حدث فيه الفعل،
إذن : ما الأزمنة ؟
الأزمنة – وهذه قسمة عقلية – ثلاث :
· زمن حدث فيه الفعل في الماضي،وهذا هو الزمن الماضي
· زمن يحدث فيه الفعل،في الحال،وهذا هو زمن الحال أو الحاضر
· زمن سيحدث فيه الفعل في المستقبل،وهذا زمن الاستقبال
والحدث الذي هو الفعل يقترن وقت حدوثه بأحد هذه الأزمنة،فالفعل إذن ثلاثة أقسام :
· فعل ماضي
· وفعل حال أو حاضر
· وفعل مستقبل
والعرب ينظرون إلى اللفظ،أحيانًا وإلى المعنى أحيانَا أخرى،وهنا نظروا إلى الاثنين :
فقالوا أن الحدث لما وقع ـ وانقضى وتحقق وقوعه، فهذا يدل على أن الفعل مضى ووقع ، فسموه فعلًا ماضيًا
ونظروا إلى الفعل الواقع في زمن الحال ، فوجدوه يسير على حركات اسم الفاعل وسكناته،ويقبل لام الابتداءوهي من خصائص الاسم،ومنه يُعرف الحروف الأصول والزوائد،فشابه الاسمَ من وجوهٍ ،فأطلقوا عليه : الفعل المضارع،ضارع الشيءُ الشيءَ أي شابهه، فأعرب جريًا على قاعدة أن الأصل في الأسماء الإعراب
ثم نظروا فوجدوا هذا الذي سيحدث بعد زمن التكلم،وسيطلب منه حدوثه،وسيتم في المستقبل؛ فأطلقوا عليه : فعل الأمر
وقد قدمنا أن لكل منهم علامات
فالماضي : من علاماته قبول تاء الفاعل ،وتاء التأنيث الساكنة
والمضارع : من علاماته قبول لم،والسين،وسوف
والأمر : علامته مركبة من جزئين ،وهما
- أن يدل على الطلب ، بصيغته دون واسطة
- أن يقبل ياء المخاطبة ، أو نون التوكيد
وبعد أن عرفنا الأفعال ، وعلامتها،وأقسامها،فما هي أحكامها من حيث الإعراب والبناء،فالحكم على الشيء فرع عن تصوره
قلنا الأصل في الأفعال : البناء،وما جاء معربًا فيكون لسبب
نبدأ بالفعل الماضي :
هو مبني دائمًًا على الأصل،لكن الفعل الماضي ربما اتصل به ضمائر ، فهل يكون مبني على الفتح دائمًا ، أم يختلف ؟؟؟ ،المشهور من أقوال النحاة أنه يختلف على حسب المتصل به ،فقالوا :
** يبنى على الفتح،إذا لم يتصل به شيئ ، أو اتصل به ألف الاثنين ، نحو
: فتح،جمع،قتل،عفى،سما،الزيدان جمعا المال،المحمدان حضرا الدرس
نقول : فعل ماضٍ مبني على الفتح (( ننتبه يرحمكم الله : الفعل الماضي لا يرد على أذهانكم أبدًا أنه يقال عليه : مرفوع ، أو منصوب ، أو مجزوم، ؟؟ لم ؟ لأن هذه ألقاب الإعراب، أما ألقاب البناء شيء آخر ، تقول : مبني على كذا، وتذكر العلامة )) !!!!
** يُبنى على الضم ، إذا اتصل به واو الجماعة، نحو :
جمعوا،قتلوا،جاهدوا ، تقول : فعل ماضٍ ،مبني على الضم ؛لاتصاله بواو الجماعة
** يبنى على السكون : إذا اتصل به تاء الفعل أو نون النسوة،نحو :
قتلتُ زيدًا : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل،(وننتبه : فرق بين التاء المتحركة بالضم أو بالفتح ، وبين الساكنة،فالساكنة يُبنى معها الفعل الماضي على الفتحة ، ولا محل لها من الإعراب ، إنما هي علامة لتأنيث الفاعل فقط ،أي حرف، وأما المتحركة ، فهي اسم وتعرب فاعل ، ويبنى معها الفعل على السكون !!))
الهندات فعلنَ الخيرَ : فعل ماضي مبني على السكون ، لاتصاله بنون النسوة
هـــــذه أحكــــام الفعل الماضي،
أما عن النوع الثاني من الأفعال ،الذي يُبنى جريًا على القاعدة الأصلية لحكم الأفعال الإعرابي :
الفعل الأمر :
سبق وأن تكلمنا عن علامات جزم الفعل المضارع في أبواب الإعراب،وعلاماته الأصلية والفرعية
قلنا أن جزم المضارع بعلامتين :
- السكون : إذا كان صحيح الآخر ، ولم يتصل به شئ
- الحذف :
* حذف حرف العلة ، إن كان معتل الآخر
* حذف النون : إن كان من الأمثلة الخمسة
القاعدة : يُبنى الفعل الأمر على ما يجزم ه مضارع
* فإن كان مضارعه مجزوم بالسكون : نقول فعل أمر مبني على السكون،نحو :قم،قل ،اسمع ،اكتب، فأفعاله المضارعة : يقوم ،يقول،يسمع،يكتب
هذه الأفعال صحيحة الآخر،ولم تتصل بشيء،وتجزم بالسكون في المضارع ،هنا : تُبنى على السكون (يُبنى على ما يُجزم به مضارع )
* إن كان مضارعه مجزوم بحذف حرف العلة؛ لأنه معتل الآخر،يبنى الفعل الأمر على حذف حرف العلة،نحو : اسعَ،اسمُ،اقضِِ فأفعاله المضارعة : يسعى،يسمو،يقضي،هذه الأفعال معتلة الآخر،وتجزم في حالة المضارع بحذف حرف العلة،هنا : تبنى على حذف حرف اعلة ( يُبنى على ما يجزم به مضارعه)
* إن كان مضارعه مجزوم بحذف النون؛ لأنه أحد الأمثلة الخمسة، يُبنى الفعل الأمر على حذف النون، نحو : افعلا،افعلي ،افعلوا فأفعاله المضارعة : يفعلا،تفعلي،يفعلوا ،هذه الأفعال من الأمثلة الخمسة،وتجزم بحذف النون ، وهنا في الأمر : تبنى على حذف النون

الفعل المضارع :
قدّمنا الكلام على سبب تسميته بـ ( المضارع )، وقلنا أنه شابه الاسم،والعرب تعطي حكم المشبه به للمتشبه،والاسم يُعرب،فدخل الإعراب حينئذٍ في الفعل المضارع ،إلا إذا اتصل بشيء تطرد هذا الشبه عنه،فهو على أصل قاعدة الأفعال يُبنى ،على
· الفتح : أذا تصل به نونا التوكيد ، الثقيلة أو الخفيفة ،نحو : والله لأفعلنّ الخير ( الثقيلة : يعني المشددة أو المضعّفة )،يامحمد لتجتهدنْ ( الخفيفة : يعني الساكنة )
· السكون : إذا اتصل به نون النسوة،نحو : الهندات يفعلْنَ الخير
تنبيه : ( إلا أن يعفون ) : هذا فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، وليس من جنس الأمثلة الخمسة ،فليتنبه !!
غير ذلك يُعرب المضارع
إذن شرط إعراب المضارع : أن يَعْرَى عن نوني التوكيد ، ونون النسوة ، فإن لم يتصل به ذلك أعرب :
- رفع : إذا لم يسبقه ناصب و لاجازم ( بعلامات الرفع الأصلية والفرعية ، كما تقدم )
- نصب : إن سبقه أداة نصب ( وسيأتي بيانها إن شاء الله )،وينصب بعلامات النصب الأصلية ، والفرعية
- جزم : إن سبقه أداة جزم ( وسيأتي بيانها إن شاء الله )، ويُجزم بعلامات الجزم الأصلية والفرعية
بقي أن نشير إلى أن الفعل المضارع له أربع حروف يبدأ بها، يسمونها أحرف المضارعة وهي ( أ ، ت ، ن ، ي )، وهي علامات على مضارعية الفعل،بشرط أن تكون زوائد، أي ليس من أصل بنية الكلمة، وتُضم هذه الحروف في الفعل الرباعي ، مثل : يُجيب من الماضي : أجاب ، قال في الملحة :
والأحرف الأربعة المتابعهْ ** مسميات أحرف المضارعهْ
وسمطها الحاوي لها نأيتُ ** فاسمع وعِ القول كما وعيتُ
وضمها من أصلها الرباعي ** مثل يجيب من أجاب الداعي

هذه هي أحكام الفعل،فليُعتنى بها فإنها من عُمَد الإعراب،ولتقتفي في نطقك الصواب

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين







توقيع أبو عبد الله محمد بن يحيى
خُـــــذْ لك زَاديْــنِ مِـنْ سِــيـــرَةٍ ** وَمِنْ عَمَـلٍ صَــالِــــحٍ يُدّخرْ
وكن في الطريق عفيفَ الخُطى ** شريفَ السماعِ كريمَ النَّظرْ
وكــن رجـــلاً إن أتَـــــــوْا بَعْدَهُ ** يَقُــولُـونَ مَــرّ وَهَـــذَا الأثَرْ


رد باقتباس