أبو أحمد: الدعوة في الواقع الافتراضي اشد تأثيرا عليهم من الواقع الحقيقي رغم انھم يتحركون على الارض ... انا ھنا ليس من اجل الحاقدين من النصارى ... ولا يھموني ..
انا ھنا من اجل تربية الشباب على الصد والرد . ورفع الرأس والعزة وشفاء صدورھم.
عيني على شباب الاسلام. قوة الكافر من ضعفنا. ولاقوة لھم في ذوات أنفسهم
الشيخ ديدات كان يفعل طاقات الشباب ويفجرھا كان يؤمن بالشباب وانا واحد منھم. من الذين وجھھم الشيخ ديدات واثر فيھم وغير حياتھم
أبو جنة: بدأت أولا بالتفاعل مع كلام حضرتك ثم وجدت أن الفائدة أكبر من دراسة أسلوب حضرتك و ردود أفعالھم.
أبو أحمد: اولا لاحظ الشيخ مھارات التعلم السريعة عندي بفضل لله ووجھني لاتقان الانجليزية. ثم وجھني للكتابة في الصحف. واعطاني اول خبر انقله عنه. وھكذا بدأت. واول خبر نشر لي وعمري 19 سنة. ونشرت اول ترجمة موضوع لي وعمري 20 سنة. والفت اول كتاب لي في نفس السنة عام1990 . مشوار الدعوة لما كان عمري 17 سنة.
السبب كان اذاعة مونت كارلو . 12 التي كنت استمع لھا من عمر 12 سنة الى سن 15 سنة. ثلاثة سنوات. في تلك الفترة ابتعدت عن ديني وتغربت. لكن لم انحرف بفضل لله لا اخلاقيا ولا اي شيء بسبب تربية جدتي رحمھا لله. لكن ھجرت القرآن وفرطت في الصلاة فصرت استمع للغناء ونزل حبه في قلبي ومن ھنا دخلوا علي ببرامج التنصير فكادوا ان يشككوني وادركت اني فارغ من جوه وتافه وانه يسھل عليھم ملأ الفراغ وانھم مخادعين. صليت قيام الليل وھداني ربي. وقع في يدي كتاب للدكتور زياد ابو غنمية. كتيب صغير وانا عمري 15 سنة. قرأت عن مخططات الاعداء وتصريحات قادتھم المعادية ضد الاسلام.
ھالني حجم المؤامرة. صعقت. من ھنا بدأت ارجع وبدأت التزم وصرت اتابع الصحف من عمر 16 سنة و صرت اعمل ملفات ضد التنصير وصرت اقرأ.
انا ھو ھؤلاء الشباب الذين دخلوا غرف المراحيض وصدموا وصعقوا وادركوا ضعفھم وجبروت وطغيان عدوھم. كذلك كنتم من قبل فمنَّ لله عليكم. الشباب محتاج ابطال. فرسان ميدان . مش محتاجين فتاوى كثيرة ومحاضرات ومواعظ . محتاجين ناس فرسان. كنت اروح مجالس الشيوخ . نفروني. كان لازم اطلق لحيتي واعمل واعمل واعمل .وما كنت عاجب احد.
ارھقوني. كلفوني فوق طاقتي. مافي احد فاھمني. وكنت دوما في مقاعد المتفرجين المستمعين والمصفقين للشيوخ وانا قلبي يتحرق. ابغى اسوي شيء.
وجلست على ھذه الحال اتشوق حتى جاء مدرس الجغرافيا في سنة التخرج من الثانوية وكنت في نشاط الصحافة وكنت رسام الكاريكاتير للصحيفة. انا كنت بيكاسوا المدرسة. فائز بجوائز وكان حلمي اطلع روما ادرس رسم. فجاء المدرس الملتزم وھو الوحيد اللي كان سھل وھين معي رغم انه شديد ومحترم شخصيته اقرب مني اليوم. حازم وقت اللزوم الى درجة القسوة ولين.
اعجبت به واحببته في الله وتفاعلت معه جاء يومھا لحصة النشاط وكنت بارسم كاريكاتير مع شباب الصحيفة وقفنا وقال انه عاوز يشغل لنا نصف ساعة من مناظرة القرن. كانت مناظرة الشيخ المدبجلة مع سواجارت عن تحريف النصرانية. طبعا احنا في السعودية كنا ندرس التوحيد.
فكل الكلام اللي قاله ديدات فھمته رحمه لله.
طبعا اعجبت بھذه الھندي المتوثب كالاسد. الكھل الشاب الذي يقرأ من ذاكرته.
كل ھذا لاحظته لكن لم يؤثر في مثلما لما جاء ذلك المشھد لما اقام حجته عليھم في مسألة التثليث واشار اليھم بالسبابة على الامريكان.
وانا اتربيت زي كل شباب المنطقة على عقدةالخواجة الامريكان كلھم سوبرمان. ھنا قتل ديدات في نفسي عقدة الخواجة.
أبو جنة: and I ask you what language you r speaking
أبو أحمد: ايوه لما وجه اصبعه وقال لھم: اذا سألتكم كم صورة ذھنية لديكم للأقانيم . اذا قلتم صورة واحدة فانت تكذبون علي وزمجر الشيخ وقطب وجھه وضجت القاعة بالتكبير والتصفيق.
انا ھنا وقفت مصدوما في الفصل. صرخت في الاستاذ اعد المشھد .اعد المشھد. اعد المشھد
الاستاذ ضحك لانه قال قبل التسجيل: انا عاوزك انت يا عصام بالذات تشوف الشريط ده. لماذا قال الاستاذ لي ھذا الكلام؟!! ما كنت فاھم لكن صدمت من ھذا الھندي في زمن تخاذل كل العرب؟ من ھذا الھندي ونحن صرنا نحقر كل المسلمين في بلادي؟؟ من ھذا البطل الذي يقف كالاسد؟
الكاميرا جاءت على وجوه الامريكان كلھم صاروا حمرا. انكسفوا.
ھذا ھو المشھد الذي غيرني. اثر كلام الشيخ عليھم. ھل ما زال لدينا شخص يقدر يعمل فيھم كده؟
انسان بسيط مسكين ھندي. لا يعرف العربي. فقير. ولا ھو بشيخ ولا ھو بعالم!!! ايه ده؟!!!
ھل احمد ديدات مثلي؟ ھل كان شابا يصارع ويجاھد؟ نعم
اذا انا وجدت طريقي الان ..... وجدت من يعملني الفروسية
الاستاذ اعطانا نبذة عنه قبل ما يشغل المناظرة انا شبعت نظريات في الدعوة. تخمة. عاوز اكشن طفشت كلام
يومھا عرفت طريقي. وفورا خرجت من المدرسة على محل التسجيلات الاسلامي المجاور للمدرسة وحصلت على فيديو المناظرة وجلست اشوفھا عشرين عشرين مرة.
بعد التخرج رجعت للمحل وحصلت على شريط اخر ووجدت ثلاثة كتب للشيخ مترجمة عربي وبقية انجليزي وانجليزيتي كانت ضعيفة.
أبو جنة: بعد التخرج من دراسة المناظرة أم من المدرسة؟
أبو أحمد: من المدرسة. ھھه
ذھبت الى مكتبة في جدة ھي التي كانت تطبع كتب الشيخ وتنشر مناظراته. المناظرات والمحاضرات ما كانت مفسوحة من وزارةالاعلام رغم ان الشيخ حاز على جائرة خدمة الاسلام. لسه جماعتنا في الخليج كانوا بيتناقشوا موضوع المناظرات وھي ھي بدعة ام سنة. حاجة جديدة .... سنة احياھا ديدات من جديد فكانت حاجة غريبة ولان بعض الشيوخ كان عاجز عن المناظرة فصار ينفر الناس منھا وكانوا يھاجمون ديدات حسدا من انفسھم . فلذلك كانت محاضراته ومناظراته توزع تحت الارض.
قابلت صاحب المكتبة واشتريت بمصروفي الصيف كله 38 شريط. كان اھم استثمار عملته في حياتي . ولم اندم. ضيعت المصروف كله. ووالدي غضب علي جدا وفرض علي الجلوس في البيت ولم احصل على سيارة. وكان ھذا ما كنت احتاجه ونفعني فيما بعد في ديني ولله الحمد
جلست اتفرج على شرايط الشيخ ليل نھار العب حديد وكاراتيه. كان المفروض ادرس دورات انجليزي في الصيف بس ھي بفلوس انا حطيت الفلوس في الشرايط لاني ما كنت امد ايدي لاطلب أهلي ولا والدي اذا اعطوني اخذت ما اعطوني رضيت وسكت ولله الحمد.
وجلست اشاھد مناظرات الشيخ الانجليزي والمحاضرات بالقاموس. المناظرة اللي اشوفھا اليوم في ساعتين اشوفھا في اسبوع كل شوية اعمل توقيف وافتح القاموس. كنت عاوز افھم كل كلمة واسجل النصوص والملاحظات. جاتني حالة عجيبة. نھم. شفت كل المناظرات المحاضرات في شھر.
بعدھا صرت اروح المركز الثقافي الاسلامي الوحيد في جدة لدعوة الجاليات اطبق ما تعلمته في الزوار. وھناك وجدت شيخ ومربي سوري فاضل متواضع غير كل الشيوخ. رحب بي. ورغم قلة علمي الشرعي اعطاني فصل اعلم فيه الاسلام لغير المسلمين تحت اشرافه وانا عمري 18 سنة.
وكنت اخبط واخبص واتعلم من خطئي والشيخ معاي جزاه لله خيرا. الى اليوم ادعي له. كان غير كثير من الشيوخ وفر لي انا الشاب محضن مهم بدل التسكع في الاسواق والشوارع اتعلم شيء ينفعني في ديني واتدرب عليه.
واحد الدعاة في المركز طلب طردي من المركز لاني صغير وقليل العلم. لكن الشيخ محمد الخالدي رفض وحماني كنت الوحيد اللي حفظ النصوص من الشيخ ديدات وصرت اعرف ارد من كتب النصارى. ما كنت اعرف كثيرا من القرآن ولا السنة.
الشيخ الخالدي صار يعملني وياخذ بيدي ويخلني اعلم غير المسلمين.
بعد سنة ونصف من التدريب قابلت الشيخ ديدات لما جاء جدة . وكانت تلك نقلة اخرى في حياتي. كانت تلك محطة اخرى ما كان مقدرا لي ولله الحمد .
انت الان تدرك اھم الدروس فيھا. حتى لا اكثر عليك ........ مھم احتواء الشباب والصبر عليھم وفتح الميدان لھم.
ربنا كان مطلع على نيتي ولا ازكي نفسي. ومن كرم ربنا ان وضع في طريقي الناس الصح.
عام 1989 م. في سبتمبر كان الشيخ أحمد ديدات في طريقه الى لندن لفضح سلمان رشدي. اخذني صاحب المكتبة الذي صرت صاحبه رغم انه في عمر والدي لكنه كان يشجعني على الدعوة وتفھمني فكان في مقام الوالد. لم يكن احد يفھمني ولا يشجعني فقال لي الشيخ سليمان قاسم: الشيخ ديدات جاي يا عصام تحب تقابله معي من المطار؟
واخذني بسيارته حوالي منتصف الليل واستقبلنا الشيخ.
قسما بالله يا أخى لما خرج الشيخ والقيت عينى عليه من بعيد اني جسمي انتفض ولله شھيد على ما اقول. شعر جسمي وقف لا ادري لماذا. انا رياضي. عضلات. كمال اجسام. ما اخاف من احد بفضل لله. ليش ارتعد من واحد عجوز ؟!!!
اصابتني رعدة. وجاء الشيخ يمشي كالاسد. مبتمسا. متواضعا. وصافحني.
قال له صاحب المكتبة: ھذا الشاب شاهد كل محاضراتك ويرصد التنصير ومحب للدعوة. فضحك الشيخ ودعا لي بخير وقال لي تعال معنا.
اخذونا الى غرفة كبار الزوار حتى يخلصوا تأشيرة الشيخ والجواز وجلسنا. الشيخ كان يكلم صاحب المكتبة. انا انظر واستمع ولم افتح فمي تأدبا.
دخل عامل هندي من شركة الطيران. سأله الشيخ: ما اسمك؟ قال اسمي ديفيد. ھنا قرأ الشيخ الاية "وقتل داود جالوت واتاه لله الملك" الى اخر الاية ثم اعطاه ترجمتھا فوريا..... ھكذا شده الشيخ ولفت انتباھه وعاجله بسؤال: يا ديفيد ھل قرأت عن الاسلام؟
فقال كلا.
قال له: انت في بلد الاسلام كم لك يا دفيد؟
قال : لي عشر سنوات.
صعق الشيخ ديدات . وغضب. قال لولده يوسف الذي كان مرافقا له: افتح الحقيبة واعطه كتبي. ثم قال الشيخ ھات مديرك السعودي.
فجاء المدير وھو يظن ان الشيخ سيشكو ديفيد. ھناك طلب الشيخ من ديفيد الانصراف ومسك المدير السعودي وافترسه. وبخه. قرعه:
ھذا الكافر ياتي به الله لخدمتك عشر سنوات ولا تحدثونه عن الاسلام؟ ..... رحمك لله يا ديدات ما كان يضيع وقت الا في الدعوة.
لاحظ : ....... انه في صالة كبار الزوار. ما فرح و لم ينتفش زي بعد المنتسبين للدعوة اليوم.
ونصح مدير الصالة وجاب الموظفين وقلبھا كلمة وعظية في اھمية دعوة العمالة الوافدة.
وخرجنا بالسيارة الى الفندق بعد منصف الليل. رغم ان رحلة الشيخ كانت طويلة ومرھقة لكنه في الدعوة كان ينتفض رحمه لله وتتفجر طاقته.
احسست حبه العميق للدعوة ولمسته من اول لحظة. كان ذلك اللقاء مؤثرا في نفسي.
قال لي الشيخ لما اوصلناه للفندق: تفضل معنا غدا صباحا. انا افتح باب فندقي من التاسعة صباحا لاستقبال الزوار ان لم يكن لدي محاورات. تعال يا ولدي ونتكلم
انا مجرد ولد شاب عمره 18 سنة. والشيخ احمد ديدات يقول لي مرحبا........ فرحت.
رجعت ابوس ايد جدتي التي انتقلت للعيش معھا حتى تسمح لي ان اتفرغ لمرافقة الشيخ خلال فترة وجوده في جدة. لم اكن اقدر اتأخر
ولم اكن من شباب اليوم و الحمد لله لا اعرف البنات ولا جلسات الشباب ولا الشلل .
جدتي كانت صارمة في هذه الامور رحمھا الله واكثر واحدة تفھمني ........ قالت لي وريني احمد ديدات.
شغلت لھا المناظرة. شافت ربع ساعة. قالت لي بس. الشيخ ده لازم تمشي معاه وتشيل له الشنطة.
قلت لھا صح عشان اخذ منه العلم.
قالت لي لا. انت ممكن تحصل العلم اكثر منه من اي مكان ..... عشان تتعلم منه المرجلة والشخصية .... رحمك لله يا جدتي كانت دوما بعيدة النظر رحمھا الله لانھا كانت تقرأ المصحف بعد كل صلاة خمس مرات في اليوم. وكل يوم تتصدق على الفقراء.. كانت نصيحة من ذھب.
وفعلا كلامھا كان في محله. ذھبت ثاني يوم الصبح و دخلت وانا اظن اني اول واحد. شاب متحمس بقى.
دخلت لقيت الشيخ الزنداني نفسه مع الشيخ ديدات وكبار رجال البلد والشيوخ والحجاز ماليين الغرفة. انا اورح فين مع دول.
اخذت اصغر كرسي ناحية الباب وسلمت على الشيخ من بعيد. لم اتجرأ. انا دقة قديمة تربية عواجيز. تعلمت احترام الكبار.
جلست زي البس عند الباب اشاھد اللقاء.
شاھدت الشيخ ديدات يسال الشيخ الزنداني بكل تواضع عن مسائل في القرآن والشيخ الزنداني يجيبه بتواضع اكبر.
الشيخ ديدات يشكره ويقول لھم انا جندي ميدان ولست شيخا واتعلم منكم ...... ذھلت. احببت الشيخ اكثر يعترف امام الناس انه لم يكن يعرف ويتعلم ....... يا سلام !!! الله يرحمه.
جلست ثلاث ساعات. لم امل. حتى انصرفوا وانصرفت معھم. انكسفت اتكلم.
رجعت ثاني يوم ونفس الشيء. الغرفة مليانة وجلست عند الباب ولم افتح فمي. الشيخ ما تجاھلني. كان شايفني ومنتظرني. ومشيت معاھم ولم اتكلم
توقيع أبوجنة |
 |
آخر تعديل بواسطة نوران بتاريخ
07.05.2009 الساعة 21:57 .