اللهمَّ صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
هل تقصد أنه بمجرد الامتثال لهاته الأوامر تسعد في حياتك؟
|
|
|
 |
|
 |
|
بقدر إيمان العبد وعلمه أن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه وأن لله حكمة في كل شئ
وأن العبد يجهل الكثير من الحكم الربانية فيما يحدث له من أمور طيبة بنظره أو سيئة بنظره
وبقدر تسليمه نفسه خالصة لله تعالى ورضاه بقضاء الله تكن سعادة العبد
قال الله تعالى :
( وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
أسمعت عن حديث حبيبنا محمدصلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "
عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
مثال : سيدنا يوسف صلى الله عليه وعلى نبينا محمد وآله وسلم كان موضع اهتمام ورعاية والده وكان قرة عين أبيه وهذا شئ طيب
تآمر أخوته عليه فالقوا به في البئر وهذا شئ سئ وتآمر الذين التقطوه من البئر عليه فبعوه بثمن بخس وهذا شئ سئ
اشتراه العزيز وأكرمه وهذا شئ طيب
تآمرت عليه زوجة العزيز وصديقاتها ليعصي الله تعالى وهددته بالسجن وهذا شئ سيئ
رفض عصيان الله رغم أنه عبد وهي السيدة وهذا شئ رائع في طاعة الله
أدخلوه السجن وهذا شئ سيئ جدا
دعا من معه في السجن لترك عبادة الأوثان والتوجه لله الرحمن الرحيم وحده بالعبادة وهذا قمة في الرضى عن الله تعالى وطبعا هو رائع جدا
احتاج إليه من سجنوه ليعبر رؤيا الملك فعبرها ولما رأي خطر يهدد البلاد أعطاهم الحل لما سيواجهونه من مشاكل ولم يطالبهم بمقابل وهذا قمة في الكرم من الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم صلى الله عليهم وعلى نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أمر الملك أن يخرجوه من السجن فرفض حتى لا يكون لآحد فضل عليه إلا الله وطالب بإجراء تحقيق فلما علم الملك أنه صبر على السجن حتى لا يخون سيده الذي أحسن إليه ولا يعصي ربه قربه
وقد ثبت للملك شيئان أن يوسف ذو علم وهذا من تفسيره للرؤيا ووضع الحلول لتجاوز الأزمة
وأنَّه يتمتع بأعلى درجات الأمانة ورحب بالسجن بضع سنين حتى لا يخون
والعلم والأمانة هما الشروط الواجب توافرها فيمن يتولى وزارة المالية - إن صح التعبير - وقت الأزمات فعينه فورا
تأمل يا أستاذ كمال حتى نعلم بعض حكم الله في تدبير شئون من أسلم وجه لله تعالى وهو مؤمن والتزم آوامره ورفض أن يعصيه
تآمر أخوة يوسف على يوسف كان سببا لوصوله إلى مصر وهذا ضروري ليصل المكان الذي فيه مجده وعزه
تأمر النسوة عليه أثبت آمانته وهي التي كان يجب أن يعلمها الجميع بما فيهم الملك ليعطيه تفويض بإدارة خزائن المملكة
دخوله السجن والتقائه بالسجناء أثبت للسجين الذي يعمل لدى الملك علمه
رؤيا الملك أثبتت أن يوسف أعلم أهل زمانه
أي أن ما مر بيوسف من محن وابتلااءات كانت كلها لازمة ليصل يوسف إلى ما أراده الله له من المنزلة الرفيعة
وصدق الله تعالى : (
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)الزمر )
وليكون لنا قدوة نتعلم منه الرضى التام عن الله تعالى وبكل ما يأتي منه لأننا نرى أن ما نحسبه شرا يحمل في طياته الخير الذي لا نعلمه إلا عند حدوثه
أيضا نحن نرى أن الصبر على مالا يرضينا فيه أجر غير محدود من الله تعالى كما ذكر الله تعالى : (
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
أخيرا قال الله تعالى : (
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) النحل )
وقال تعالى : (
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125)
قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَىٰ (126)
وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ (127) طه )
آخر تعديل بواسطة الراوى بتاريخ
09.05.2010 الساعة 21:41 . و السبب : حرف