كلمة أزلي ليست قياسا في اللغة العربية .و الجاهل يطالبنا بالإتيان بشيء ليس قياسا في اللغة العربية.
فكلمة
الأزلي ليست اسما خاصا و إنما هو موجز مبدل و قد تقدم كيف .لكن النصراني الجاهل لا يعرف ذلك و أنى له ذلك؟ و الكلام ذاته نقوله للنصرانية الموسومة بالحمامة .
قال سعيد بن وهف القحطاني أثابه
الله في شرحه لأسماء
الله الحسنى:
القاهر ، القهار
قال
الله تعالى : {
قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } الرعد 16.وقال تعالى : {
يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } غافر 16.
وقال عز وجل : {
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام18.
وهو الذي قهر جميع الكائنات ، وذلَّت له جميع المخلوقات، ودانت لقدرته ومشيئته مواد وعناصر العالم العلوي والسفلي ، فلا يحدث حادث ولا يسكن ساكن إلا بإذنه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وجميع الخلق فقراء إلى
الله عاجزون ، لا يملكون لأنفسهم نفعاً، ولا ضراً، ولا خيراً ولا شراً .
وقهره مستلزم لحياته وعزته وقدرته فلا يتمّ قهره للخليقة إلا بتمام حياته وقوة عزته واقتداره. إذ لولا هذه الأوصاف الثلاثة لا يتم له قهر ولا سلطان.
و من أسماء
الله الحسنى : الحي القيوم
فالحياة وصف ذاته ومن أجلها كملت جميع أسمائه وصفاته ، فلا يمكن أن يكون سميعا بصيرا عليما قديرا إلا إذا كان حيا ، ولا يمكن أن يكون ملكا عزيزا قويا غنيا إلا إذا كان حيا ، ولا يمكن أن يكون رحيما رءوفا مهيمنا عظيما إلا إذا كان حيا ، ولا يمكن أن يكون جبارا متكبرا خالقا بارئا مصورا إلا إذا كان حيا ،
فجميع أسماء الله تدل على صفة الحياة التي تضمنها اسمه سبحانه و تعالى.انتهى كلامه بنصه.
قال تعالى :
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
القصص(88)
قال الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه
الله في تفسيرها :
كل شيء هالك إلا وجهه (
علة ثانية للنهي لأن هلاك الأشياء التي منها الأصنام وكلُّ ما عبد مع الله وأشرك به دليل على انتفاء الإلهية عنها لأن الإلهية تنافي الهلاك وهو العدم .اهـ قوله بنصه.
والوجه مستعمل في معنى الذات . والمعنى : كل موجود هالك إلا
الله تعالى . والهلاك : الزوال والانعدام.