أنا «أقصاكم»
أربعون عاماُ أو أكثر، وصهيون تدنس ساحاتي المقدسة برجزها، يحفرون تحت أساساتي حتى بت معلقاً في الهواء؛ وشهقة النداء تملأ حلقي صراخاً كل يوم.. بل كل ساعة.. بل كل دقيقة لعل العواصم الغافية تستفيق. فعلى بعد أمتار من سوري الغربي الحزين يبنون ما يسمونه «هيكل الخراب»، وبناؤه عندهم علامة على هدمي.
أسواري تنتظر الخراب، ومآذني تقف على هاوية الدمار، وساحاتي تحرم من جباه الساجدين الموحدين، أما أساساتي فتنخرها الأنفاق والسوائل الكيميائية المذيبة للصخور، حتى أشجاري في الساحات تعرّت جذورها، فبدت معلقة في الهواء في أجواف الأنفاق.
ياسادتي في كل أفق تكبر فيه مئذنة
يا كل من يحرك سبابته بالشهادة، وكل من يجري في عروقه دم العروبة.
أنا على شفير الخراب، فالحقوا بي قبل أن تصمت مآذني عن التكبير، وقبل أن تغدو أسواري صورة سريالية من الركام.