ونتيجة لخداع قساوستكم هذا الذي بُنيت عليه الديانة المسيحية
لم يُرد الله لكم الانخراط في طريق الضلال ولكن أرسل لكم نبياً بكلام من عنده يخبركم بالحقيقة ولكن منكم من آمن ومكنم من جحد واستكبر
فألهتم المسيح والروح القدس إلى جانب الأب وادعيتم بأن الله هو ثلاثة في واحد
أما عن الروح القدس هذه في الحقيقة أنها تأييد من الله لعبده المسيح عليه السلام فلم يكتفِ الله بتيسير المعجزات على يديه بل أيده الله بالروح القدس تصاحبه دوماً
وذلك لأن الروح( وليس المادة) ستشيع في جميع أفعاله ميلاداً وإعجازاً ورفعاً
فكان الوحي دائماً في صحبته حتى يرفع عنه مسألة الهمز واللمز ممن حوله وقد يكذبونه في تلك المعجزات الروحانية
فأيده الله وقواه وقوى بشريته لتتحمل ما ستفعله من معجزات مَنَّ الله بها عليه
ولكن ما هي الروح القدس هذه؟
الروح: هي سبب حركة الحياة
فقال تعالى:
(يا أيها الناس استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
أي أنهم إن لم يستمعوا ويستجيبوا لما يُحييهم فهم غير أحياء
ولكنهم يحيون بحياة المادة
أما الحياة المطلوبة هنا في الآيات حياة الروح
وهي المتمثلة في إفعل ولا تفعل
فالإنسان يتكون من مادة(الجسد) وقيم تحكم هذه المادة
وروح المادة تجعل المادة نافعة (الأكل والشرب والتكاثر)
أما روح القيم هي التي توجه القيم إلى السلوك السوي
فتجعل حركة المادة نافعة(فلا تسرق لتأكل ولكن اعمل)
فيتحد كلاً من روح المادة وروح القيم السوية وتنتج بشراً عاقلاً قلباً وقالباً مؤهلاً لأن يعيش بهذا المزيج النافع حياة أبدية
ولذلك نجد أن كل ما يتصل بمنهج الله هو روح وكل ما ينزل به روح
فعليك بغذاء المادة وغذاء الروح
غذاء المادة المتمثل في الطعام والشراب
غذاء الروح المتمثل في المنهج الرباني الروحاني البعيد عن الماديات
هذا عن الروح
فماذا عن القدُس؟
القدُس تفيد الطهر والتنزيه عن كل ما يعيب
فالقدوس هو المطهر من كل ما يشبهه بالبشرذاتاً وأفعالاً وصفات
فتلك هي الروح القدس الروح الطاهرة التي لازمت المسيح عليه السلام وأيده الله تعالى بها ليقوى على تحمل ما مَنَّ الله عليه به من آيات
وهي نفس الروح التي لازمت جميع الأنبياء
وهى الوحي الذي يرسله الله لأنبيائه يثبتهم ويقويهم على ما سيواجهونه من مشاق في سبيل الله
مِن كل ما مضى ماذا نستنتج؟
نستنتج أن المسيح عليه السلام أتى بمجموعة من الروحانيات غير المعتادة على بني إسرائيل حتى يكسر فيهم حاجز المادة التي سيطرت على قلوبهم وعقولهم
وليس لكي تؤلهوه وتصنعوه إلهاً
( فلم يأتي بعصا سحرية مثل موسى عليه السلام)(ماديات)
ولم يأتي بناقة مثل صالح عليه السلام(ماديات)
ولم يأتي بأي معجزة مادية تغلق قلبكم عن عالم السماء
والواقع الأليم الذي يغيب عن عقول النصارى...
هو أن معجزات المسيح هذه ليست هي السبب الأساسي في تأليههم له
وإلا كنا ألهناه نحن أيضاً..وألهه كل من قرأ عنه
كما أن هذه المعجزات التي ذكِرَتْ عن المسيح في قرآننا تفوق ما جاء بها كتابهم
بل إن كتابهم يخفي بعضها
ولكن السبب الأساسي في تأليهكم للمسيح هو ولادتكم على ذلك ورضاعتكم هذه الأفكار في الكنائس والأديرة
فمعجزات المسيح هذه لو كانت سبباُ في تأليه المسيح
ما ترك مسيحياً واحداً دينه المسيحي واتجه للإسلام
فهذا التحول يحدث لمعتنقي الإسلام لما وجدوه فيه من رجاحة عقل ومخاطبة للفكر الواعي والقلب المؤمن والفطرة السوية التي تجاري بشرية الإنسان و التي تفتقدها مسيحيتكم التي تعتمد أولاً وأخيراً على
صدق وغصب عنك لابد أن تصدق
هداكم الله إلى الطريق المستقيم وانقذوا أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أتمنى أن لا أكون أطلت عليكم الحديث
وأتمنى أن أكون قد أفدت بمعلومة جديدة
وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في النار
وأستغفر الله على ما صدر مني من سهو أو نسيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
