اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 04.05.2010, 17:23

مهندس محمد

عضو

______________

مهندس محمد غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 23.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.198  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
09.01.2014 (04:20)
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي


دور الصديق وأسرته في الهجرة

صورة أخرى: لما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لصحابته بالهجرة إلى المدينة ، تجهز أبو بكر يريد أن يكون الأول في كل شيء، يسابق إلى الخيرات، واتجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب الإذن بالهجرة، فقال صلى الله عليه وسلم له: {لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً }^ يدخره رسول الله صلى الله عليه وسلم لحدث ومنزلة لا يتكرر عبر تاريخ الحياة كلها، فقام بإعداد الرواحل، وقام يعلفها من ورق التمر استعداداً للهجرة، وكان من عادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يأتي بيت ابي بكر كل يوم مرتين بكرة وعشياً، قالت عائشة : (وبينما نحن جلوسٌ يوماً في نحر الظهيرة، وإذ برسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها أبداً، فيقول ابو بكر: فداء له أبي وأمي ما جاء إلا لأمر، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس على سرير ابي بكر وقال: اخرج من عندك يا ابا بكر! قال: إنما هم أهلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: فإن الله قد أذن لي بالهجرة، قال ابو بكر وهو يبكي من الفرح: الصحبة يا رسول الله! قال: الصحبة يا ابا بكر! قالت عائشة: والله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح، حتى رأيت أبي يبكي يومئذٍ من الفرح } أخرجه البخاري.
يا لله! هل يبكي فرحاً بمنصب؟! هل يبكي فرحاً بمال؟! بجاه؟! بوظيفة؟!
لا والله الذي لا إله إلا هو إنه ليعلم أن السيوف تنتظره، وأن القلوب الحاقدة تتلهف للقبض عليه، وأن الجوائز العظيمة تعلن للقبض عليه وعلى صاحبه، لكن.
فما لجرح إذا أرضاكم ألم.
أولئك حزب الله آساد دينه بهم عصب الطاغوت تشقى وتعطب
أولئك أنصار النبي ورهطه لهم يتناهى كل فخر وينسب
أولئك أقوام إذا ماذكرتهم جرت عبرات العين حراً تصبب
جزى الله خيراً شيخ تيم وجنده فراياته في الخير والبر تضرب.
صور وعبر في الطريق إلى الغار

وينطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي بكر إلى غار ثور، وفي حديث الهجرة صور أي صور، وعبر أي عبر، حقيقة بالتأمل والوقفات عندها، فهذا الشيخ الجليل ابو بكر قد خرج بكل ما يملك بعد أن أعلن حالات الطوارئ في بيته، واستنفر جميع أفراد أسرته لخدمة الرسالة، وجهز جميع إمكاناته لخدمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ثم يمضي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، تاركاً الأهل والعشيرة والأولاد والخلان والأصحاب يريد وجه الله والدار الآخرة.
ويلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مع ابي بكر نظرة على البيت الحرام، نظرة حزن قائلاً كما روى الإمام احمد والترمذي وصححاه: {والله إنك لأحب أرض الله إلي، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت }^ دموعه صلى الله عليه وسلم تهراق على وجنتيه، لكنه يعلن للدين إلى قيام الساعة، أن وطن الداعية حيث مصلحة دعوته، فلتهجر الأوطان حتى ولو كانت أحب الأوطان إلى الله وإلى رسول الله، ما دامت تتعارض مع مصلحة الدعوة إلى الله.
وفي الطريق إلى الغار -كما في الدلائل للبيهقي-: يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابي بكر عجبه، يسير أمامه مرة وخلفه مرة، وعن يمينه مرة وعن شماله مرة، فيسأله النبي صلى الله عليه وسلم لم هذا الفعل؟ فيقول: يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك، وأتذكر الرصد فأمشي أمامك، وعن يمينك وعن شمالك لا آمن عليك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: {يا ابا بكر! لو كان شيء لأحببت أن يكون بك دوني؟ قال: نعم والذي بعثك بالحق، إن قتلت أنا فإنما أنا رجل واحد، وإن قتلت أنت هلكت الأمة كلها }^ وضوح في الرؤية وفهم وذكاء وتلك سمات المؤمن.
ويصلان إلى الغار، وينزل الصديق الغار قبل رسول الله صلى عليه وسلم يستبرئه، إن كان به أذى وقع عليه دون المصطفى صلى الله عليه وسلم، ثم ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتوسد وينام قرير العين وهو الطريد الشريد؛ لأنه واثق بنصر الله سبحانه وتعالى، وهنا تبدأ أسرة ابي بكر بأعظم دور تقوم به أسرة في التاريخ، فها هي أسماء وعائشة ، شابة وطفلة في بيت ابي بكر تقومان بما يعجز عنه من حملن أعلى الشهادات من نساء المسلمين اليوم، لماذا؟ لأنهما حملتا أعظم شهادة وهي شهادة أن لا إله إلا الله، فتربين عليها وتربين بها.
....... نتابع ان شاء الله ........







توقيع مهندس محمد


رد باقتباس