اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :20  (رابط المشاركة)
قديم 29.04.2010, 11:13
صور طائر السنونو الرمزية

طائر السنونو

مشرف عام

______________

طائر السنونو غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 20.03.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 2.842  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
11.07.2019 (23:39)
تم شكره 64 مرة في 49 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم


وبه نستعين


اللهم لك الحمد عين الحمد والشكر كما تحب ولك الثناء الحسن حتى ترضى وبعد الرضا وعند الرضا وصلى اللهم علي الهاشمى سيد ولد أدم وآله وأصحابه والتابعين بإحسان إلي يوم الدين.

.......

كوسوفو الصقر الجريح

إلى أين المسير ...؟؟؟


مقدمة جرح كوسوفا

دخل الإسلام (كوسوفا) في عام 1389م، إبَّان المواجهة الحاسمة بين العثمانيين والصرب، في المعركة التي اشتهرت باسم (قوصوه) و(كوسوفا) وقد هُزم (الصرب) في تلك المعركة، وقتل فيها ملكهم بعد هزيمة جيشه.

الموقع والمكان
وتقع (كوسوفا) في البلقان محاصرة من الشمال والشمال الشرقي بصربيا، ويحدها من الجنوب (مقدونيا) و(ألبانيا)، ومن الغرب الجبل الأسود، وتبلغ مساحتها 10.887 كيلومتراً مربعا.
يبلغ عدد سكان (كوسوفا) ثلاثة ملايين نسمة، ويتألفون من أعراق مختلفة، ويلكن يغلب بينهم العرق الألباني: 90% (ألبـان) ويوجد 4% (صرب) و3% (أتراك) و2% (بشناق) و1% قوميات أخرى، ويعتنق الإسلام حوالي 95% من سكان (كوسوفا).
و(بريشتينا) عاصمة (كوسوفا)، أما أهم مدن فيها فهي : (كامنيتسا) و(جيلان)..
أصل وتاريخ كوسوفا

أصل الكوسوفيين (الألبان) من (القبائل الإيليرية) ذات (الجنس الآري)، وسموا بأكثر من اسم منها: (الألبان)، و(الأرناؤوط)، و(اشكيبتا)، واتفق المؤرخون على أنهم أول من نزل (شبه جزيرة البلقان) - فى عصر ما قبل التاريخ - على شواطئ (البحر الأدرياتيكى) الشمالية والشرقية قبل قدوم (اليونان)، وكان ذلك منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ثم توسّعت، وانتشرت (القبائل الإيليرية) فى أنحاء (البلقان)، وبعد ذلك اجتمعت القبائل وانتخبت رئيسًا لها وأنشئوا دولة لهم قبل الميلاد بثلاثة قرون.
وجمهورية (كوسوفا) اليوم تقع في الموقع الذي كان يسكن فيه أجدادهم (الداردانيون) و(القبائل الإيليرية) الأخرى، وكانت دولتهم تسمى (دارداني)، وبمر الزمان ضعفت دولتهم فاحتلها (الرومان) وبقيت تحت احتلالها إلى أن زالت إمبراطوريتهم ، وانقسمت إلى شرقية وغربية
فأصبحت (بلاد الألبان) تحت حكم الإمبراطورية الشرقية حتى فتح المسلمون بلادهم ونعمت قرونا تحت حكمهم .
- اتفق المؤرخون على أن الإسلام دخل إلى البلاد البلقانية قبل الفتح العثماني، وذلك عن طريق التجار والدبلوماسيين والدعاة، إلا أن ذلك كان على نطاق ضيق ومحدود، أما الانتشار الفعلي للإسلام في تلك البلاد فقد كان بعد مجيء العثمانيين، حيث دخل الشعب الألباني في الإسلام أفواجًا، وحسن إسلامهم وكان منهم في الدولة العثمانية القادة العظام مثل(بالابان باشا) قائد من قادة فتح القسطنطينية، وكبار الكتاب والشعراء الذين كانوا يؤلفون بلغات خمس
الألبانية) و(البوسنية) و(العربية) و(التركية) و(الفارسية) مثل (محمد عاكف أرسوي) رحمهم الله جميعا.
وقد تمكن الحكم العثماني في جزيرة البلقان بصورة نهائية بعد المعركة الشهيرة (معركة كوسوف) التي قاد فيها السلطان العثماني (مراد الأول) الجيش الإسلامي بنفسه، وقبيل انتصار الجيش الإسلامي استشهد السلطان (مراد) وتسلم القيادة السلطان (بايزيد) الذي انتصر على الجيوش المتحالفة الأوروبية وقتل الملك (لازار) الصربي وذلك سنة 1389 م. - 938 هـ. فبعد هذه المعركة الحاسمة خضعت (كوسوفا) و(صربيا) للحكم العثماني ما عدا مدينة (بلغراد)، فإنها فتحت في عهد السلطان (سليمان القانوني) وذلك في 26 من شهر رمضان المبارك سنة 1521 م. - 938 هـ.
وكانت ولاية (كوسوفا) أكبر الولايات العثمانية في رومليا (أوروبا)، وكانت أول عاصمة لها مدينة (بريزرن) ثم مدينة (بريشتينا)، وفي الأخير مدينة (أشكوب) عاصمة (ماكدونيا) اليوم، وما زال فيها إلى يومنا هذا عدد الألبان أكبر من عددهم في (تيرانا) عاصمة (ألبانيا).

قصة المشكلة بالتفصيل

تعود جذور الصراع بين الصرب والمسلمين في (كوسوفا) منذ هزيمة الصرب على أيدي المسلمين (في الفتح الإسلامي) عام 1389م، ومنذ ذلك اليوم عمل الصرب على إنهاء الوجود الإسلامي في (البلقان)، وقادوا تحالفا مع (بلغاريا) و(الجبل الأسود) و(اليونان) لطرد الدولة العثمانية من (البلقان)، للانفراد بالمسلمين هناك.
- واشتدت المؤامرات على الدولة العثمانية من الخارج، وتمكنت صربيا من قيادة التمرد ضد الدولة في الداخل - في منطقة (البلقان) - واستطاعت أن تستقل أخيرا عن الدولة العثمانية.
وأثناء الحرب البلقانية العثمانية سنة (1912م)، أعلن (الألبان) استقلالهم، وكان هذا أكبر خطأ ارتكبه (الألبان) - رغم أنهم آخر الشعوب التي خرجت على الدولة الإسلامية العثمانية - ومنذ ذلك الوقت بدأت مرحلة تصفية الحساب مع الدولة العثمانية، حيث أعلن (الصليبيون) في (البلقان) حربهم ضد الإسلام والشعوب المسلمة هناك.
- وفي مؤتمر عقدته الدول الغربية المنتصرة في (لندن) عام (1912م)، تم توزيع أجزاء من أراضي بلاد الألبان على المنتصرين. وبعد أن كانت مساحة ألبانيا حوالي 70 ألف كيلومتر مربع، فإنها بعد اقتسام الغنيمة تقلصت إلى حوالي (29 ألف كيلومتر مربع) فقط.
وكانت (كوسوفا) من نصيب (المملكة الصربية) آنذاك، ومن يومها بدأت المذابح الجماعية للمسلمين في (البلقان) عموماً، وفي (البوسنة) و(كوسوفا) خصوصاً وتقول إحدى الإحصائيات بأن عدد قتلى المسلمين في (كوسوفا) وحدها قريب من (ربع مليون نسمة)، هذا غير المهاجرين من ديارهم فراراً بدينهم وهم (عشرات الألوف).
* وبدأت مؤامرة جديدة بين (تركيا) العلمانية بقيادة (مصطفى كمال أتاتورك) وحكومة (يوغسلافيا) بإفراغ البلاد من المسلمين، من خلال تهجير أعداد كبيرة منهم.
وبالفعل تم التوقيع على اتفاقية في عام (1938م)، تقضي بتهجير (400 ألف عائلة) ألبانية مسلمة إلى (تركيا).
* وخلال الحرب العالمية الثانية ظل قادة ما يسمى بحركة التحرير الشعبية لـ(يوغسلافيا) (وهي حركة قومية ماركسية) يتوددون إلى الشعب الألباني المسلم في (كوسوفا) لإقناعهم بأن من حقهم الاستقلال عن المملكة الصربية، وأنهم في حال تسلمهم مقاليد الحكم في البلاد سيعيدون هذا الحق المغتصب للمسلمين في (كوسوفا).
* وبعد أن اعتلى الماركسيون الشيوعيون الحكم في البلاد قاموا بحملة إبادة واسعة للشعوب الإسلامية المنكوبة التي سيطروا عليها، وأرسلوا وحدات من الجيش لاحتلال (كوسوفا) الأمر الذي فوجئ به الألبان، وظلوا يقاومون الجيش طيلة ثلاثة أشهر (ديسمبر 1944- فبراير 1945م) - وقد سقط في هذه المعارك قرابة (50 ألف شهيد) من الشعب الألباني المسلم.
* في عام (1945م) قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تقسيم الأراضي الألبانية المحتلة بين ثلاث جمهوريات هي (صربيا)، و(مقدونيا)، و(الجبل الأسود)؛ ومن ثم فقد ألحق إقليم (كوسوفا) بـ(صربيا)، وسلمت بعض الأراضي الألبانية ومن عليها من سكان ألبان إلى جمهوريتي (مقدونيا) و(الجبل الأسود)، الأمر الذي شتت العديد من أفراد الأسرة الواحدة بين هذه الدول.
وقد نص الدستور اليوغسلافي الذي صدر سنة (1946م)، على تبعية (كوسوفا) لـ(صربيا) كإقليم يتمتع بحكم ذاتي، وظل يتقلص تدريجيا إلى أن ألغي بالكامل في دستور سنة (1963م).
..........
وبصدور دستور سنة (1974م) تم تثبيت الحكم الذاتي وتوسيع نطاقه؛ إذ أصبحت (كوسوفا) بموجبه وحدة فيدرالية واحدة، متساوية مع بقية الوحدات الفيدرالية الأخرى في البلاد، وهو ما انطبق على (البوسنة) أيضاً، الأمر الذي رفضه المسلمون فقاموا سنة (1981م) بثورة شعبية على مستوى (كوسوفا) كلها، يطالبون فيها باستقلال (كوسوفا) عن (صربيا)، ومنحها حكمًا ذاتيًّا كجمهورية في إطار (يوغسلافيا) الفيدرالية؛ مما جعل السلطات الصربية تأمر القيادات العسكرية بقمع انتفاضة الشعب المسلم، حيث نزل الجيش المدجج بأفتك أنواع الدبابات، والأسلحة الحديثة فراحت تحصد المسلمين هنا وهناك.
وقدر عدد قتلى المسلمين في اليوم الأول بحوالي (300) قتيل، هذا فضلاً عن هدم البيوت، وتدمير المنشآت الخدمية، وانتهاك حرمة المساجد والمدارس الدينية، وهتك أعراض المسلمات الحرائر.
ومع كل هذا القمع الشديد استمر المسلمون في المطالبة بحقوقهم إلى بداية انهيار الشيوعية، التي آذنت بتفكك (الاتحاد اليوغسلافي)، وراحت كل جمهورية من جمهورياته تأخذ طريقها نحو الاستقلال التام عن (يوغسلافيا) الفيدرالية، فتوقع المسلمون أن أفول الظلام الماركسي، وظهور نظام جديد في أوروبا الشرقية سوف يسمح بالحريات لشعوب المنطقة، ويعطيها الحق في تقرير مصيرها.
وقد امتد هذا حتى شمل جمهوريات (يوغسلافيا)، فأعلنت (البوسنة) استقلالها بعد (سلوفينينا) (وكرواتيا) وهنا قامت قيامة أعداء الله، فأعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين، وصرحوا على الملأ بأنهم لن يسمحوا بقيام دولة إسلامية في أوروبا ثم حدث بعد ذلك ما حدث من الجرائم الوحشية والمذابح الجماعية التي ارتكبت في حق هذا الشعب المسلم، والتي شهدها العالم بأسره، ولم يحرك لها ساكناً !! .
- وكان أن أجرى المسلمون الألبان في (كوسوفا) استفتاء عاماً فيما بينهم بعد تفكك (الاتحاد اليوغسلافي)، وذلك في (سبتمبر 1991م)، أسفر عن انحياز الأغلبية المطلقة للاستقلال، وتطور الأمر إلى انتخاب مجلس نيابي، وتشكيل حكومة، وتنصيب رئيس لجمهوريتهم المستقلة هو الدكتور (إبراهيم روغوفا)، ولكن الحكومة الصربية تجاهلت كل هذه الإجراءات، واعتبرتها كأن لم تكن، بل بدأت بمرحلة جديدة من الاعتقالات والتعذيب، والاضطهاد فاقت سابقتها، وفي هذا الصدد ارتكب (الصرب) جرائم كبيرة ضد هذا الشعب المسلم، ولا يزالون يواصلون جرائمهم واعتداءاتهم على إخواننا المسلمين، في ظل صمت مطبق من العالم الإسلامي!!
وظل (الصرب) يمارسون إجراءاتهم القمعية ضد المسلمين في (كوسوفا) طوال الفترة الماضية، ولم يكن أمام الشعب المسلم خيار إلا المقاومة والانتفاضة أمام التجاوزات والتضييق، وسياسة الإفقار والتجهيل الممارسة ضده من طرف (الصرب) المهيمنين على مقاليد البلاد.

الجرائم الصربية
بدأت هذه الجرائم الصربية بالتصفيات الجسدية، وتدمير المساجد، والمنازل، واغتصاب المسلمات، وأخذت هذه الجرائم تتوالى على المسلمين :
* فتم إبعاد اللغة الألبانية عن كل تعامل رسمي، ومُنعت منعاً باتا في المدارس والجامعات، وطرد كل ألباني مسلم من وظيفته العمومية والمراكز الحساسة كالأمن والجيش، وقتل أكثر من (100) جندي مسلم خلال خدمتهم العسكرية في الجيش اليوغسلافي الصربي، وجرح أكثر من (600) آخرين في حالات اعتداءات متكررة استهدفت طرد المسلمين من الجيش لمنع المقاومة المسلحة ضد (الصرب).
* قامت السلطات الصربية في سنة (1990م) بوضع السم القاتل في خزانات مياه المدارس بمدن (كوسوفا)، فتسمم منها أكثر من سبعة آلاف طفل من أطفال المسلمين، وكانت الحادثة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحقد الصليبي الصربي ضد أطفال المسلمين.
* أغلقت القوات الصربية جميع المدارس الابتدائية والثانوية الألبانية، وأتبعتها بجامعة (بريشتينا) الألبانية، وقامت بطرد جميع طلابها.
* أغلقت المكتبات المركزية في جميع مناطق (كوسوفا)، وصادرت الكتب العلمية النادرة، ونقلتها بواسطة الشاحنات العسكرية إلى مصانع الورق، لإعادة تصنيعها ورقا عاديا!!.
* ولا يزال القوم يواصلون اعتداءاتهم وجرائمهم البشعة ضد الشعب المسلم في (كوسوفا)، ولعل أبشعها المذبحة الأخيرة التي حدثت في (رمضان 1419هـ) في قرية (راتشاك) والتي قتل فيها أهل القرية جميعًا !!
* وقد اتجه الشعب الألباني المسلم في (كوسوفا) إلى العمل المسلح للدفاع عن هويتهم، فتم إنشاء جيش تحرير (كوسوفا)، وهو جيش عسكري يجمع الوطنيين القوميين من أبناء الإقليم، وهو ليس وحده الذي يعمل في ساحة المقاومة، بل هناك حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة إسلامية نشطة أسسها مجموعة من الشباب المسلم الذي تخرج من الجامعات الإسلامية، وشارك بعضهم في الجهاد المسلح ضد (الصرب) في (البوسنة) وهم - إلى جانب القيام بأعباء المقاومة المسلحة - يقومون بنشاط دعوي وتربوي وتعليمي واسع للحفاظ على هوية الشعب المسلم، وإعداد الشباب المسلم إعدادا متكاملا للمشاركة في مقاومة العدوان الصربي الصليبي على بلادهم، وهذه المجموعة المجاهدة تنطلق في جهادها ودعوتها وتعليمها من منهج السنة الصافي، وهم يواجهون تعتيما إعلاميا متعمدا، ويحتاجون إلى دعم إخوانهم المسلمين في كل مكان.
أعلام المقاومة

(روجوفا.. غاندي البلقان)
سادت (كوسوفا) حالة من الحزن عقب وفاة الرئيس (إبراهيم روجوفا)، قائد حركة تحرير ألبان (كوسوفا)، الذي يلقبه البعض بـ(غاندي البلقان)، في يوم السبت الموافق (21 يناير 2006م)، عن عمر يناهز الـ(62 سنة)، وكان قد أصيب بسرطان الرئة في (سبتمبر 2005م).
كان قدر (روجوفا) أن يولد سنة (1944م)، والحرب العالمية الثانية على وشك الانتهاء، لتتشكل بعد الحرب الإمبراطورية السوفيتية والبلدان التي تدور في فلكها، ومن بينها (الاتحاد اليوغوسلافي) السابق.
ولا يذكر (روجوفا) من تلك المرحلة إلا ما قرأه عنها بعد ذلك، لكنه عاش وترعرع في ظل نظام الرئيس اليوغوسلافي الأسبق (جوزيف بروز تيتو)، الذي تولى الحكم في (يوغوسلافيا) على رقعة جغرافية واسعة ضمت (صربيا)، و(الجبل الأسود)، و(البوسنة)، و(كرواتيا)، و(سلوفينيا)، و(مقدونيا)، بالإضافة إلى (كوسوفا).
وفي فترة الخمسينيات والستينيات كانت الأشواق القومية لا تزال متأججة، رغم سقوط النازية في (ألمانيا)، والفاشية في (إيطاليا)، واستسلام (اليابان) بعد (ناجازاكي) و(هيروشيما)، وأثار ذلك شغف (إبراهيم روجوفا)، ولامس شيئا في نفسه، تجاه وطنه الأم (ألبانيا)، وعلى الأقل (كوسوفا)، وكان ذلك بعد إنهائه التعليم الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه، وتحوله للدراسة في (جامعة السوربون) بـ(فرنسا)، حيث درس اللسانيات وعلوم اللغة.
ورغم أنه قرأ لأنصار الحريات العامة من المنظرين الفرنسيين، أمثال (مونتسكيو) و(روسو) و(فولتير)، ورموز الثورة الفرنسية، إلا أن هواه كان شرقيًّا، متأثرًا بـ(المهاتما غاندي)، إلى جانب تأثره برموز حركة الحقوق المدنية في (الولايات المتحدة الأمريكية)، مثل (مارتن لوثر كنغ)، ثم (مالكوم إكس). وفي العالم العربي قرأ (روجوفا) لـ(جمال الدين الأفغاني)، و(محمد عبده)، و(الكواكبي)، كما كان يبدي اهتماما خاصا بفلسفة (محمد إقبال).
ورغم اهتمام (روجوفا) بالتجارب الفكرية والتحررية في العالم، وإعجابه ونقده لها، إلا أنه ركز جل اهتمامه على بلده (كوسوفا) الذي عانى منذ عدة قرون من (الصقالبة الجنوبيين)، وما يعرف في المنطقة باسم السلاف القادمين لمنطقة (البلقان)، من جبال (شمال آسيا) في القرن التاسع، الذين عكروا صفو حياة الأرناؤوطيين الألبان سكان المنطقة الأصليين.
وقد توسع السلاف في المنطقة واستوطنوا عدة مناطق، ولاسيما ما يعرف اليوم باسم (صربيا) و(الجبل الأسود)، و(البوسنة)، وجزء من (مقدونيا)، و(كرواتيا)، و(كوسوفا). ولم يندحر الصرب عسكريًّا إلا بعد وصول العثمانيين إلى المنطقة، ومثلت معركة (كوسوفا) الحاسمة في سنة (938 هـ= 1389م) منعرجًا تاريخيًّا مُهِمًّا في تاريخ (البلقان) و(كوسوفا)، حيث انهزم الصرب أمام العثمانيين، وقتل ملكهم (لازار).
لكن ضعف العثمانيين وانحسار ظلهم عن المنطقة، عقب حرب (البلقان) (1912، 1913م)- مكّن الصرب من احتلال (كوسوفا) مرة أخرى. وقد استمرت المقاومة الألبانية للاحتلال الصربي متقطعة على مر العصور، واشتعلت بعد الحرب العالمية الثانية. ففي عام (1945م) جرت مصادمات مسلحة بين الألبان والصرب، أعقبها موجة من القمع المنظم مارسها نظام (تيتو) ضد الألبان في (كوسوفا)، وأجبر آلاف الشبان على الهجرة إلى (تركيا).
واستمر التململ الشعبي لعدة سنوات، وأخذ أشكالاً مختلفة من التعبير، لاسيما مظاهرات الطلبة الألبان، واحتجاجات سنة (1968م) التي تعتبر من المحطات المهمة في تاريخ حركة التحرر الألباني، وهو ما دفع السلطات الشيوعية منح (كوسوفا) حكما ذاتيا. إلا أن تلك الإصلاحات لم تكن عميقة بدرجة تلبي مطالب الألبان؛ فعادت الاضطرابات مجددًا عام (1981م)، وجوبهت الاحتجاجات السلمية بإطلاق الرصاص؛ فسقط العشرات منهم مضرجين بالدماء بين قتيل وجريح في ساحات (بريشتينا)، و(بريزرن)، و(كوسفيسكا ميتروفيتسا)، وغيرها.
وبعد بضع سنين، تغيرت المعادلة؛ حيث عمد الألبان لأسلوب آخر، هو النيل من المستوطنين الصرب، الذين جيء بهم من (كرواتيا) و(البوسنة) و(صربيا) و(الجبل الأسود)، لتحقيق توازن ديمغرافي مع الألبان في (كوسوفا). ففي (1988م) تظاهر نحو (6 آلاف) من المستوطنين الصرب ضد ما وصفوه بالمضايقات الألبانية. ولم يتأخر رد ديكتاتور (صربيا) الجديد آنذاك (سلوبودان ميلوسيفيتش)، فأعلن في سنة (1989م) إلغاء الحكم الذاتي لـ(كوسوفا)، مُظهرًا وجهًا قوميًّا عنصريًّا سافرًا، مُعلنًا حمايته للصرب.
وقد كان خطاب (ميلوسيفيتش) نقطة تحول، ليس على مستوى الأوضاع في (كوسوفا) فحسب، بل (يوغوسلافيا) السابقة برمتها، وكان قرار إلغاء الحكم الذاتي في (كوسوفا) بمثابة إلغاء لـ(يوغوسلافيا) السابقة، وإعادة ترسيم الخارطة الجغرافية بـ(البلقان)، بعد انتهاء الحرب الباردة، وانهيار (الاتحاد السوفيتي)، وظهور ما سمي في ذلك الوقت بالنظام العالمي الجديد. وبعد ذلك تطورت الأوضاع وظهرت حركات تطالب بالاستقلال التام عن (يوغوسلافيا)، في كل من (كرواتيا) و(سلوفينيا) و(مقدونيا) و(البوسنة) و(كوسوفا)، فقد جرت مصادمات جديدة بين الصرب والألبان في سنة (1990م) وأعلنت (كرواتيا) و(سلوفينيا) الاستقلال عن يوغوسلافيا، وطالبت ألبانيا باستقلال كوسوفا.
لم يكن (إبراهيم روجوفا) غائبا عن تلك الأحداث فعندما أعلن (ميلوسيفيتش) إلغاء الحكم الذاتي في (كوسوفا) كان (روجوفا) رئيسا لاتحاد الكتاب الألبان. وفي (1990م) طالب بإعادة الحكم الذاتي لـ(كوسوفا) وأعلن عن تشكيل حزب الرابطة الديمقراطية.
وفي (1992م) انتخب من قبل شعبه رئيسًا لجمهورية (كوسوفا) التي لم تعترف بها (بلغراد)، وتصاعد الغليان في (كوسوفا) باعتقال عشرات الألبان. ولاحقًا تم التوصل إلى (اتفاقية ذايتون) بين الفرقاء في قاعدة دايتون العسكرية بولاية (أوهايو) الأمريكية في (21 نوفمبر 1995م)، وتوقيعها بضمانات دولية في (14 ديسمبر ) من نفس العام في (باريس)، مصدر إلهام كبيراً للألبان في (كوسوفا)، وشجعت الألبان على المطالبة بالاستقلال.
كما غير (روجوفا) رأيه من المطالبة بحكم ذاتي إلى الدعوة إلى استقلال (كوسوفا)، وطرأ على الساحة الألبانية في منتصف تسعينيات القرن الماضي تغيير كبير على صعيد الأفكار، ولم تعد توجهات (روجوفا) السلمية، المستندة إلى مبادئ (المهاتما غاندي)، تقنع الكثير من الشباب الألباني في (كوسوفا)، لاسيما أن جمهوريات (سلوفينيا) و(كرواتيا) و(البوسنة) تمكنت من تحقيق الاستقلال، باستخدام النضال المسلح، بينما ظلت (كوسوفا) أسيرة الهيمنة الصربية، ولم تسعفها طريقة (غاندي) في الحصول على الاستقلال، وبدا (روجوفا) في نظر الكثير من الشباب مؤمنًا بنظرية تناسخ الحلول والتجارب التي أثبتت عقمها في كوسوفا على الأقل.
وقد أدى ذلك التقييم إلى ظهور قيادات جديدة تدعو للكفاح المسلح، وظهر جيش تحرير (كوسوفا)، ليس كتهديد للاحتلال الصربي فحسب، بل لزعامة (روجوفا) ذاته. إلا أن (روجوفا) عبر عن ارتياحه بعد صدور قرار مجلس الأمن في (24 أكتوبر 2005م)، القاضي ببدء محادثات الوضع النهائي في (كوسوفا)، وتعيين (مارتي أهتساري) مبعوثًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة لمباحثات الوضع النهائي، ورحب (روجوفا) بذلك واعتبره خطوة على الطريق الصحيح، وقال: "هذا القرار انتظرناه طويلا، وعندما تصبح (كوسوفا) دولة مستقلة ستكون (بلغراد) و(بريشتينا) شريكتين ضمن العائلة

وقد تمكن جيش تحرير كوسوفا من إحراز النصر وبعد ذلك قامت الامم المتحده بحله ونزع سلاحه وتحويله لحزب سياسي
والسؤال الذي يطرح نفسه
هل كوسوفا في طريقه ليكون دوله إسلامية !!!
أم دولة علمانية ؟؟؟

المصدر قصة الإسلام
ومنتدىالاندلس







توقيع طائر السنونو
أستغفِرُ اللهَ ما أسْتَغْفَرهُ الْمُستَغفِرونْ ؛ وأثْنى عليهِ المَادِحُونْ ؛ وعَبَدَهُ الْعَابِدُون ؛ ونَزَهَهُ الْمُوَحِدونْ ؛ ورجاهُ الْسَاجِدون ..
أسْتَغْفِرَهُ مابقي ؛ وما رضي رِضًا بِرِضاهْ ؛ وما يَلِيقُ بِعُلاه ..
سُبحانهُ الله ..

صدقوني و إن تغيبت أني أحبكم في الله
أحبكم الله


رد باقتباس