صديقى العزيز...
والله أنا سعيد جداً بهذا الحوار الطيب وبوجودك معنا فى المنتدى وأنت تعلم منى ذلك
صديقى.....
ليس معنى أن مصير الإنسان محدد من البداية أن يترك الإنسان العمل ويتكل على ما هو محدد...لا...
ولتبسيط هذه الجملة ( أن مصير الإنسان محدد من البداية ) يمكننا أن نصيغها بصيغة أخرى وهى ( أن مصير الإنسان معلوم عند الله تعالى منذ البداية )
يعنى إيه.....؟
الله جل وعلا يتصف بصفة العلم ....وعلمه سبحانه وتعالى غير محدود فله مطلق العلم ....فهو سبحانه وتعالى يعلم ما كان...وما هو كائن...وما سيكون ....فعلمه سبحانه وتعالى بلا نهاية
والله جل وعلا لما خلق الإنسان كان فى علمه أن هذا الإنسان سيعيش كذا من السنين وسيفعل كذا وكذا من الحسنات وسيفعل كذا وكذا من السيئات وأن حسناته سوف تغلب سيئاته وبذلك يستحق دخول الجنة أو العكس
مثال :
لما خلقنى الله جل وعلا كان فى علمه أننى سوف أتزوج من فلانة فى يوم كذا وسوف أفعل من الحسنات كذا ومن السيئات كذا ( وهذا كله بمحض إرادتى وأختيارى ...لكن الله علمه قبل أن أفعله ولم يفرض عليَ شيئ منه )
فالله عز وجل علم ما سيفعله كل إنسان منذ ولادته وعلم أن هذا سيختار طريق الهدى فيستحق بذلك دخول الجنة وأن هذا سيختار طريق الضلال وسيستحق دخول النار ...فلما كان كل هذا فى علم الله تعالى كتب ما كان فى علمه فى اللوح المحفوظ عنده
الخلاصة :
عِلمُ اللهِ بعملك قبل أن تعمله لا يُعتبر إجباراً منه على أن تعمل هذا العمل
بمعنى : عندما أقول لك أن الله يعلم أنك ستفعل كذا ليس معنى هذا أن الله يجبرك على فعل هذا الشيئ ....لكنك تختار ما تريد فعله بمحض إرادتك والله فى سابق علمه يعلم أنك ستختار هذا الفعل
مثال :
عندما يأتيك ضيف وأراد أن يعطى إبنك الصغير شيئ ...فقال لك سأخير إبنك الصغير بين أن يأخذ منى الحلوى أو يأخذ النقود .....فقبل أن يدخل عليكم الطفل تقول لضيفك أن إبنك سيختار الحلوى ( لأنك تعلم عن إبنك كيف يفكر وماذا سيفعل ) وبالفعل عندما يدخل الطفل يختار الحلوى ...
هنا الطفل فعل ما كان فى علمك ...رغم أنك لم تجبره على ذلك بل فعله بمحض إختياره ...
ولله المثل الأعلى ....فالله عز وجل يعلم ما ستفعله بإختيارك قبل أن تفعله ...وعلى هذا الأساس وضع الله لكل واحد منا مكانه فى الجنة أو النار نظراً لعلمه السابق بما سنختاره ونفعله
لذلك وجب علينا أن نختار طريق الهدى وأن نبتعد عن طريق الضلال ...فما سنختاره اليوم سوف نجد عاقبته غداً ...ولا يظلم ربك أحدا
فالله تعالى له مطلق العلم وهو سبحانه مُنَزّه عن الظلم