بسم الله الرحمن الرحيم
أقصاك نادى يا بطـل لـبّ النّـداء علـى عَجَـل
سِرْ فـي الطّليعـةِ أوّلاً واضـربْ لأمّتـك المثـل
كُنْ في الثّبات كصخرةٍ كن في شموخـك كالجبـل
كن في النّزال كأنّما عجزت عن الوصـف الجُمـل
إصبر وصابـر إنّـه كـان الفتـى منـذا احتمـل
فالصّبـرِ مضمـار الفتـى لا يَسْبِقَنْـهُ بـه جَمَـل
لا تخشَ أسبابَ الرّدى يحميـك يـا هـذا الأجـل
يجنـي الثّمـارَ نضيجَهـا منـذا علـى الله اتّكـل
عـزمُ الأمـور توكّـلٌ والصّبـرُ مِفتـاحُ الأمـل
منـذا تمسَّـكَ فيهمـا بالنّصـر لا ريـب احتفـل
أقصـاك أوّلُ قبلـةٍ فـي القلـب يسكـن والمُقَـل
أقصاك ثاني مسجـدٍ فـي الأرض مَبْنـاهُ اكتمـل
هو ثالث الحرمين ما حجّ الحجيـجُ ومـا ارْتحـل
مَسْرى الرّسولِ محمّـدٍ بدمـوع خشيتنـا اغتسـل
نلقـاه مـن شـوقٍ لـه يـوم الّزيـارة بالقُـبـل
وطنُ الرّبـاط إذا وعـا لا ننثنـي مهمـا حصـل
لا ينثنـي عـن نُصـرةٍ إلّا مـصـابٌ بالخـبـل
للّـه دَرُّ عصابـةٍ هبّـوا لِنُصـرة مــن ســأل
نصروا فكانوا قـدوةً لا خـوفَ خالَـجَ أو وَجَـل
صبـروا فَكَـلَّ غريمُهـم ولصبرهـم كَـلَّ الكلـل
غرمـوا فَمَـلَّ خصومُهـم ولغرمهـم مـلَّ الملـل
عدلـوا فَـذَلَّ عـدوُّهـم وبعدلـهـم عَــزَّ الأَذَلّ
فتحوا الفتـوح فرحّبـت بهـمُ السحائـب والسَّبـل
غنّت لهـم مـن نشـوةٍ كـلُّ الحمائـم والحَجَـل
رقصت لهم مـن فرحـةٍ أوتـارُ ألحـان الزَّجَـل
داسوا القفارَ فأخصبـت كُـلُّ القفـارِ ولـم تـزل
جبلوا الثّّرى بدمائهم خَضِّـب يَدَيْـكَ بمـا انجبـل
لو كنـت أنـت حفيدَهُـمْ أكّـد لجـدِّك مـا فعـل
ثابِـرْ علـى مِنوالِهِـمْ لا تَبْـكِ رَسْمـاً أو طَلَـل
إنّ البكـاءَ مـن الفتـى لَهُـوَ اعتـرافٌ بالفشـل
القـدسُ قدسُـك وُرِّثـت للصّالحيـنَ مِــنَ الأزل
مهما تباكى خصمُنا مهمـا ادّعـى مهمـا انْتحـل
مهمـا توهّـم باطـلاً واغتـالَ حـقّـاً بالحِـيَـل
مهما طغى، مهمـا بغـى، مهمـا تـذرّعَ بالعِلـل
طبعُ اللئيم على المدى بالمكر والغدر انشغل (اشتغلْ)
إن أُحْوِجَ القولَ افتـرى أو أُعـوِزَ الشّـرَّ افتعـل
طـنّ الحـرابَ تصونُـه ونفيـرَ كثْرتِـهِ الأمـل
واختـالَ تيهـاً وادّعـى أنّ الفـتـوّةَ بالعَـضَـل
فـإذا احتَمَيْـتَ بفكـرةٍ لا ريـبَ فيهـا أو خَطَـل
وعصمْتَ نفسَكَ مِنْ هوى وبرِئْتَ من شـرِّ الزّلـل
وبَذَلْـتَ روحَـك راضيـاً وَنَـذَرْتَ للّـه العمـل
رجَعَ (الكثيرُ) بخيبةٍ والنّصـر مـن خـطّ الأَقَـلّ
القدسُ قدسُك يـا أخـي لا تَـرْجُ عَوْنـاً مـن أذلّ
لَبِـسَ المهانـة حُلَّـةً وبِخِـزْي بِـزّتِـهِ رَفَــل
حسب النّفـاق بلاغـةً ولذاكُـمِ احْتَـرَفَ الدّجـل
ورأى الهُـراء فصاحـةً وبغيـرِ لهْجتِنـا ارْتَجَـل
صعِدَ المِنّصَّةَ وانبرى يَهْـذي بمـا القلـبُ اشتمـل
قـال: القضيّـةُ مثلمـا جُـرحٌ قديـمٌ وانْـدَمَـل!!
فوقَفْـتُ أَذْكُـرُ نجـدةً كنّـا انتظرنـا (بالأمـل)!!
قال (المُفدّى) ساخراً: عفواً، بريدُك مـا وصـل!!
القـدسُ قدسُـك يـا فتـى ليسـت لخُـدّامٍ خَـوَل
إنفِـرْ إليهـا كلّمـا فَــرَسٌ بمـيـدانٍ صـهـل
إنفِـرْ إليهـا حيثمـا بالجُنـدِ (فـاروقٌ) فـصـل
لـبِّ النّـداء فشعبُنـا لنـداءِ أقصـانـا امْتَـثَـل
سِـرْ ف الطَليعـةِ أوّلاً واضـربْ لأمّتِـك المثـل
كُن في الثّباتِ كصخرةٍ كُنْ في شموخِـك كالجبـل
كُن في النّزالِ كأنّما عَجِزَتْ عن الوَصْـفِ الجُمـل
إصبرْ وصابِـرْ إنّـه كـان الفتـى مَنْـذا احتمـل
لا تَخشَ أسبابَ الرّدى يحميـك يـا هـذا الأجـل
يجنـي الثَّمـارَ نَضيجَهـا مَنْـذا علـى اللهِ اتّكـل
عـزمُ الأمـورِ توكّـلٌ والصّبـرُ مِفتـاحُ الأمـل
مَنْـذا تمسَّـكَ فيهمـا بالنّصـرِ لا ريْـبَ احتفـل
عفواً أُخيَّ، ولا تَقُل: ضـاعَ البريـدُ ومـا وصـل