الســؤال :
ما حكـــم الشرع في رجل كره هذه الحياة الدنيا أشد كراهية ، وسأل الله أن يميته إن كان ذلك خيرا له ، وانتظر الشيء المكروه بفارغ الصبر ، ألا وهو الموت ؟
الجــواب :
لا يجوز للمسلم أن يكـــره الحياة وييأس فيمـا عند الله تعالى من فرج وخير ، والواجب عـليه أن يصبر عـــلى ما يلاقيه مــن أقـــدار الله ويحتسب ما يصاب به من مصائب عنده تعـــالـى ، ويســألــه سبحانه أن يصرفها عنــه ، ويعينه ويأجــره عـــلى ما يقدر عليه منها ، وينتظر الفرج منه تعالى ، قـال سبحانه( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ،إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً )
ويكره للمسلم تمني الموت لضر نزل بـه من مرض أو ضيق دنيا أو غير ذلك ، وفي ( الصحيحين )عن أنـس رضي الله عنه قال : قـال رسول الله صلى الله عليـه وسلم « لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فــإن كــان لا بد فاعلا فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كـانت الوفاة خيرا لي »
ولمـــا فــي التمني المطلق للموت مـــن الاعتراض ومراغمة القدر ، وفــي الصــورة المذكــــورة فـــي الحديث نوع تفويض وتسليم للقضاء . وما يصيب المسـلم فـي هذه الدنيا من مصائب كفارة له
إذا احتسبها عند الله تعالى ولم يتسخط، وفيها إيقاظ لقلبه مـــن الغفلة ، وموعظة فــي المستقبـــل .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم .
اللجنـــة الدائمــة للبحـــوث العلمــية والإفتاء
موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء