والتالي لجوء المسيح لربه أن يُنجيه مما هو مكتوبٌ عليه .
وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ
ففي المزمور{37: 35-40}" قد رأيتُ الشريرَعاتباً وارفاً مثل شجرةٍ شارقةٍ ناضره . عبر فإذا هو ليس بموجودوالتمسته فلم يوجد. لاحظِ الكاملَ وانظُر المُستقيم فإن العقب لإنسانِ السلامه . أما الأشرار فيُبادون جميعاً . عقب الأشرار ينقطع . أما خلاصُ الصديقين فمن قبل الرب حصنهم في زمان الضيق . ويُعينهمالربُ ويُنجيهم . يُنقذهم من الأشرارويُخلصهم لأنهم إحتموا به " .
ها هو هذا المزمزر يتحدث عن حصول الشبه( شُبه لهم ) ، فهو يصف الشرير يهوذا الإستخريوطي بأنه دخل وعبر مُعتداً وواثقاً من نفسه كشجرةٍ شارقه ناظره ، وبعد عبوره أصبح لا وجود لهُ ، وفي نفس الوقت كان المسيح غير موجود لأنه رُفع بأمرٍ من الله ، ويستمر بالتماسه للمسيح فلم يجده ، ويصفه بأنه الكامل المُستقيم بالكمال والإستقامه البشريه ، والعاقبةُ دائماً للمُتقين ولهم من الله السلامه ، أما يهوذا الشرير الخائن الواشي فينقطع عقبه بموته على الصليب ، أما المسيح ومن ماثله من الصديقين فخلاصهم وحصنهم وقت الضيق هو ربهم ، الذي سيُعينهم ويُنجيهم ، ويُنقذهم من هؤلاء الأشرار الذين أتوا للقبض على المسيح ، وسيُخلص الله المسيح لأنه لجأ إلى الله واحتمى به ، وصلى لأجل ذلك .
وفي يوحنا{17: 12}" حين كُنتُ معهم في العالم كُنتُ أحفظهم في إسمك الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحدٌ إلاإبن الهلاكليتم الكتاب
وأبن الهلاك والذي هلك هو يهوذا الإستخريوطي ، من وقع عليه الشبه وشُبه لهم .
وورد في إنجيل برنابا{13: 13-17} وسيبيعني أحدُ تلاميذي بثلاثين قطعه من نُقود . وعليه فإني على يقين من أن من يبيعني يُقتل بإسمي . لأن الله سيُصعُدني من الأرض . وسيُغيرُ منظر الخائن حتى يظنهُ كُلُ احدٍ إياي. ومع ذلك فإنهُ لما يموتُ شر ميته أمكثُ في ذلك العار زمناً طويلاً في العالم .
ورد في إنجيل برنابا{72: 1-3}" وفي الليل تكلم يسوع سراً مع تلاميذه قائلاً : الحق أقولُ لكم إنَ الشيطان يُريدُ أن يُغربلكم كالحنطه . ولكني توسلت إلى الله لأجلكم فلا يهلك منكمإلا الذي يُلقي الحبائل لي . وهو إنما قال هذا عنيهوذا لأن الملاك جبريل قال لهُ كيف كانت ليهوذا يدٌ مع الكهنه وأخبرهم بكُل ما تكلم به يسوع"
{... وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً }{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ(1)وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُوَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ(2)مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}{(3)بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } النساء 156-158 .
مما اورده برناباهذا الحواري الجليل يدل على ان عيسى المسيح عليه السلام لم يَكُن نائما وأنه كان هو وتلاميذه في بيت وليس في البُستان لحظة مُحاولة القبض عليه ، فلو كان في البُستان وتلاميذُه غير نائمين واقبلت كتيبة الجنود ويهوذا ورئيس الكهنه ومن معه من الفريسيين وبيدهم المشاعل والمصابيح ، فهم يُروا من مسافه بعيده ، ولهرب الجميع أو اخذوا حذرهمً ، وانهم تَنبهوا للخطر القادم والمسيح معه عِلمه وكان مُستيقظاً وخائِفاً ولكنه في البيت ووصل الجنود ولا مجال للهرب ، وان برنابا كان مستيقظاً وشاهد الحدث ، وان الحواريين ألأطهار "رُسل عيسى" العشره الباقين كانوا نائمين عندما دخل يهوذا الخائن الملعون وان برنابا شاهد التغير الذي حدث ليهوذا ، وانه اصبح كالمسيح تماماً شكلاً وصوتاً والتلاميذ عندما استيقظوا على جلبة يهوذا وهو يبحث عن المسيح بينهم ، افاقوا على انه المسيح ، فهم لم يدروا ان المسيح اصعدهُ الله الى السماء ، فهم معذورون فيما سيكتبون او يشهدون فيما بعد على هذه الحادثة سواء كتبوها على حقيقتها ، أو كتبوها كما شاهدوها بحدوث الشبه ، سواء بقيت اقوالهم وشهادتهم كما هي ، أو كتب غيرهم ونسبه لهم ، او حُرفت او غُيرت أقوالهم بعدهم لتتطابق مع ما يُريده اليهود ومن بَعدهم أو ما يُريده بولص والكنيسه كما حدث لتغيير إنجيل يوحنا كاملاً ، واليهود إذا لم يكن من صلبوه ألمسيح فهي مُصيبه بالنسبه لهم.
وكان ألاقوى من كُل هؤلاء هو ألله ، وكان لا بُد من تدخل جبار ألسماوات والأرض من إنقاذ عبده ورسوله من براثن هؤلاء الحُثالة ألقَتله في أللحظه الأخيره وألمُناسبه ، حيث رفع عبده ورسوله إليهلمكانٍ يعلمه هو ، وترك فصول ألمسرحيه ألباقيه تتم حسب مشيئه وإراده يُريدها ، وقد أخبر عنها ألمسيح كما أورد برنابا ، وقد يكون ألله لجم على لسان يهوذا ، وأنطقه بما يُريد ، ليقول ما يُريد ، ولجم على ألسنة وأعين وتفكير ألباقين ، وترك فصول ألمسرحيه ألباقيه تتم حسب مشيئه وإراده يُريدها ، ليُعاقب كُل من أتخذ ألمسيح إبناً لله وأنه ألله وأنه رب ، وقد أخبر عنها ألمسيح كما أورد برنابا ، وقد يكون ألله لجم على لسان يهوذا ، بقول ما يُريد ، ولجم على ألسنة وعيون ألآخرين ، كل ذلك لتتم إرادته.
وقد تم حذف الإصحاح رقم16 { من إنجيل مُرقُص} والإصحاح رقم24 { من إنجيل لوقا } بإعتبارهما مدسوسين لِتأييدهما ما جاء به بَرنَابا ، لنفي صلب المسيح عليه السلام ، كما أخبر العلامه الراحل " أحمد ديدات " رحمه الله ، ولم يعُد لهما وجود .
والجنود الرومان عندما دخلوا ، ومن حديث برنابا انهم تأخروا عن يهوذا لخطة بينهم او انه سبقهم يهوذا من شدة لهفته للثمن البخس الذي سَيقبضه أو قبضه مقابل تسليمه لنبي الله عيسى، وأنها إرادة ألله ،وليس امامهم الا يهوذا والتلاميذ الأحد عشر بما فيهم برنابا وهم تلاميذ المسيح ورسله للتبليغ عنه،فهو شبه للمسيح ولا بد للجنود من اخذه والقبض عليه ، فلما راى الله الخطر على عبده ، فلم يقل بَرنَابا الرب عيسى او ابنه عيسى بل قال عبده .
وفي الإصحاح 217 يروي برنابا ما حصل ليهوذا مع ظن الجميع أن هذا هو يسوع المسيح ، بعد القبض عليه عندما سبقهم للبيت ، وحدوث الشبه وتقييده وأخذه على أنه هو المسيح شكلاً وصوتاً ولو صرخ مهما صرخ وصاح فلن يُصدفه أحد أنه ليس المسيح ، بل سيعتبر الجنود ومن معهم أن هذه خدعه من المسيح لينجوا ، وفوق ذلك أن إرادة الله ومشيئته أن يُعاقبَ هذا اللص الخائن ، والمسيح رُفع ولم يُشاهد رفعه سوى برنابا ، واللحظه بعده لحظة رُعب وخوف للتلاميذ ما بعده خوفٌ ورُعب ، حتى أن يوحنا فر عارياً كما خلقه ربه ، بعد أن حاول الجُنودُ القبض عليه وهو مُتلحف بملحفه خرجت بأيديهم ، والنشيط من يهرب بنفسه من المكان لينجوا ، ولكن الله كان معهم وحماهم ، وبالكاد ذهب الخوف عن بُطرس ويوحنا ليلحقوا بهم ويُراقبوا ما سيحدث ليهوذا تلك الليله ظانين أنه هو المسيح ، ليُخبروا برنابا عنه فيما بعد كما أخبر يسوع.