وهذه شهاده من القديس الطاهر برنابا تلميذ يسوع المُخلص المُقرب الصادق بلا مُنازع يشهد بها للجوء مُعلمه المسيح إلى الله ليُنقذه مما يُخطط لهُ الكتبه والكهنه من الفريسيين لقتله ، واستجابة الله له بإرسال من أيده به وهو الروح القُدس الملاك جبريل عليه السلام ، ليُطمنه أن الله استجاب له ويُرشده لما عليه أن يعمله ليفدي نفسه كما فدى إبراهيم إبنه إسماعيل ، وينجوا من هؤلاء القتله ، ويحمد الله ويُسبحه بعد ذلك ، وورد في الأناجيل الأربعه نزول الملاك جبريل ليُطمنه .
وفي برنابا {208 :8- 17} 1 إذا كُنت أفعل الإثم وبخوني يُحببكم الله لأنكم تكونون عاملين بحسب إرادته 2 ولكن إذا لم يقدر أحد أن يوبخني على خطيئه فذلك أنكم لستم أبناء إبراهيم كما تدعون أنفسكم 3 ولا أنتم مُتحدون بذلك الرأس الذي كان إبراهيم مُتحداً به 4 لعمرُ الله إن إبراهيم أحبَ الله بحيث أنه لم يكتف بتحطيم الأصنام الباطله تحطيماً ولا بهجر أبيه وأُمه ولكنه كان يُريدُ أن يذبح إبنه طاعةً لله 5 أجابَ رئيس الكهنه : إنما أسألك هذا ولا أطلُب قتلك فقُل لنا من كان إبن إبراهيم هذا؟ 6 أجاب يسوع : إن غيرةَ شرفك يا الله تؤججني ولا أقدر أن أسكُت 7 الحقَ أقول إن إبن إبراهيم هو إسماعيل الذي يجبُ أن يأتي من سُلالته مسيا الموعود به إبراهيم أن تتبارك كُل قبائل الأرض به 8 فلما سمع هذا رئيس الكهنه حنق وصرخ : لنرجُم هذا الفاجر لأنه إسماعيلي وقد جدف على موسى وعلى شريعة الله 9 فأخذ من ثُم كُل من الكتبه والفريسيين مع شيوخ الشعب حجارة ليرجموا يسوع فاختفى عن أعيُنهم وخرج من الهيكل10 ثُم إنهم من شدة رغبتهم في قتل يسوع أعماهم الحنقُ والبغضاءُ فضرب بعضهم بعضاً حتى مات الف رجل ودنسوا الهيكل المُقدس 11 أما التلاميذ والمؤمنون الذين رأوا يسوع خارجاً من الهيكل( لأنه لم يكُن مُحتجباً عنهم) فتبعوه إلى بيت سمعان12 فجاء من ثم نيقوديموس إلى هُناك وأشار على يسوع ان يخرُج من أوُرشليم إلى ما وراء جدول قدرون قائلاً : يا سيد إن لي بُستاناً وبيتاً وراءَ جدول قدرون 13 فأضرع إليك إذاً أن تذهب إلى هُناك مع بعض تلاميذك 14 وأن تبقى هُناك إلى أن يزول حقد الكهنه 15 لأني أُقدم لك كُل ما يلزم 16 وأنتم يا جمهور التلاميذ إمكثوا هُنا في بيت سمعان وفي بيتي لأن الله يعول الجميع 17 ففعل يسوعُ هكذا ورغب في أن يكون معه الذين دُعوا أولاً رُسلاً فقط .
وفي إنجيل برنابا {209 :1-4 } " 1 وفي هذا الوقت بينما كانت العذراء مريم مُنتصبه في الصلاه زارها الملاك جبريل 2 وقص عليها إضطهاد إبنها قائلاً :لا تخافي يا مريم لأن الله سيحميه من العالم3 فانطلقت مريم من الناصره باكيةً وجاءت إلى اُورشليم إلى بيت سالومه أُختها تطلب إبنها 4 ولكن لما كان قد إعتزل سراً وراء جدول قدرون لم يعُد في إستطاعتها أن تراهُ أيضاً في هذا العالم إلا بعد َ ذلك العارإذ أحضره إليها بأمر الله الملاك جبريل مع الملائكه ميخائيل ورُفائيل وأوريل " .
مما أورده برنابا أن الطاهره البتول مريم العذراء ، جاءت من الناصره إلى القُدس(أُورشليم) لترى إبنها عيسى ، وتحتاج لمسيرها هذا إلى يوم وجُزء من اليوم ، إلا انها لم تستطع رؤيته ، لانه قد ذهب واحتجب عن أعين اليهود وأعداءه في بيت نيقوديموس في بُستانه وراء جدول قدرون ، ولن تراه إلا على الصليب ظانةً يهوذا المصلوب أنه إبنها يسوع المسيح .
ولكن هذا النبي المرسل له كرامة خاصة عند الله ولا يمكن ان يتركه الله فريسةً لمجموعة من السَفلة الفَجرة، اعداءُ الله واعداءُ وقتلة أنبياءه ورُسله والذين وصفهم عيسى المسيح ، وابنُ خالته يحيا المعمدان بأنهم شياطين بانهم أبناء ألأفاعي ،وشعبٌ شرير متى(12: 37)، ليُقيدوا يديه ويضربوه ويجلدوه جلداً مُبرحاً ويبصقوا في وجهه الشريف الكريم ، وينتفوا لحيتهألطاهره ، ويضربوه على قفاه في موكب صاخب يستهزء به ويسبه، ويضعوا إكليل من الشوك على رأسه، وقتله وصلبه ويجعلوهُ ملعوناً إذا تمكنوا من صلبه، فقلب الله هذا الواشي الخائن يهوذا الإستخروطي بصورة كاملة طبق الاصل عن المسيح، وأُخذ وعُمل به ما عُمل على انه المسيح ، وأكرم الله رب وخالق عيسى ورفعه إليه ، والدليل ما نورده.
بعد ان أغرى اليهود الحاكم الروماني ، بيلاطس على المسيح ، مع ان دعوة المسيح التي اعلنها هي تعاليم ودعوة لإصلاح الدين والأخلاق والمُعتقدات والبشارات التي حرفها اليهود ، وتعاليم للتصحيح والدعوة إلى السلام والمحبة ، ولم يأتي بشريعه وإنما جاء مُصدقاً لما بين يديه من ألشريعه ألتي جاء بها موسى في الناموس وألتوراه حسب ما ما ورد قي ألقُرآن .
{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46
{وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ }آل عمران48
وقوله جئتُ لاُتمم ألناموس لا لاُنقصه أو انقضه ، ولم تتصل دعوته بالسياسة ، ولم يمس الحكومة الرومانية من بعيد او قريب ، ولذلك لم يكن للرومان وللحاكم الروماني بيلاطس مجال للسخط عليه ، ولكن اليهود لا تُعييهم الحيل والمكائد، فلما عجزوا عن الإيقاع به بأي سبب لغضب الحاكم الروماني عليه ، لجؤوا إلى الكذب والتقول عليه والوشايةِ به ، على أنه يُريد ان يُصبح ملكاً عليهم ، وكان لهم ما أرادوا ولكن الله لهم بالمرصاد حيث لم يَخذُل نبيه الذي جَعله وأُمه آيه للبشرية .
{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ }المؤمنون50
فاسمعوا ماذا يقول احد تلاميذ المسيح عليه السلام ألاطهار: بَرنَابا رضي الله عنه في إنجيله حيث نفهم من الاية التي سنوردها:-
إن نبي الله عيسى المسيح عليه السلام لم يُقتل ولم يُصلب، وفيه أنه حينما توجه جند الرومان ومن معهم بمساعدة ألواشي الذي خانه ويدعى "يهوذا الاسخريوطي"للقبض على عيسى ، القى الله جل جلاله القادر على كل شئ شبه عيسى على ذلك ألواشي ، وأخبر ألله نبيه عيسى ألمسيح عن طريق جبريل ألروح ألقُدس عن كل ما يُدبر له ، فأخذوه مستيقنين أنه عيسى، وقتلوه وصلبوه .
وفي إنجيل برنابا {214 : 1-10 }
" 1 وخرج يسوع من البيت ومال إلى البُستان ليُصلي فجثى على رُكبتيه مئة مرهمُعفراً وجههكعادته في الصلاه2 ولما كان يهوذا يعرف الموضع الذي كان فيه يسوع مع تلاميذه ذهب لرئيس الكهنه 3 وقال : إذا أعطيتني ما وعدت به أسَلم هذه الليله ليدك يسوع الذي تطلبونه 4 لأنه مُنفردٌ مع أحد عشر رفيقاً 5 أجابَ رئيس الكهنه : كم تطلُب ؟ 6 قال يهوذا : ثلاثين قطعة من الذهب 7 فحينئذٍ عدَّ رئيسُ الكهنه النُقود فوراً وأرسلَ فريسياًَ إلى الوالي وهيرودس ليُحضر جنوداً 9 فأعطياهُ كتيبه منها لأنهما خافا الشعب 10 فاخذوا من ثَم أسلحتهم وخرجوا من أُورشليم بالمشاعل والمصابيح على العُصي .
وفي هذا الإصحاح 214 يتحدث برنابا عن تواجد يسوع مع تلاميذه الأحد عشر بما فيهم هو نفسه برنابا ، مُستثنياً يهوذا الذي رقمه الثاني عشر ، لأنه كان مشغول بالتآمر وقبض الثمن ، والمكان هو بيت نيقوديموس في بُستانه وراءَ جدول قدرون ، والمسيح صلى ودعى ربه ليُنجيه وعاد للبيت ، والوقت مُتأخر وليلاً ، والتلاميذ نائمون ، عدا المُعلم وبرنابا ، حيث سيتم إقتحام المكان في هذه اللحظه وهي ليلة الجُمعه.