في عصر الاستهزاء بالنبي الأعظم لابد أن ننصر هذا النبي الرحيم ، والذي نصيره الله ، وهو ناصرٌ لنفسه بنفسه ، بأننتأمل المعجزات التي جاء بها لتكون في هذا العصر دليلاً على صدق هذهالرسالة وأن محمداً رسول الله.....
ولو لم يكُن هذا النبي والرسول الأُمي الخاتم ، الذي ما عُرف عنهُ أنه عرف قراءةً أو كتابةً أو جالس قُراء أو كتبه ، وعاش في الصحراء والباديه القاحله ، حيثُ الجوع والعطش والفاقه ، وانعدام أبسط مقومات الحياه .
لو عاش مُحمداً في هذا العصر وهذا الزمان ، وتكلم عن كُل ما ورد في القُرآن ، وعن هذا الذي ورد في أحاديثه وكلامه ، ولا نريد أن يجري على يديه وببركته من مُعجزات جرت في عهده ولمن حوله .
ما هو رأي العالم والعُلماء فيه ، هل سيصفونه بأنه مُعجزةُ عصره ، وانهُ شيخ العُلماء أو علامة العُلماء ، هل سيقولون بأنه إلله وأتى إلى الأرض كما قال المسيحيون ، ماذا سيقولون وماذا سيقولون بحقه ، لو تجردوا عن أنه عربي وأنه مُسلم .
وهذه بعضٌ من أقوالٍ قيلت في هذا النبي وما جاء به
يقول النجاشي ملك ألحبشه أشهد بالله إنه للنبي ألأُمي ألذي ينتظره أهل ألكتاب ، وأن الذي أتى به وما أتى به عيسى ليخرجان من مشكاةٍ واحده ، وإن بِشارة موسى براكب ألحمار كبِشارة عيسى براكب ألجمل ، وإن ألعيان ليس بأشفى من ألخبر.
اما هرقل عظيم الروم: فيقول إني لأعلمُ أنه نبي وأنهُ خارج ولكني ظننته ليس من ألعرب ، ولو أعلم أني أخلُص إليه لأحببتُ لقائه ، ولو كنت عنده لغسلت عند قدميه، وليبلغنَ مُلكه ما تحت قدميَ
ألمقوقص حاكم مصر وعظيم ألقبط فيها ، فيقول لقد نظرتُ في أمر هذا ألنبي ، فرأيته لا يامُر بمزهود فيه ، ولا ينهى عن مرغوبٍ فيه ، ولم أجده بالساحر ألضال ، ولا ألكاهن ألكاذب ، ووجدت معه آلة ألنبوه ، من إخراج ألخبئ" ألمطر" ، والإخبارُ بالنجوى
أما الزعيم الهندي " المهات غاندي" الذي يقول: بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حياة الرسول مُحمد وجدت نفسي بحاجة للتعرف أكثر على حياته العظيمة، وأنه يملك بلا منازع قلوب الملايين من البشر
أما الأديب الإنجليزي الشهير " برناردشو" فيقول: بعد الدراسه والتحقيق تبين لي أن مُحمداً إنسانٌ عظيم ، وهو بحق مُخلصاً حقيقياً للإنسانيه ، وإن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير مُحمد ، هذا الذي لو تولى أمر العالم اليوم لوفق في حل مشكلاته بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو إليها البشر ، وهو قائل عبارة " لو كان محمد بيننا لحل مشاكل العالم وهو يشرب فنجان قهوته".ويقول ولكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل فوجدته أعجوبةً خارقةً
أما العالم الأمريكي مايكل هارت في كتابه "الخالدون مئة" ص13 " أعظم مائة رجل في التاريخ" فيقول: لقد اخترت محمدا صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ في أول هذه القائمةوأن اختياري لمُحمد ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ قد يُدهش القُراء ، لكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح ونجاحاً مُطلقاً على المستويين الديني والدنيوي
يقول المفكر والشاعر الفرنسي لامارتين :- محمد هو النبي الفيلسوف المُشرع المُحارب قاهر الأهواء ، وبالنظر لكل ما في العظمة البشرية ، أود أن أتساءل هل هناك من هو أعظم من النبي محمد ، وإن أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياةرسول الله محمد دراسة وافية وأدركت ما فيها من عظمة وخلود .
ثُم يقول لامارتين : - أي رجل أدرك من العظمةالإنسانية مثلما أدرك محمد وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثلما بلغ لقد هدمالرسول مُحمد المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق .
أما المؤرخ الفرنسي قوستافلون فيقول: إن مُحمد هو أعظم رجال التاريخ .
أما مؤلف موسوعة الحضارة ول ديورانت : - فيقول فيها إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس ، قلنا أن مُحمدا هو أعظم عظماء التاريخ.
يقول أحد أحبار اليهود وهو زيدٌ إبنُ سعية ، ما من علامةٍ من علامات النبوه ، التي وردت في الأنبياء ، وفي التوراه في صفة نبي آخر الزمان ، إلا وأختبرتها في مُحمدٍ بن عبدالله وفي وجهه ، إلا سبقُ حلمه لجهله ، وعدم زيادة شدة الجهل لهُ إلا حلماً ، فهاتان الصفتان قرر هذا الحبرُ أن يختبرُهما بنفسه ، وكان لهُ ما أراد ، بأن قبض رسول الله من رقبته وعنقه مُعنفاً إياه وبشده ، على مال أقرضه لهُ لنفقة المُسلمين ، ليختبر سبق حلمه لجهله ، وأن زيادة الجهل عليه تزيده حلماً ، والقصه وردت وحدثت بحضور عُمر بن الخطاب ، حيثُ أعلن هذا الحبر إسلامه وقال : -
" إشهد يا عُمر أني قد رضيتُ باللهِ رباً وبالإسلام دينا وبمحمداً نبياً وأُشهدك أن شطر مالي – فإني أكثرُ اليهود مالاً –ً صدقةً على أُمة مُحمد، وقد نال الشهادة هذا الحبرُ بكبرياء مُسلماً في غزوة تبوك ، مُقبلاً لا مُدبراً ، رحمه الله وأدخله فسيح جنانه .
.................................................. .................................................. .................................................. .........
ولنبدأ مع أطهر خلق الله وخير الأنام كُلهم
ولنتذكر دائماً عند قراءة ومُناقشة ما بشر به وأخبر ، أننا أمام نبي ورسول أُمي لا يقرأ ولا يكتُب ، ولا حول ولا قوة لهُ بأمرٍ من أُمور الدُنيا ، إلا بقوةٍ من الله وتأييدٍ ونصر منه ، لا يملك الجيوش الجراره والأموال الوفيره ، ليُحقق ما أخبر عنه ، ولا يوجد حوله طاقم من الكهنه والعرافين يخبرونه بقادم الأيام ، ولا يملك وسائل إتصالات وتقارير أستخباريه وأستقراءآت عن الدول وحجمها ، وقوتها ووقت إنهيارها مثلاً .
لا يجد قوت يومه هو وصحابته ، يربطون على بطونهم الحجر ليشدوا به بطونهم ، يبلغ منهم العطش مبلغه لقلة الماء ، ويبلغ منهم الجوع مبلغه لشُح الطعام ، قُريش وكفارُ مكة والمُشركون واليهود وتآمرهم يُحيطون به وبصحابته من كُل جانب ، لا يألون جُهداً للقضاء عليه وعلى ما جاء به ، وتآمرهم مُستمر ليلاً ونهاراً ، يشكو إلى الله ضعف قوته وقلة حيلته ، وهوانه على الناس ، ويطلب من الله مُرسله أن لا يَكله إلى الناس وإلى عدوه .
كيف يوعد هذا النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، هذه الوعود وهذه الأخبار والبشارات لأتباعه ، وهو في مكة البعيدة القاحله الموحشه ، مُطارداً بالأمس ومُتهماً بأنه كاذبٌ مُفتري وساحر، ولم يبلغ لهُ من الأمر شيء ، ولا يمكن لهُ ذلك إلا أن يكون مؤيداً من الله ونصره ، ووعده لهُ بتحقيق كُل ما بشر ووعد وأخبر عنه .
ولو لم يتحقق ولو خبر واحد عما أخبر عنه ، لكان في الأمر ريبه وتكذيبٌ له ، وردةٌ مُطلقه عما جاء به ، لمن رصد خبر هذا النبي وما وعد به ، ولكنها النبوه والرساله الخاتمه والخالده ، إلى قيام الساعه ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
ولا ننسى أن الأنبياء والرُسل يتكلمون في بعض الأمور بالمعميات أو بالإشارات والرموز والكنايات ، وكثيرٌ من بعض كلامهم لبعض الأمور هي رؤى ، وتؤخذ بالمجاز ، ولا تأخذ تفسيرها الصحيح إلا في وقتها .
ولنأتي على الأحاديث التي سنوردُها .
............
يتبع ما بعده