الآيه رقم 82 من سورة المائده
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْالَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82 .
منذُ 14 قرن ولا زال ما نزل من قُرآن بحق اليهود والذين أشركوا بأنهم أشد الناس عداوةً للذين آمنوا ، ولا زال اليهود ومن أشرك بالله سواء من كان في عهد رسول الله ومن بعده ، وحتى عصرنا الحاض فالمسيحيون يأخذون حال المشركين ، فالمسيحيون وما يعتقدون به الآن لا يمت إلى المسيح ولما جاء به بصله ، فهم لا يقلون عداوةً وكُرها للذين آمنوا من اليهود حتى لو أخفوا وعملوا بالتُقيه ، فهم أتباع بولص والكنيسه والمُعتقدات الكنسيه الشركيه الكُفريه التي أوجدها بولص والكنيسه .
وهذا الموضع الثالث الذي يراه د . ملير هو ما نزل بحق اليهود ومُعاداتهم للإسلام ومُحمد صلى اللهُ عليه وسلم وللمُسلمين ، ويقول كان بمقدور اليهود وقف هذه العداوه والكُره ولو لفتره بسيطه ، وإيجاد المحبه والموده بديلاً عنها ، ولو من باب الخداع ، ولكان ذلك كفيلاً بإلغاء ما نزل بحقهم من قُرآن ولا زالوا على ما هُم عليه حتى الآن ، وحتى تقوم الساعه ، ولكن الله هو الذي يعلمُ سريرتهم وعداوتهم .
وأقرب الناس مودةً للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ، وهُم أتباع المسيح عليه السلام ومن آمنوا الإيمان الصحيح به وبدعوته التوحيديه وناصروه عليها ، عندما قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحنُ أنصار الله ، إذاً فالنصارى هُم من أصروا على أنهم نصارى ويُصرون بالقول على أنهم نصارى وأنهم ليسوا مسيحيون ولا يقبلون تسميتهم بالمسيحيين . ويُقابلها ما يُعاكسها أن المسيحيين لا يروق لهم بل يرفضون تسميتهم نصارى ، ويعتبرونها شتيمه ومسبه ، وحقيقةً أنهم لا يستحقون هذه التسميه ، ومن الظُلم لهذا الإسم إطلاقه على المسيحيين ، وقد غضب أحد المسيحيين من أحد أئمة المساجد لأنه كان يوصي المُصلين بجيرانهم النصارى خيراً ، فعاتبه بغضب وقال لهُ يا أخي لماذا تسبنا في خطبتك على المنبر ، فتفاجا الخطيب وهو جار لهُ كيف سببتكم ، فقال له المسيحي ، أنت تقول عنا إنا نصارى نحنُ لسنا نصارى يا أخي نحنُ مسيحيون . ولذلك قالها زكريا بطرس بملئ فمه .....، نحنُ لسنا نصارى نحنُ مسيحيون ، وهو كذلك فعلاً . وما يؤكد ذلك أن المسيحيين تخلوا عن التسميات الأصليه لرجال الدين ، والتي من أشهرها راهب وقسيس(الراهب بحيرى والراهب ورقه إبنُ نوفل) ، ولا ندري هل سبب ذلك هو لأنها وردت في القُرآن ، أو لأنهم لا يستحقونها لأنها لأهل التوحيد من النصارى ، حيث أُستبدلت بقمص وأمبه وشماس وقس وبطريرك...إلخ . ونروي قصه عايناها بأنفسنا ، وهي أننا دخلنا أحد المحلات التجاريه لشراء شيء يخص أحد المساجد ويحتاج لتجهيز وترتيب مُسبق ، وكان صاحب هذا المحل يسمع للقُرآن عند دخولنا إليه ، ولم يتبادر لذهننا أنه غير مُسلم لأنه إستعد لتجهيز ما هو مطلوب بتبرع منهُ ، ولا نذكر ما هو الذي كشف لنا أنه غير مُسلم فقُلنا لهُ أنت مسيحي ، فأجاب لا أنا نصراني ، فقُلنا لهُ ما الفرق ، فقال نحنُ نصارى على دين عيسى المسيح الصحيح نؤمن بالله الواحد ونؤمن بأن المسيح نبي ورسول من الله وهو من البشر ، ونؤمن بالقُرآن وبأن مُحمد رسول ونبي من الله .
وأفحمنا بدليله أنه لم يسمع القُرآن ليُنافق لنا ، وإنما عندما دخلتم علي كُنتُ اسمع للقُرآن ، وأنا دائم الإستماع لهُ .
************************************************** ****
آيه رقم 157 من سورة النساء
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157.
وفي يوحنا{16 :5- 11} " وأما الآنفأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني وليس أحدٌ منكم يسألني أين تمضي. لكن لأني قُلتُ لكم هذا قد ملا الحُزن قلوبكم . لكني أقول لكُم الحق إنه خيرٌ لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكُم المُعزي( وهو نبي الله مُحمد) . ولكن إن ذهبت أُرسله لكُم . ومتى جاء يُبكت العالم على خطيةٍ وبرٍ ودينونه . أما على خطيه فلأنهم لا يؤمنون بي . وأما برٍ فلأني ذاهبٌ إلى أبي ولا ترونني ايضاً . واما على دينونه فلأن رئيس هذا العالم قد دين " .
وحدد الوقت أنه الآن أنه ماضٍ إلى الله الذي أرسله ، فهو نبيٌ مُرسل من الله ، وأن عليه أن ينطلق ، ولم يذكُر بعد أنه ماضٍ أو سينطلق ليُقبض عليه ويُصلب ويموت لثلاثة أيام ، ولم يُخبرهم أنه يقوم من بين الأموات بعد 3 أيام ، بل أنه يمضي إلى الذي أرسله ، وأخبرهم ضرورة أن يمضي الآن ، حتى يأتي المُعزي ، وهو نبي الإسلام مُحمد مهما دلس المُدلسون ، وزور وفسر المُفسرون المزورون ، لأن الروح القُدس(جبريل عليه السلام) ، أو كما يعتقدون أنه ليس جبريل ، فهذا الذي يعتقدون به لم يُبكت العالم على شيء أو خطيه وبر ودينونه ، لأنها ليست وظيفته ، فالذي بكت العالم هو مُحمد وما جاء به من قُرآن ، فبكت العالم على أن يؤمنوا بالمسيح الإيمان الصحيح كنبي من البشر لا كإبن لله أو كإله أو رب ، فبكت من آمنوا به على أنه إبن الله وأنه هوالله ، وعلى البر بكت العالم على أن المسيح لم يُصلب ولم يُقتل ويُهان ويُصلب بل رفعه الله إليه ، وما من دينٍ دان رئيس العام الشيطان كما دانه القُرآن وكشفه على حقيقته ، ومُحمد من أُنزل عليه هذا القُرآن ، ولم يُبكت العالم على الخطيه وشهد ببراءة المسيح من الإهانه والصلب كما بكت مُحمد ، واكد أن المسيح رفعه الله إليه ولم يُهان ، ولم يشهد للمسيح أحد كما شهد نبي الإسلام وقُرآنه المُنزل عليه...إلخ .
ورد في يوحنا{7: 32-36}" سمع الفريسيون الجمع يتناجون بهذا من نحوه فأرسل الفريسيون ورؤساء الكهنه خُداماً ليُمسكوه . فقال لهم يسوع أنا معكمزماناً يسيراً بعدُ ثُم أمضي إلى الذي أرسلني . ستطلبونني ولا تجدونني وحيثُ أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا . فقال اليهود فيما بينهم إلى أين هذا مُزمع أن يذهب حتى لا نجده نحنُ . ألعلهُ مُزمعٌ أن يذهب إلى شتات اليونانيين ويُعلمُ اليونانيينَ . ما هذا القول الذي قال ستطلبونني ولا تجدونني وحيثُ أكونُ أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" .
وفي يوحنا{8: 21-24} " قال لهم يسوع أيضاً أنا أمضيوستطلبونني وتموتون في خطيتكم . حيثُ أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تاتوا . فقال اليهود ألعله يقتُل نفسهُ حتى يقول حيثُ أمضيأنا لا تقدرون أنتم أن تاتوا. فقال لهم أنتم من أسفل . اما أنا فمن فوق . انتم من هذا العالم . اما أنا فلستُ من هذا العالم . فقلتُ لكم إنكم تموتون في خطاياكم "
وفي يوحنا{13: 33} "يا أولادي أنا معكم زماناً قليلاً بعده ستطلبونني وكما قُلتُ لليهود حيثُ أذهب انا لا تقدرون أنتم ان تاتواأقول لكم انتم الآن " .
فخطابه هُنا موجه لأحبته وهم تلاميذه بقوله يا أولادي وما أجمله من قول من نفس وفم هذا النبي الطاهر المُطهر ، واخبرهم انه خاطب اليهود بهذا سابقاً وهو يوجه خطابه لهم الآن ، وخاطبهم يا أولادي وحدد الزمن قليلاً لبقاءه معهم( أي أنه سيمكُث معهم القليل من الزمن) ، وبعد هذا الزمن القليل مُباشرةً سيطلبونه ولن يجدوه هو ، وإذا وجدوا آخر شبهه فلن يكون هو ، لأنه سيكون مرفوع لمكان لا قُدرة لهم للوصول إليه لا هُم ولا اليهود ، فلا تحدث عن صلب له ، ولا هُناك إنتظار لعملية القيام من القبر حيث سيعود إليهم ، ولا عنده علم بأنه سيعود للأرض بعد رفعه بثلاثة أيام ، إلا وعده بآية يونان(نبي الله يونس) ، فهو لا يعلم بأن جبريل سيُخبره عن حال والدته وتلاميذه الذين لم يروه عند رفعه وظنهم أنه هو المصلوب ، وانه سيلجأ إلى الله ويستغيث به ليعود ويرى أُمه وتلاميذه ويودعهم ، لأنه لم يراهم ويودعهم في المرةِ الاُولى .
وفي يوحنا{16 : 17-19 } " فقال قومٌ من تلاميذه بعضُهم لبعض ما هو هذا الذي يقولُه لنا بعد قليل لا تُبصرونني ثُم بعد قليل ايضاً ترونني ولأني ذاهبإلى الآب. فقالوا ما هو هذا القليل الذي يقول عنهُ . لسنا نعلم بماذا يتكلم . فعلمَ يسوع أنهم كانوا يُريدون أن يسالوه فقال لهم أعنْ هذا تتساءلون فيما بينكم لأني قُلت بعد َ قليل لا تُبصرونني ثُم بعد قليل أيضاً ترونني. الحق الحق أقول لكم إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرحُ . أنتم ستحزنون ولكن حُزنُكم يتحول إلى فرح. "
بعد قليل لا تُبصرونني لأن الإبصار سيتم لغيرُه على أنه هو ، والإبصار حيث سيتم الصلب والموت والدفن والبُكاء والنواح عليه من قبلهم ظانين انه هو المصلوب ، أما غيره من ظنوا انهم صلبوه وقتلوه فهم في فرح شديد ، والذين وصفهم بالعالم ، في الوقت الذي فيه أُمه وتلاميذه يبكون وينوحون عليه ، ولماذا لا يُبصرونه لأنه ذاهب للآب ، وان ماتم البُكاء والنُواح عليه فليس هو ، وهو يُخبرهم بأنه بعد قليل لن يُبصروه لأنه سيُرفع من بينهم وهم نيام ، وبعدها بقليل سيعود إليهم ويرونه رأي العين ، ثُم بعدها يعود من عند الآب أي من السماء للأرض ، حيث يروننه ويُبصرونه هُم واُمه ويُطلعهم على نفسه ، وحُزنهم سيتحول إلى فرح عندما يُخبرهم أنه ليس هو الذي أُهين وصُلب ، ويودعهم ليعود للسماء للمره الآخيره .
وفي يوحنا{13: 36 } " قال لهُ سمعان بُطرس يا سيد إلى أين تذهب . اجابه يسوعحيثُ أذهب لا تقدر ألآن أن تتبعُني ولكنكَ ستتبعُني أخيراً " .
هُنا يُخبر تلميذه الطاهر القديس بُطرس ، عندما سأله إلى أين تذهب ، انه حيث يذهب ألآن لا يستطيع أن يتبعه ، ولكنه سيتبعه أخيراً وفيما بعد إلى الفردوس ، ولا احد يشُك بأن تلاميذه الاطهار الذين اتبعوه الإتباع الصحيح مؤكدٌ بإذن الله أنهم من أهل الجنه والفردوس .
وفي يوحنا{14 :19} " بعد قليل لا يرانيالعالم أيضاً وأما أنتم فترونني إني أنا حيٌ فأنتم ستحيون " .
والأمثله كثيره أخذنا منها هذه الأمثله ، لم يتحدث المسيح عليه السلام أنه بعد قليل سيُقبض عليه وسيرونه على الصليب ، بل بعد قليل لا يراني العالم لأنه سيُرفع ، وسيعود ليروه ويرى تلاميذه وأُمه .
**************************
يتبع ما بعده