هذا الزمن هو زمن الرويبضه ، الزمن الذي يتكلم فيه التافهون من الناس بأمور الناس وعقائدهم ، زمن ناقصي العقول والفهم ، يسوقون بضاعتهم الكاسده يُزورون ويُدلسون ويُحرفون الكلم عن مواضعه ، ويُنشؤون من الحبةٍ قُبه ، وفي هذا الزمن جعلوا من القبةِ بنايه .
زمن قلب الأمور يُصبح فيه الكذبُ صدقاً والصدقُ كذباً ، زمن إنكار الحقائق والتدليس لطمسها ، ولكن نور الحقيقه والحق وبمشيئه من الله ، وإرادةٍ منه يُبقي اللهُ عليه ، ويطمس على العيون ويُغلق على القلوب والعقول ، ليُبقي على ذلك ، ليدحر الكذب والكذابين ، ويكشف الضلال والمُضلين .
فالمسيح عليه السلام رسالته كانت محدوده وقصيره وسريعه وهي 3 سنوات ، منذُ بداية نزول الملاك جبريل عليه السلام وإبلاغه بأن يبدأ رسالته وهو في سن 30 عاماً ، وحتى مُحاولة القبض عليه لقتله ورفع الله لهُ وهو في سن 33 عام .
وجُل رسالة المسيح عليه السلام هي البشاره والخبر السار الإنجيل " الذي أنزلهُ الله عليه ، للتبشير بإقتراب إقامة الله لملكوته ومشيئته على الأرض ، ببعث آخر الأنبياء والرُسل سيد الخلق مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، والتبشير به وبقرب بعث الله لهُ ، ولذلك كانت الصلاه الرئيسيه التي علمه لتلاميذه ولمن هُم من بعدهم : -
ففي متى{6 : 9-11 } وفي لوقا{11 :1-4 } " فصلوا أنتم هكذا . أبانا(إلاهُنا) الذي في السموات . ليتقدس إسمُك . ليأتي ملكوتُكلتكن مشيئتككما في السماءكذلك على الارض.... " .
بالإضافه لمواعظه وتعاليمه وأمثاله ، والأخيره التي كانت غالبيتها عن نبي ورسول آخر الزمان ، ومع حذف كُل ما هو واضح عن نبي الله ورسوله مُحمد في السير الحاليه الموجوده ، والتي يُسمونها الإنجيل ، إلا أن هُناك بقاءٌ لما هو الكثير ، ظناً ممن أبقى ذلك أنه لا يخص مُحمد ، و لعدم فهم ذلك وما يرمي إليه .
ولو كان الإنجيل الصحيح اذي أنزله الله على المسيح عليه السلام موجود ، وبقي كما هو لا ندري كم من البشارات والذكر عن نبي الله ورسوله مُحمد ، والذي من المؤكد أنهُ إنجيل برنابا .
لا نُريد أن نشرح كثيراً عن هذه النبوءه لنترك للمُدلسين الكذابين ، نسبتها لغير صاحبها ، فقط نقول إن من ورث ملكوت السموات وكُرسي وبيت داود ونُزع منهم ملكوت الله وأُعطي له ولأمته ليقيموه ويعملوا بإثماره هو مُحمد ، وجعل المفتاح والعلامه لذلك على كتفه بخاتم النبوه ، وما أحله هذا النبي وبالشريعه التي جاء بها ، لم يستطع أحد أن يُحرمه ، وما حرمه لم يستطع أحد أن يُحلله ، وكُل هذا وبعد مُضي أكثر من 1400 عام وحتى يرث اللهُ الأرض ومن عليها ، والموضع الأمين الذي ثبت مُلكه به كالوتد هو مكه المُكرمه البيت الأمين ومنها أنطلق لإقامة ملكوت السموات ، والذي به سيكون كُرسي مجد لأبيه إبراهيم عليه السلام ، وبه سيكون مجد الإسلام وعزته وانتشاره ، وإليه ستهوي أفئدتهم ، وإليه سيأتي الملايين كُل عام للحج والعُمره مُلبين مُكبرين ، والملايين على طول العام للعُمره والزياره .
وفي تكوين { 49 :10 } " لا يزولُ قضيبٌ من يهوذاومُشترعٌ من بين رجليه حتى يأتي شيلون ولهُ يكون ُ خضوعُ شعوبٍ . رابطاً بالكرمة جحشه وبالجفنة إبن أتانه غسل بالخمرة لباسه وبدم العنب ثوبه"
وفي طبعات أُخرى " فلا يزول القضيب من يهوذا والراسم من تحت أمره إلى أن يجيء الذي هو لهُوإليه تجتمع الشعوب"
وفي الطبعات من عام1625م -1844م " فلا يزولُ القضيبُ من يهوذا والمُدبرُ من فخذه حتى يجيءالذي لهُ الكُلُوإياهُ تنتظر الأُمم .
والقضيب هي الشريعه والحكم بسلطتها ، وشريعة اليهود وشريعة موسى عليه السلام ، والراسم هو المسيح عليه السلام الذي سار على الطريق المرسوم له على هُدى ونهج شريعة موسى ويُهيء للشيلون الآتي وبشر به ، وبعده يُنحرف أتباعه عما جاء به ، ويضل من يظنون أنهم أتباع له بيد غيرهم ، وبزوال هاتين الرسالتين وانحرافهما عن الحق الذي أُرسل بهما نبيهما ورسولهما ، والمسيح لم يقم سُلطه ولا نفذ أو حكم بشريعه ، ولم تجتمع إليه الشعوب بل تبعه أفراد معدودون أُتهموا بالهرب وتركه عند آخر لحظه له ، ومن هُم بعده من أتباعه أُضطهدوا ، واجتمعت الشعوب والحكام عليهم وشردوهم ، وبعدها استبدلوا ما جاء به بوثنية الرومان واليونان وتثليثها ، بالإضافه أنه هو وموسى من نسل يهوذا ، والزوال للقضيب هُنا سيتم من نسل يهوذا ، حيث أنقطع عهدهم مع الله ، وانتهى حُكم اليهود وشريعتهم وقضيبهم في الحكم من عهد نبوخذ نصر عندما سباهم .
يأتي الشيلون وهو مُحمد عليه الصلاةُ والسلام ، الذي ستخضع لشريعته الشعوب ، وبشريعته ينسخ شرائع السابقين ، وإليه تجتمع الأُمم ويحكمها ويُحكِم بها هذه الشريعه أو القضيب الذي يُنقل له وينسخ الشريعه السابقه لليهود ولغيرهم ، والقول الذي هو له أي أن القضيب بعد زواله من يهوذا أي اليهود ومن الراسم المسيحيين ، يُصبح هذا الحكم والقضيب وهو الشريعه للشيلون الذي هو مُحمد وهذا ما حدث .
وسيأتي شيلون إلى بيت المقدس ، أولاً برحله الإسراء مُمتطياً البُراق ، والجحش كنايه عن البُراق الذي ركبه مُحمد في رحلة الإسراء لبيت المقدس ، وربطه بالحائط الذي سُمي فيما بعد بحائط البُراق ، والذي هو فوق الحمار وأقل من الحصان ، وسيأتي المرة الثانيه بخليفته عُمر بن الخطاب مُمتطياً الأتان ، والأتان هو البغله أو البغل الذي هو إبن الحمار من فرس ، والكنايه الثانيه عن دخول عمر بن الخطاب بيت المقدس عندما فتحها سلماً ، بالإتفاق مع حاكمها الحكيم النصراني صفرونيوس وكانت ركوبته من نسل الحمير ، من ذكر الجحش وهي البغل أو البغله ، غسل بالخمرة لباسه كنايه عن تحريمه للخمر ، وبدم العنب ثوبه كنايه عن القتال والجهاد في سبيل الله ، وفي سبيل نُصرة دينه وتوحيده في الأرض ، واللون الأحمر للدم .
شيلون" كلمة عبرية الأصل تعني "المرسلوباليوناني تعني "الذي له الكل"وبالسريانية تعني " الذي هو له"
وباللاتينية تعني " الذي سيرسل "
..........
ففي تكوين{12: 14-19 } إتهام نبي الله ورسوله سيدنا وأبينا إبراهيم عليه السلام بكتمان أن ساره زوجته ، وأنها أُخته ليجعل فرعون يتزوجها ، ليكسب خيراً عند فرعون بسببها ، وتصير له غنمٌ وبقرٌ وحمير وعبيد وإماء وأتنٌ وجِمال .
للتفريق بين الحمار والأتان ، لو كان الأتان هو نفس الحمار لما مُيز في هذا السفر بين الأتان وهو البغل أو البغله ، والتي تأتي من تزاوج حمار ذكر مع فرس ، بعد تطويع الفرس من قبل حصان ، وخداعها ليُلقحها الحمار ، فتأتي الفرس ببغل أو بغله ، من أٌم هي الفرس وأب هو الحمار ، والحمار هو الحمار ، من ذكرٍ وأُنثى من نفس الجنس .
دانيال{7: 22} " وكُنتُ أنظر وإذا هذا القرن ( قسطنطين)يُحارب القديسين فغلبهم (النصارى من هُم أتباع المسيح وعلى مذهب المسيح ودينه القويم) . حتى جاء القديم الأيام( يجيء الله بنبي وبمرسل وشريعه من عنده ، وهي بمُحمد الموجود إسمه من قديم الأيام عند الله) وأُعطي الدين لقديسي العلي(المُسلمون) وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكه(مملكة الله وملكوت الله الذي تحدث عنه المسيح) " دانيال{7: 25-28}" ويتكلم بكلام ضد العلي ويُبلي قديسي العلي( قسطنطين وتجديفه على الله واضطهاده للنصارى من أتباع الدين الصحيح للمسيح)فيجلس الذين وينزعون عنه سُلطانه ليفنوا ويبيدوا إلىالمُنتهى(مُحمد) . والمملكه والسُلطان وعظمة المملكه تحت كُل السماء تُعطىلشعب قديسي العلي0(المُسلمون) . ملكوتُهُ ملكوتٌ أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون( خطأ في الترجمه وربما الصحيح يخضعون إلا إذا كان المقصود دعوته لعبادة الله وطاعته ، أي يعبدون الله ، وليس لعبادته هو )ويُطيعون . إلى هُنا نهاية الأمر "
إذا هذا يفنى بعد أن يُنزع عنه سُلطانه ، ويفنى ويُباد ويُشرد أتباع المسيح وممن هُم على دينه الصحيح ، ولا بد للمُنتهى أن يأتي ، والذي سيكون به نهاية النبوات والرسالات ، ويكون هو آخر الأنبياء والرُسل ، الذي ستُغطي مملكته وسُلطانه ما تحت السماء ، حيث يُعطى ملكوت الله له ولقديسيه من المؤمنين المُسلمين ، وستنصاع وستخضع له ولأتباعه بدينه وشريعته الجديده ، ملوك وسلاطين لعبادة الله وطاعته هي وشعوبها ، وتبقى شريعته ودينه سليماً صحيحاً لنهاية الأمر ولقيام الساعه .
قُلتم بأن آدم أرتكب معصيه وخطيئه عندما أكل من شجرة الحياه ، التي نهاهُ الله من الإقتراب أو الأكل منها ، وقُلتم إن هذه الخطيئه لم يغفرها الله وأدخرها أو أضمرها وأضمر العداء وعدم الغُفران لآدم وذُريته ، وأنه لا بُد من كفاره عنها ، حتى يكون هُناك صُلح مع الآب السماوي ، الذي هو الله ، وهذه الكفاره لا تُقبل ولا تتم إلا بسفك دم على الصليب .
إذاً من أخطئ وأرتكب الخطيئه هو آدم ، والمفروض أنه هو الذي يجب ان توقع عليه العقوبه .
وإيمانكم وعقيدتكم هي أن المسيح هو الله ، ولا تقبلوا أن يُجادلكم أحد بذلك ، لانكم تقولون إن الله تنازل وأخلى مكانه وتأنس ، وأتى للأرض وتجسد في المسيح ، فهو حال فيه ومُتحد معه إتحاداً كاملاً .
من هو الذي أمتاز من أنبياء الله ورسله ، بعلامة النبوه والرساله على كتفه ، ورآها من رآها ولم يُنكرُها مُنكر ، وهي شامة وختم النبوه للرساله والنبوه الخاتمه لكُل الرسلات السماويه .