يبيع اسمه
لقي تأبَّطً شرًّا رجلًا من ثقيف ، يقال له أبو وهب ، و كان جبانا أهوج ( أحمق متسرع ) ، و عليه حلة جيدة ، فقال أبو وهب لتأبط شرا :
ـ بِمَ تغلب الرجال يا ثابت و أنت ـ كما أرى ـ دميم ضئيل ؟
ـ قال : باسمي ، أقول ساعة ألقى الرجل : أنا تأبط شرا ، فَيُخْلَع قلبه حتى أنا منه ما أردتُ !
ـ فقال له الثقفي : أَقَط ( أحسب ) ؟
ـ قال قَطُّ.
ـ قال : فهل لك أن تبيعني اسمك ؟
ـ قال : نعم ، فَبِمَ تبتاعه ؟
ـ قال : بهذه الحُلَّة و بكُنيتي .
ـ قال له : افعل . ففعل .
ـ و قال تأبط شرا : لك اسمي و لي كنيتك ، و أخذ حلته ، و أعطاه طِمْرَيْه ( الكساء البالي ) ، ثم انصرف .
و قال في ذلك يخاطب زوجة الثقفي :
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها
تأبط شرا و اكتنيتُ أبا وَهْبِ
فهبْه تسمى اسمي و سُميتُ باسمه
فأين له صبري على معظم الخطبِ !
و أين له بأسٌ كبأسي و سورتي
و أين له في كل فَادِحَةٍ قلْبي ؟
فائدة القصة :
كم من أسماء لا حقيقة لها ؟ فهذا الثقفي الأحمق أخذ اسم تأبط شرا ، ولكن هل أخذ حقيقة الاسم ؟ هل أخذ قلبه و شجاعته و إقدامه ؟ كلا ، و ألف كلا !!
للمزيد من مواضيعي