7- ختم الحواربهدوء مهما كانت النتائج:
إذا سار الحوار جادَّاً وفق هذا المنهج من قبلجميع الأطراف فلا بد أن يصلوا جميعاً إلى ما التزموا به في بداية الحوار من الرجوع إلى الحق وتأييد الصواب ، فإذا رفض المحاور الحجج العقلية كأن لم يقتنع بها فإنه بذلك يمارس حقاً أصيلاً كَفِلَه له رب العزة وسيكون مسئولاً عن ذلك أمام الله تعالى .
وفي هذه الحالة ينتهي الحوار بهدوء كما بدأ دون حاجة إلى التوتر والانفعال
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِى وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ" [هود:35]
"وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَأَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ" (القصص:55)
8- التأكيد على استقلالية كلٍ ومسؤوليته عن فكره :-
قبل الانفصال بين المتحاورين يتمالتأكيد على استقلالية كل ومسئوليته عن نفسه ومصيره :
(إِنَّ مَاتُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواعَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)
(الأنعام:134-135)،
وعلى لسان شعيب-عليهِ السلام: "وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ" [هود:93] ،
"وَقُلْ لِلَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ" (121) وَانتَظِرُواإِنَّا مُنتَظِرُون (122) (هود:121-122). "قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَ اأَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ" ([سبأ:50)
"قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيه وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) [الزمر:39-40] ؛ إنها مسئولية فردية لاتداخل فيها : "وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (يونس:41)،
"قُلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ" (25)
"قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَالْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ" (26) (سبأ:25-26).
9- الإشهاد على المبدأ وعدمتتبع الأخطاء الناتجة عن الانفعال أثناء الحوار:
وفي آخر الحوار يتم إشهادهم على المبدأ والتمسك به "فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (آل عمران:64).
ولا حاجة في أن يُتَابَعَ الخصم على ما بدرمنه من إساءات في الحوار، وليكن العفو والصبر أساساً وخلقاً في التعامل مع الجاهلين:
"خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ" (الأعراف:199)،
"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ"
(طه:130 ، ص:17 ، ق:39)،
"فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنتَظِرُونَ" (السجدة:30)، "فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا"[النجم:29]
"وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًاجَمِيلاً" (المزمل:10).
هكذا يرشد المنهج القرآني في الحوار إلى إنهائه بمهمة وأداء رسالة يبقى أثرها في الضمير إن لم يظهر أثرها في الفكر إنه أسلوب لايسيء إلى الخصم بل يؤكد حريته واستقلاليته ، ويقوده إلى موقع المسئولية ليتحرك الجميع في إطارها وينطلقوا منها ومعها في أكثر من مجال.