- التعهد والالتزام بإتباع الحق:
هذا ولا يكفي مجرد التسليم الجدلي بإمكانية صواب الخصم ، بل لا بد منالتعهد والالتزام بإتباع الحق إن ظهر على يديه ، حتى ولو كان التعهد بإتباع ما هوباطل أو خرافة إذا افتُرِض أنه ثبت وتبين أنه حق : "قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِوَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ" (الزخرف:81)
6- الانضباط بالقواعد المنطقية في مناقشة موضع الاختلاف :
فإذا تم الالتزام بهذه الأسس فإنَّ الحوار ينطلق معتمداً على قواعد العقل والمنطق والعلم والحجة والبرهان ،والحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن:
فما أكثر ما يرد في القرآن
"هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ"
(البقرة:111 ، الأنبياء:24 النمل:64 ، القصص:75)، وقال تعالى مرُشِداً إلى اعتماد العلم والحجة في الحوار: "وَمِنْ النَّاسِ مَنْيُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ" [الحج:8، لقمان:20]
وكقولهِ تعالى :-
"هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ"
[آل عمران:66] ،
"إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِى صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ" [ [غافر:56]، "أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (156) فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (157)"
(الصافات:156-157)
وفي إتباع اللين والحكمة والموعظة الحسنة يأمر الله موسى-عليه السلام:
"اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناًلَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)" [ [طه:42-44] ، ويأمر بإتباع الحكمة فى الدعوة :
"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًاوَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاالسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)"
[فصلت:33-34] ؛
وتأكيداً لهذا المنهج ينهى الله المؤمنين عن إتباع أساليب السفهاء ومجاراتهم في السبِّ والتسفيه لمعتقدات الآخر:
"وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ"
[الأنعام:108]