اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :8  (رابط المشاركة)
قديم 16.03.2010, 18:22
صور mosaab1975 الرمزية

mosaab1975

عضو

______________

mosaab1975 غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.05.2009
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 479  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
02.06.2012 (01:54)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


المحاضرة الثالثة
كيف انتشرت وبدأت المسيحية :

إن المسيحية الحالية لم تأتي بدعوة من المسيح,لأن ابتدائها كان عام 325م في مجمع نيقية,نسبة الى مدينة نيقية الواقعة شمال غربي آسيا الصغرى والمعروفة اليوم ب: إزنك التركية والقريبة من القصر الإمبراطوري لقسطنطين الأكبر آنذاك. وقد عقد هذا المجمع بدعوة رسمية من الأمبراطور قسطنطين الأول الأكبر(ت 337),في صيف عام 325م وتوالت اجتماعاته على مدى أكثر من شهرين (19 حزيران الى 25 آب),وذلك للنظر في "البدعة الآريوسية" [1]التي أذاعها أريوس(250-336), فاجتمع 318من رجال الكنيسة الشرقية وعدد فليل من ممثلي الكنيسة الغربية اللاتينية, "جاءت الجماعات العيسوية في الأقسام المختلفة من كره الأرض ما يزيد على ألف مبعوث روحاني يشكلون المجمع العام بمئات الأناجيل والرسائل المختلفة ,كل منهم يحمل نسخة إنجيل أو رسالة على الوجه الذي هو لديها إلى نيقية لأجل التدقيق,وهماك تم انتخاب الأربعة أناجيل ,مما يربو عدده على الأربعين أو الخمسين من الأناجيل المختلفة والمتضادة,مع احدى وعشرين رسالة لاتعد ولا تحصى, فصودق عليها ,وهكذا ثبت العهد الجديد من قبل هيئة عددها 318 شخصا من القائلين بألوهية المسيح,وهم زهاء ثلث عدد أعضاء المجمع المذكور .وهكذا كان العالم المسيحي محروما من العهد الجديد مدة 325 سنة ,أي أنه كان بغير كتاب."[2]
دور الإمبراطور قسطنطين:
يعد قسطنطين من أهم الشخصيات الرومانية الحاكمة-إن لم يكن أهمها على الإطلاق- التي أسهمت بدور فاعل في بناء المسيحية ,وقد ساعده على أداء هذا الدور ,تملكه زمام السلطة والحكم الروماني فضلا عن طول الفترة التي قضاها على كرسي الإمبراطورية الرومانية والتي تجاوزت الثلاثين عاما.
وقد تمثل دور قسطنطين في مجمع نقيه في أنه حمل الناس على الإيمان بهذا التقرير والأخذ به ,وليس لمن يأباه إلا القتل ,فأضطر بعض من كان على دين المسيح أن يظهر قبوله ويبطل ما سواه خوفا من السيف والجبروت ,وبذلك أصبح اعتقاد المسيحية-المتمثل في الإيمان بما قرره مجمع نيقية-على يدي قسطنطين قانونا رسميا يستمد صلاحيته من السلطة الحاكمة ومن آباء الكنيسة الموالين لحاكم الدولة,ويخضع له جميع المتدينين[3].
اضف الى ذلك أن قسطنطين قام بفرض اكل لحم الخنزير على الناس , على الرغم من أن بولس(شاول) قد سبقه الى ذلك ,ولكن دور قسطنطين قد فرض ذلك ,ويذكر ابن البطريق[4] أن الملك قسطنطين قد أمر أن تذبح الخنازير وتطبخ لحومها وتوضع على أبواب الكنائس في سائر أنحاء الأمبراطورية الرومانية ,ولابد لكل من يخرج من الكنيسة أن يلقم لقمة من هذا اللحم ,ومن لم يأكلها يقتل ,"فقتل في ذلك خلق كثير"[5]
وخلاصة القول , أن قسطنطين قد أقام ديانات الروم على حالها كما كانت من صلاة نحو الشرق وغيرها,وأمر نصارى الأمبراطورية باعتقادها والإيمان بها,وزاد على ذلك تعظيم الصليب والقول بألوهية المسيح وتقديسه,وما أزال إلا عبادة الكواكب , وحتى بعد موته , تولى أولاده من بعده ونفذوا وصاياه ,وزادوا بأن قرروا في كل حين شيئا جديدا بعد شيء لم يكن في المسيحية من قبل,فرأى بعضهم أن يجعل يوم الأحد للنصارى يجتمعون فيه كما لليهود يوم السبت, وكان للروم واليونان عيد يسمونه "ميلاد الزمان " فجعلوه عيدا لميلاد المسيح وعظموه,وماكان النصارى في زمن المسيح وتلاميذه يعرفون ذلك العيد أو يعظمونه ,كما كان للروم أيام يصومونها تقربا إلى الكواكب , يمسكون فيها عن أكل اللحوم , فلما صار النصارى إلى القول بألوهية المسيح أقاموها ثم زادوا فيها أشياء ونقصوا أشياء فجعلوها خمسين يوما وهكذا يصومون ببلاد الروم.[6]
بقي ان نتسأل , لماذا سلك قسطنطين اتجاه التغيير في الديانة المسيحية؟وهل اعتقد المسيحية اعتقادا خالصا ودافع عنها دفاع المتدين المؤمن بها؟
إن قسطنطين لم يتحول إلى المسيحية عقيدة ومذهبا,حتى يدافع عنها بنفسه ومن ورائه حكومته وأعوانه ويفرض على الناس ضرورة الإيمان بها ,لأنه كان يدين بديانات الروم ,ولكن قسطنطين ولد من سيدة مسيحية هي "هيلانه الحرانية"[7]-أو الفندقية,اذا البيئة الأسرية لها دور, فنقول إن أمه عودته عادات النصارى وما يقولونه في المسيح ,إذن هناك دافع قوي وراء تقرب قسطنطين للنصرانية وأصحابها وفرض عقائدها رسميا وبشكلها الجديد, ولك لسبين:
اولا: أن قسطنطين-قبل توليه زمام الحكم- كان قد ظهر في جسمه برص,وكانت الروم لا تملك عليها من به برص,فغمه هذا الأمر وكتمه في نفسه,وأدى به إلى أن انبرى في قمع الروم وصرفهم عن كراهيتهم لتمليك من البرص.ولم يقف الأمر عند محاربة الروم وحدهم ,بل امتد إلى الجزيرة العربية, حيث قصد حران وأعمالها ليصدهم عن عبادة الكواكب فوضع فيهم السيف, وقد أحل عبادة المسيح وتعظيم الصليب ليتمكن من حسم الشغب والقبض على زمام الأمور,خصوصا وأن المسيحية لا تنظر إلى من به برص نظره مقت أو كراهية.
ثانيا:استعان قسطنطين بالرهبان والقساوسة ومريديهم على المتمردين من مواطني الإمبراطورية , ولأجل ذلك جعل هياكل الكواكب بيعا وكنائس أسكنها هؤلاء الرهبان,فسر هؤلاء الرهبان وسُرَت هيلانه أمه بهذا الصنيع,ثم قام قسطنطين –بإيعاز من أمه-باستدعائهم وجمعهم, ليكونوا له أعوانا وأصحاب أخيار وعسس ,وفي مقابل ذلك أظهر تعظيم المسيح والصليب وأقام ديانات الروم على حالها.[8]
يمكن أن نقول أن أصول العقيدة النصرانية تتخلص فيما يسمونه بالأمانة الكبيرة وهذا نصها: { نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الكل مالك كل شئ مانع مايرى وما لايرى وبالرب الواحد يسوع بن الله الواحد بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها وليس بمصنوع اله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت وصار إنسانا وحبل به وولد من مريم البتول وصلب أيام ( بيلاطس الملك ) ودفن وقام في اليوم الثالث ( من هذا المنطلق لهذه العقيدة عندهم عيد يسمى بعيد القيامة أي قيام المسيح بعد صلبه وللأسف الشديد أصبح المسلمين يوالون أعداء الله وعقيدتهم تفرض عليهم معاداتهم فالمولاة والمعاداة والحب في الله والبغض في الله هو الركن الركين في العقيدة الاسلامية ومن هدى المسلم أن يخالفهم ولا يعيد عليهم ولا يهنئهم ولا يشاركهم عيدهم بأي حال من الأحوال ) كما هو مكتوب وصعد إلى السماء وجلس عـن يمين أبيه مستعد للمجئ تارة أخرى للقضاء بين الأحياء والأموات . ونؤمن بروح القدس المحيي المنبثق من أبيه الذي بموقع الأب والابن يسجد له ويمجد الناطق بالأنبياء وبكنيسة واحدة مقدسة رسولية وبمعبودية واحدة لمغفرة الخطايا وتترجى قيامة الموتى والحياة والدهر العتيد آمين } .
- لقد قرر هذه العقيدة {318} أسقفا اجتمعوا بمدينة نيقية في عهد قسطنطين عام 325م وفي عام 381م زادوا فيها مايلي: { والأب والابن وروح القدس هي ثلاثة أقانيم وثلاثة وجوه وثلاثة خواص توحيد في تثليث في توحيد كيان واحد بثلاثة أقانيم إله واحد جوهر واحد طبيعة واحدة } .
ويجب أخي القارئ معرفة أن هذه المجامع التي انشئت بعد ثلاثمائة سنة من حياة المسيح ماهي إلا مصنعا لإنتاج الآلهة وتحريف الدين ليرضى أهل الغنى والضلال من الملوك الوثنيين الذين فرضوا الوثنية على الديانة المسيحية ووصمها بهذه الوثنية الالحادية الكافرة ويجب معرفة أن المسيحية الحقة لم تستمر إلا ثلاثمائة سنة بعد رفع نبيهم على عقيدة التوحيد الخالص والحنفية السمحة ثم بعد هذه الفترة عقدوا المجمع الأول وألهوا المسيح عليه السلام وفي المجمع الثاني ألهوا مريم عليها السلام وفي المجمع الثاني عشر منحوا الكنيسة حق الغفران ( حق الغفران يذكرنا بصكوك الغفران في القرون الوسطى التي ظهرت في عهد مارتن لوثر أثناء عصور الظلام والفساد والطغيان الذي كان يصدر عن الكنيسة مما أدى إلى تكوين مناخ جيد لميلاد العلمانية اللادينيةوإنفصال الدولة عن الكنيسة ) والحرمان ولها أن تمنح ذلك لمن تشاء من رجال الكهنوت والقساوسة وفي المجمع العشرين قرروا عصمة البابا . . . . . . . . . . الخ.

[1] لقد مثل أريوس دعوة متجددة لنزعات سابقات على دعوته ,ومحاولة للعودة بالمسيحية ألى أصولها اليهودية التوحيدية,فأكد القول:(بأن الله واحد فرد غير مولود,لايشاركه شيء في ذاته تعالى,فكل ما كان خارجا عن الله إنما هو مخلوق من لاشيء بإرادة الله ومشيئته"وخلاصة مذهبه ٌائم في أساسه على إنكار اللاهوت في المسيح,وتصوره إنسانا محضا ,مهما كان عظيما.

[2] عبدالأحد داوود,الأنجيل والصليب

[3] د.حمدي الشرقاوي,مقارنة الأديان بين التنظير والتطبيق

[4] سعيد بن البطريق هو طبيب ومؤرخ مسيحي، ولد في الفسطاط في 263 هـ. وأبدع في الطب حتى اشتهر به. قال عنه ابن أبي أصيبعة: «كان متقدماً في زمانه وكانت له دراية بعلوم الطب». عين بطريركا على الإسكندرية وسمي أوثوشيوس له عدد من المصنفات أشهرها كتابه في التاريخ نظم الجواهر المعروف أيضا بتاريخ ابن البطريق الذي أخذ عنه ابن خلدون.
توفي عام 328 هـ بمصر.( http://ar.wikipedia.org/wiki)

[5] د.حمدي الشرقاوي,مقارنة الأديان بين التنظير والتطبيق

[6] د.حمدي الشرقاوي,مقارنة الأديان بين التنظير والتطبيق

[7] ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية تحت عنوان: ذكر رفع عيسى عليه السلام.

[8] د.حمدي الشرقاوي,مقارنة الأديان بين التنظير والتطبيق





رد باقتباس