اخى الكريم ابو على
بارك الله فيك
وفى انتظار جديدك القيم دائما
اثبات الإعجاز
ننطلق من اثبات التمايز إلى اثبات الأعجاز بالطرق التالية:
1- استحالة عدم وقوع تناقض أو أخطاء في أي كتاب أو مشروع.
يروى عن الإمام الشافعي انه أعاد تصحيح أحد كتبه ثمانين مرة وفي كل مرة كان يجد أخطاء فتوقف وقال:" أبى الله العصمة إلا لكتابه".. وكل من عمل في حقل الكتابة والروايات يعرف انه يستحيل ألا ان يقع الكاتب في تناقض ما أو خطأ ما ولهذا يكون هناك تنقيح وتصحيح وطبعات ثانية وثالثة من كل كتاب.. حتى الأفلام التي توضع لها ميزانيات ضخمة من الأموال تقع في أخطاء علمية فادحة أو أخطاء تصوير وهناك مواقع متخصصة مهمتها سرد هذه الأخطاء واكتشافها..
2-غياب التحدي مع وجود الدافع له
حينما يتحدى القرآن الكريم الإنس والجن.. ماضيا وحاضرا.. على أن يأتوا بسورة من مثله.. ولو أقصر سورة .. ويبني على نتيجة هذا التحدي صدقية الدين نفسه فمعناه ان التحدي جدي.. فلقد بذل أعداء الاسلام ماضيا وحاضرا أموالا ضخمة و طاقات جبارة لمحاولة هزيمته عسكريا.. فلو كان باستطاعتهم تحدي القران لوفروا على أنفسهم كل هذه الجهود. ألا يعني هذا أنه أعجزهم؟ وبالتالي فهو معجزة...
3- التواتر المعنوي في الإعجاز العلمي والعددي
للأسف اصبح الاعجاز العلمي والعددي موضة تبهر الكل مما أدى إلى ازدياد نسبة من حاولوا الصاق نظريات علمية ضعيفة بالقرآن أو نظريات علمية قوية بآيات قرآنية لا تحمل المعنى المراد اثباته إلا بعد لي عنق النص.. لكن مع ذلك نحن نقول إن الإعجاز العلمي موجود وعدد القضايا التي ذكر فيها القرآن الكريم - بشكل واضح- نظريات علمية لم تكن معروفة في عصر نزوله كثيرة وتتفاوت في نسبة الوضوح.. بمطلق الأحوال فإن الإعجاز العلمي يصلح كدليل معنوي تراكمي حيث لا يكون الإعجاز بانطباق آية واحدة بعينها على نظرية ما إنما بسبب تراكم هذه الدلائل في ظاهرة شبيهة بالتواتر المعنوي..
رابعا: الشبهات ضد اعجاز القرآن
يرفض أعداء الاسلام مقولة ان القرآن الكريم خال من التناقضات ويجمعون لإثبات تناقضة عددا من الأدلة التي سنجيب عليها كما وعدناكم بشكل اجمالي.
تناقضات أم شبهات؟
بداية وقبل أي شيء.. هل ما يجمعونه من حجج هو تناقضات فعلا؟ أم هو مجرد شبهات؟ أحيانا كثيرة نستخدم شبهة التناقض بشكل خاطىء. فنفترض أن هناك تناقضا بين شيئين والتناقض موجود في فهمنا للأمور فقط.. مثلا.. افترض ابليس ان سجوده لآدم مناقض لحيثية انه أقوى منه.. والتناقض هنا ليس حقيقيا بل هو فقط في تصور ابليس القاصر.. فلا شيء يربط بين الأفضلية والقوة.. ومثله أيضا كثير من الحجج والشبهات التي تدعي تناقض القرآن لأنها فهمت النصوص على هواها.. فها هم أهل الكتاب يدعون التناقض في قوله تعالى "لا يموت فيها ولا يحيا.." على أساس ان المرء إما أن يكون حيا وإما أن يكون ميتا.. والجواب ان عبارة" لا يحيا" بلاغية ومعناها لا يحيا حياة كريمة.
الأخطاء اللغوية المزعومة في القرآن
يعترض الملحد أو النصراني على القرآن، ببعض آياته التى أتت على غير الشائع نحوياً فكيف يكون رد المسلم على ذلك ؟
عادة ما يلجأ المسلم إلى أقوال علماء النحو واللغة ، وفيها تخريجات نحوية للإشكال المتوهم فى الآية و هذا جميل ورائع ، لكن هناك أمراً قبله علينا أن نعيه أولاً ، ثم نعلمه للمخالف ثانياً. إن المخالفين يحاكمون القرآن العظيم إلى منهج القواعد النحوية للصف الثالث الإعدادى ! يظنون أن القواعد النحوية حاكمة على القرآن ! وهذا جهل فاضح بنشأة علم النحو. إن علم النحو ليس علماً بل هو مبنى على الاستقراء . فسيبويه ـ مثلاً ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب ، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك ، فوجد أنهم ـ العرب ـ دائماً يرفعون الفاعل فى كلامهم ، فاستنبط من ذلك قاعدة " الفاعل مرفوع " .. وهكذا نتجت لدينا " قاعدة نحوية " تسطر فى كتب النحو ، ليتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه . بقى أن تعلم أن " أهم " مصادر العلماء التى اعتمدوا عليها فى الاستقراء هو القرآن العظيم نفسه ! لأن القرآن أصدق صورة لعصره ، ليس فقط عند المسلم ، ولكن عند الجميع مسلمين وغير مسلمين ، فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بمصدره الإلهى ، يؤمنون بأن القرآن أصدق تمثيل لعصره فى الأحداث التاريخية والعادات الجارية .. واللغة وقواعدها . إن علماء النحو يستدلون على صحة قاعدة نحوية ما بورودها فى القرآن أي أن القرآن ـ عند النحاة ـ هو الحاكم على صحة القاعدة النحوية ، وهى التى تسعى لتجد شاهداً على صحتها فى أى من قراءاته المتواترة .
الأخطاء التاريخية المزعومة في القرآن
وهذا أمر لاحظناه عند أهل الكتاب.. إذ يعتبرون كل ما يخالف كتابهم المقدس تناقضا.. وهذا أمر غريب ومفاجىء.. إذ ينبغي أن تكون الحجة ملزمة للطرفين ونحن لا نعترف بصدقية كتابهم الحالي فكيف يكون حجة علينا؟؟.. مثلا يقول القرآن الكريم ان السامري هو الذي صنع العجل ويدعي أهل الكتاب انه هارون عليه السلام ويدعون ان القرآن الكريم متناقض مع التاريخ.. فليت شعري وهل أصبح الكتاب المقدس مرجعا تاريخيا ملزما للكل حتى يتم قياس التناقض عليه.. لا بل إن المنطق والعرف يفرض أن النبي لا يشرك.. وهارون عليه السلام نبي باعتراف أهل الكتاب.. وما نقوله لأهل الكتاب نردده لكل مشكك في الدين.. إذا لم تصل إلى اثبات أن معتقدك من المسلمات فلا يسعك وصم الإسلام بالتناقض لمجرد أنه خالف معتقدك أو رأيك..
تفسيرات العلماء للقرآن ليست معصومة
يأخذ بعض المستشرقين أو أعداء الاسلام تفسيرات أهل العلم على إنها ملزمة.. فإذا قال البيضاوي في تفسير آية معينة ان الارض يحملها فيل.. ادعوا أن هذا قول القرآن.. وأثبتوا تناقضه مع الواقع؟؟ فكيف يستقيم هذا المنطق؟؟ يمكن أن يكون البيضاوي من اهم علماء الدين.. ولكن هذا لا يعني أنه يعرف الغيب .. بل من البديهي أن يفهم القرآن كما فهمه أهل عصره.. وها هو القرآن كل يوم يتجدد وكل يوم تفهم منه معنى جديدا عميقا.. ونحن لا نرى أن أخطاء علماء الدين في أمور الدنيا تبخسهم حقهم لا بل حتى لو اخطأوا في أمور الدين.. فهم ليسوا معصومين.. والأهم من ذلك اننا نؤمن ان القرآن معصوم عن التناقض ولا نؤمن بأن تفسيره من قبل البشر هو المعصوم.. إلا إذا كان المفسر هو الرسول صلى الله عليه وسلم .
دحض بعض أدلة الإعجاز العلمي لا ينفي وقوعه
طبعا بعض أدلة الإعجاز ضعيفة كما بينا ولكن ضعفها لا يصلح دليلا ضد القرآن فان القوي منها هو اساس حجتنا في هذه الناحية.. والباقي لا مانع أن نسقطه نحن أو خصومنا فلم يصرح بحجيته مصدر ديني معصوم و ملزم لنا.
لماذا يجد المسلم تناقضات في كتب الاخرين ولا يجدون تناقضات في كتبه؟
التناقضات التي نجدها في كتب أهل الكتاب هي تناقضات رقمية ملموسة.. تناقضات في تواريخ وأسماء وأعمار تناقضات مع العلم والتاريخ والمنطق أو تناقضات فيما بين الروايات الموجودة في الكتب عن نفس الحادثة.. اما القرآن الكريم فلا يحوي أي تناقض وهو لا يعطي الفرصة حتى لنسبة التناقض اليه كونه لا يهتم بالتفاصيل التي لا تخدم مسار الدعوة والهداية.
توقيع نضال 3 |
تـــوقيع نضال 3 تحيـــا مصـــر |