الاجابة الثانية : قالوا بإن يسوع عندما صرخ الي الهه مستنجدا " الهي الهي لماذا تركتني " كان يشير للناس أن يقروأ المزمور (22) كله وليس الفقرة الاولي منه فحسب . ليعلموا أن الله سيستجيب إلي صراخه وينقذه مما هو فيه كما حدث لصاحب المزمور وانّ ذلك الأمر كان مُتنبأ به من قبل . فليقرأ الناس المزمور كله ليعلموا فراسة يسوع وعمق فهمه للنصوص . وسأختار هنا فقرتين من المزمور كمثال للقارئ :
" لانه قد أحاطت ب كلاب جماعة من الاشرا اكتنفتني . ثقبوا يدي ورجلي أحصي كل عظامي وهم ينظرون ويتفرسون فيّ . يقسمون ثيابي بينهم وعلي لباسي يقترعون " (مزمور 22 : 16 - 19 ) .
" لانه - أي الله - لم يحتقر ولم يُرذل مسكنة المسكين ، ولم يحجب وجهه عنه بل عند صُراخه إليه استمع " ( مزمور 22: 24 ) .
وتلك الاجابة تفيد بأن يسوع كان يعرف أن الناس من حوله لم يفهموا ما يحدث أمامهم ، فطلب منهم أن يقرءوا المزمور كله كاملا . ليفهموا أن الله لن يترك عباده الأبرار في شدّتهم . وأن الله مُخلّصه دائما مما هو فيه .
وتلك الاجابة لها نصوص تُدعّمها مثل ما جاء في الرسالة إلي العبرانيين ( 5 : 7 ) أن يسوع " في أيام جسده اذا قدّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلصه من الموت وسُُمع له من اجل تقواه " .
فقال صاحب الرسالة " وسُمع له " أي أن الله قد إستجاب له وخلصه من الموت فوق الصليب . والنص يتكلم عن حادثة الصليب وليس عن حادثة أخري . وقد سبقت مُحاولات أخري للنيل منه وقتله ولكن اليهود لم يتمكنوا من قتله أو حتي إلحاق الأذي به .
وفي انجيل متي ( 26 : 38 - 39 ) نجد أنّ المسيح ليلة القبض عليه قال لتلاميذه " نفسي حزينه جدا حتي الموت ، إمكثوا ههنا وأسهروا معي ، ثم تقدم قليلا وخر علي وجهه وكان يصلي قائلا يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس . ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت " . بمعني أنه كان يدعو الله أن ينقذه من كأس مرارة تلك الميتة وسُمع له كما سبق بيانه .
وفي التراث المسيحي القديم نجد صدي تلك الأجابة في كتابات آباء الكنيسة الأولي فعلي سبيل المثال نجد أن إريناوس قد ذكر في كتاب له يُعتبر من الكتب الهامة في تأسيس المسيحية الأرثوذكسية وهو كتاب ضد هيرسيس( Against heresie ) " أن المسيح عاش من العمر خمسون سنة " وأيضا في كتابي أعمال توما نجد أن المسيح كان حيا حتي سنة 47 م .
وهناك إشارات أخري كانت تقول إنا المسيح كان موجودا في دمشق بعد حادثة الصلب وانه أخذ يُعلم الناس فيها لمدة عاميين وأثناء تلك الفترة أرسل إليه ملك اديسا ( نصيبين حاليا) رسالة يدعوه فيها لزيارته والعمل علي شفائه . فأرسل إليه المسيح تلميذه توما ليعتني به ، وقيل أنّه زاره بنفسه بعد ذلك .
توقيع العلاء |
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ (116) |