المجال الصحي (المستشفيات) في عهد نور الدين محمود زنكي :-
اهتم نور الدين محمود بإنشاء المستشفيات وجعلها تقدم الخدمة الطبية المجانية للشعب وقد انتشرت في اغلب مدن الدولة الزنكية وتعتبر البيمارستانات من مفاخر الحضارة الاسلامية التي سبقت غيرها من الحضارات وإذا كان الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك (86-96هـ\705-715م)هو أول من بني البيمارستانات الثابتة في الاسلام . فغن الملك العادل نور الدين محمود وخلفاؤه من البيت الايوبي هم أول من استكثر منها من الملوك والسلاطين واهتموا بدراسة الطب وممارسته اهتماماً بالغاً وقاية لبلادهم من الاوبئة والامراض وكانت حلب في عهد نور الدين محمود أحد مراكز تدريس الطب في بلاد الشام وكان ذلك البيمارستان النوري يؤدي رسالة علمية لها اهميتها في تدريس الطب إضافة إلي قيامه بوظيفته الاساسية علاج المرضي ومتابعتهم.
(أ)- البيمارستان النوري قال ابن الشحنة: إن الملك نور الدين محمود هو الذي بني هذا البيمارستان داخل باب أنطاكية بالقرب من سوق الهواء .
وقد ذكر ايضاً ان الملك نور الدين محمود حينما اراد بناء هذا البيمارستان طلب من الاطباء أن يختاروا من حلب افضل بقعة صحيحة الهواء صالحة لاقامة البيمارستان بها وذبحوا خروفاً وقطعوه أربعة أرباع وعلقوها بأرباع المدينة ليلاً فلما اصبحوا وجدوا احسنها رائحة الربع الذي كان في هذا الموقع فبنوا البيمارستان فيه وهذه خطة حكيمة في اختيار المكان الصالح لبناء البيمارستان في وقت تنعدم فيه آلات قياس الابعاد ودرجات الحرارة واختبارات الأجواء.
(ب)-البيمارستان الذي بناه في دمشق وكان من اعظم البيمارستانات ولم يجعله وقفاً للفقراء فحسب بل للغني والفقير.وكان لبناء هذا البيمارستان قصة عجيبة وهي أن نور الدين رحمه الله وقع في اسره بعض أكابر الملوك من الفرنج خذلهم الله تعالي فقطع علي نفسه في فدائه مالاً عظيماً فشار نور الدين أمراءه فكل شار بعدم إطلاقه لما كان فيه من الضرر علي المسلمين ومال نور الدين الي الفداء بعدما استخار الله تعالي فأطلقه ليلاً لئلا يعلم أصحابه وتسلم المال فلما بلغ الفرنجي مأمنه مااات. وبلغ نور الدين خبره فأعلم نور الدين أصحابه فتعجبوا من لطف الله تعالي بالمسلمين حيث جمع الحسنيين وهما الفداء وموت ذلك اللعين فبني نور الدين بذلك المال البيمارستان.
توقيع مهندس محمد |
 |