اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 25.01.2010, 08:06

ابو تراب

عضو

______________

ابو تراب غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 17.01.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 59  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
31.01.2010 (04:20)
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

الرد :

معناها ومقتضاها أن الرسول يطاع : ( وَمَا أَرْسَلْنَا
مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ
ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا
اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً
)
يعني لو أنهم إذا
ظلموا أنفسهم بما أضمروه في نفوسهم من الباطن ، جاءوك فاستغفروا الله : يعني طلبوا
من الله المغفرة ، واستغفرت لهم أنت ؛ لوجدوا الله تواباً رحيماً ، ولكنهم ـ
والعياذ بالله ـ بقوا على نفاقهم وعلى عنادهم .


وهذه الآية
استدل بها دعاة القبور الذين يدعون القبور ويستغفرونها حيث قالوا : لأن الله قال
لنبيه عليه الصلاة والسلام : (وَلَوْ أَنَّهُمْ
إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ
فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ
تَوَّاباً رَحِيماً ) فأنت إذا أذنبت ، فأذهب إلى قبر النبي عليه الصلاة
والسلام ، واستغفر الله ليستغفر لك الرسول .


ولكن هؤلاء
ضلوا ضلالاً بعيداً ؛ لأن الآية صريحة قال : ( إِذْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ) ولم يقل : إذا ظلموا أنفسهم جاءوك ، فهي تتحدث عن شيء مضى
وانقضى ، يقول : لو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بما أحدثوا ، ثم جاءوك في حياتك ،
واستغفروا الله ، واستغفر لهم الرسول ، لوجدوا الله توباً رحيما ، أما بعد موت
الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ فإنه لا يمكن أن يستغفر الرسول صلى الله عليه وسلم
لأحد ؛ لأنه انقطع عمله ، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (
إذا مات
الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد

صالح يدعو له )(203) فعمل النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بعد
موته لا يمكن ، لكنه صلى الله عليه وسلم يكتب له أجر كل ما عملته الأمة ، فكل ما
عملنا من خير وعمل صالح من فرائض ونوافل ، فإنه يكتب أجره للرسول عليه الصلاة
والسلام ؛ لأنه هو الذي علمنا ، فهذا داخل في قوله : ( أو علم ينتفع به )
.


الحاصل أنه
لا دلالة في هذه الآية على ما زعمه هؤلاء الداعون لقبر النبي عليه الصلاة والسلام
.

والله اعلم .