السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتـُه
بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ الله
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا
عبدُهُ ورسولُه أمّا بعد،
حَيَّاكُمُ اللهُ جميعـًا وبوّأكُمُ الجنّة
إنَّ التعرفَ على ملامح النفسية الإبليسيةِ ومحاولةَ سبرِ أغوارِها مطلبٌ مهمٌّ وعاجلٌ لكلِّ إنسانٍ يسيرُ على ظهرِ هذه الأرض، وذلك لما يلي:
1- الشيطان هو العدو اللدود للإنسان..
فما دام فيه نَفَس يتردد؛ فإن الشيطان متربِّص له، مستعد للوثوب عليه، لذا فلا يليق بعاقل أن يغفل عن طبيعة عدوه، أو يجهل طريقه مَكْره، وإلا فسيقع فريسة سهلة في حبائل خداعه وكيده.
2- هذه المعرفة تزداد أهميتها وتتعاظم كلما كان الإنسان من أهل الإيمان والإسلام..
لأن الشيطان قد فرغ من الكفار دفعة واحدة؛ وذلك بإخراجهم عن عبودية الرحمن إلى عبوديته مباشرة، وما ألطف تعليق ابن القيم -رحمه الله- عندما ذُكر له أن اليهود تزعم أنها لا تُوَسوَس في صلاتها، قال: "وماذا يفعل الشيطان بالأرض الخراب؟!".
3- في دراسة طبيعة نفوس الشياطين فائدة خطيرة في أن ذلك يؤدي إلى:
سهولة التعرف علي أوليائه من الإنس، والاهتداء إلى طرق مكرهم وفسادهم، ومن ثمَّ معرفة وسيلة مواجهتهم.
4- بعض الناس قد يبتليهم الله بأمراض قلبية هي من جنس أمراض إبليس..
وعندها سيكون إيمان هؤلاء على خطر عظيم إذا لم يتداركوا أحوالهم، ويبذلوا الوسع في تهذيب نفوسهم.
5- القرآن أفاض في ذكر صفات إبليس..
وأفرد مساحة واسعة لفضح هذه النفس الخبيثة والتحذير منها، لذا فإن مدارسة هذه الآيات عبادة في حد ذاتها بغض النظر عن الفوائد الخاصة من هذه الدراسة.
وهذه جولة في ظلال آيات القرآن نتعرف من خلالها على خصائص الشياطين، وعلي رأسهم إبليس -عليه لعنة الله-، مع محاولة مراقبة القلب الذي لابد أن يزداد في معدل البراء والعداء كلما توغلنا في مخابئ هذه النفس اللعينة.
والله المستعان.
للمزيد من مواضيعي