الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
ومن ولاه وآمن به واتبع هداه
قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)الانفال )
وقال تعالى ( كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)ص )
وقال تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد )
وقال تعالى ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) الحشر )
اخوتي في الله أقدم لكم هذا الموضوع الذي ارى أنَّ فيه خيرا عميما
فهو دعوة للتأمل وتدبر كتاب الله تعالى والذي يكون ذلك أثناء تلاوة الورد اليومي أو من خلال التلاوة في الصلاة
عند سماع أو مطالعة موضوع فيه آيات من الذكر الحكيم
وعند سماع شريط اوإذاعة القرآن الكريم أو حتى عند سماع آيات بيِّنات يتلوها إمام في صلاة أو احد أفراد العائلة --- الخ
واذا كنا مأمورين بالتدبر في التلاوة والانصات مع السماع ليس فقط ليؤدي القرآن الكريم مهمته في جلاء القلوب والأفهام
وزيادة الايمان والتنعم بمعية الحنان المنان
بل أيضا ليعدل لنا القرآن موازين الحياة وضوابط الحركة فيها
ويذكرنا بها دائما
وهو الشئ الذي لا مفر منه لتحقيق العبودية الخالصة والسعادة في الدارين
وضمان الاتباع لخطى الحبيب صلى الله عليه وسلم على بصيرة
والنجاة من الابتداع في الدين
والفوائد من التدبر لا تنتهي
ولكن هناك دائما ما تاتي آية أو آيات في لحظة من اللحظات وتستحوذ على مشاعرك ويبلغ أثرها فيك مداه
ومن أجل تلك الآيات التي تشعر في لحظة أنك تتلوها أو تسمعها للمرة الأولى
- كما حدث مثلا مع سيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه يوم وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم عند سماعه قول الله تعالى
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران )
أو تشعر كأنها أنزلت للتو لك أنت شخصيا
كان هذا الموضوع وكل المطلوب منك
أن تتفضل مشكورا بكتابة الآية الكريمة التي تلوتها أو سمعتها اليوم فأثرت فيك كثيرا
إنَّها دعوة لتفعيل التدبر والتأمل في كتاب الله تعالى
ودعوة للاجتماع على كتاب الله تعالى و التذكير بآياته
دعوة للتواصي بالحقَّ الذي ما اتينا الى هنا الا من أجله
كما أنَّه له أثر جميل في زيادة ترابط اسرتنا واطمئنان كل منا على أعضائها
فمن يسجل فهو بخير والحمد لله
ومن لا يسجل فهو متغيب وان زاد تغيبه عن المعقول
كان على الادارة أو أحد اخوته أن يقوم بمراسلته في محاولة للاطمئنان عليه
وأعتقد أنَّ ادارتنا الموقرة لن تتوانى في ذلك
وسيكون لذلك باذن الله تعالى اثره في ارتباط الاعضاء بالمنتدى وعدم التسرب منه
وبالتالي يكون عدد الأعضاء دائما في ازدياد بمشيئة الله تعالى
انه القرآن الكريم يا سادة يا كرام وبركاته التي لا يمكن ان تُحصى
ودفعني لهذا الموضوع موضوع آخر عن القرآن وفقني الله تعالى ونشرته في هذا المنتدى المميز
والذي يحث ضمن وصاياه بزيادة الاهتمام بالقران الكريم
واسمحوا لي أن أبدأ بنفسي
فلقد تاثرت كثيرا بسورة القارعة
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
جعلنا الله وإيَّاكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه