﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) ﴾ البقرة
﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (64) ﴾
أصبح البحر طريقاً يبساً أمامكم، عصا سيدنا موسى أصبحت ثعباناً مبيناً، نزع سيدنا موسى يده فإذا هي بيضاء للناظرين،
كل هذه الآيات وقالوا :
﴿ اجْعَل لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾
(سورة الأعراف: الآية " 138 " )
ثمَّ عبدوا العجل من بعد ذلك
ومع ذلك فالله أرحم الراحمين،
وهو الغفور الرحيم،
وهو التوَّاب الرحيم،
وهو قابل التوبة عن عباده:
﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) ﴾
تدبر أخى الكريم :
(( فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾
( سورة الأعراف الآية: 43 )
أيها الأخوة، الجنَّة هي العطاء الحقيقي :
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185) ﴾
( سورة آل عمران)
الفوز الحقيقي بلوغ الجنَّة،
الفوز الحقيقي النجاة من النار
هذا هو الفوز الحقيقي،
والجنَّة التي فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر،
هذه الجنة هي بفضل الله
﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) ﴾
كل واحد منَّا لم يتوله الله بالعناية لو نشأ على معصية لاستمرَّ عليها حتَّى الموت،
لكن ربنا عزَّ وجل رب العالمين رحيم بعباده،
عندما يغلط الإنسان يأتي العقاب، يأتي الردع، يأتي الحزن، يأتي الخوف، يأتي القلق، يأتي المرض،
هذه كلُّها أدواتٌ تأديبيَّة،
حتى إن الأقوياء في الأرض عصيٌ بيد الله يؤدِّب بهم من يشاء من عباده :
﴿ وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(129) ﴾
( سورة الأنعام )
وقال:
﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (64) ﴾
هناك آيات كثيرة :
﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً (21) ﴾
( سورة النور )
وقال:
﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً(113) ﴾
( سورة النساء)
مقتطفات من تفسير النابلسى
-----------
أيها الأحباب الكرام
كم من الذنوب والمعاصى نقترفها
ولولا فضل الله علينا بالتوفيق للتوبة لكان الهلاك
ولولا فضل الله علينا بستره لكانت فضائح لا حصر لها
ولولا فضل الله علينا بالامهال ما نجى منا أحد
( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ( 45 ) ) فاطر
أيها الأخوة الكرام
احذروا التسويف فإن الموت يأتى بغتة
ولا يغرنكم أن الله غفور رحيم فهو كذلك شديد العقاب
لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء
فأوصيكم ونفسى بالتوبة والانابة والاستغفار قبل فوات الأوان
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين
والحمد لله رب العالمين