السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معذرة على ذهابي دون إبلاغكم أو الإستئذان ... لكنها كانت فرصة جيدة إذ سمحت مريم - إبنتي ذات الثلاث سنوات - بأن ننام ... وهذه مناسبة لا تحدث كثيرا !
وفقك الله أختنا الكريمة ... وبارك الله في الإخوة أجمعين
الأفضل أن يستمر الموضوع على هذا المنوال ... أخرجي ما بداخلك وكلنا يدلي بدلوه
بالنسبة للنصرانية فأسألك بالله يا أختنا ... كيف يكون المسيح هو الله وهو إبن الله في نفس الوقت؟؟؟
أنا مندهش أن أناس يعتقدون ذلك ! وإذا طلبت منهم شرح الأمر قالوا إن هذا الأمر يفوق إدراك العقل فآمن ولا تجادل !
وأما عن النصوص التي تبطل عقيدتهم ... فهذا يرجع لأمرين :
أولا ... بالرغم من تحريف البشر للتوراة والإنجيل ... إلا أنه ما زال فيهما بعض الحق ... ونحن نستأنس بما نراه موافقا لكتاب الله عز وجل - القرآن العظيم - لكي نقيم عليهم الحجة به
ثانيا ... الدين النصراني مر بمراحل متعددة مختلفة ... فبعد أن إتبع الحواريين المسيح وآمنوا أنه لا إلاه إلا الله وأن المسيح عبده ورسوله ... وبعد أن رفع الله عز وجل المسيح ونجاه من الصلب ... إختلف النصارى في أمره ... فمنهم من قال أنه الله ... ومنهم من قال أنه إبن الله ... ومنهم من ثبت على إيمانه برسالته وكفره بألوهيته ... ثم برز للناس يهودي إسمه (شاؤول) زعم أن المسيح رب وأنه أرسله ليبشر الناس ... وسمى نفسه (بولس) ... بولس هذا هو سبب ضلال كثير من الخلائق ... وبالرغم من أن الكتاب مليء بما ينفي تماما كونه رجلا صادقا فضلا عن كونه مرسلا ... إلا أن الناس ما زال بعضهم يؤمن به لأن بدعته (الإيمان بقيامة المسيح من الموت لتضمن الجنة ولا داع للأعمال) تفتح لهم باب الشهوات في الدنيا على مصراعيه وهم يظنون أنهم في الآخرة من الناجين ... وذلك يفسر الإنحلال الأخلاقي الذي صار شيئا عاديا في المجتمعات النصرانية الغربية التي لم تعرف الإسلام إلا مؤخرا
ثم بعد ذلك عقدت المجمعات المسكونية ... برعاية ملوك الشعوب الوثنية ... ورفضوا عقيدة آريوس الموحد الذي كان يدعو إلى أن لا إلاه إلا الله وأن المسيح عبد الله ورسوله ... وقبلوا عقيدة التثليث لأنها أقرب لوثنيتهم إذ كانوا يؤمنون بآلهة متعددة
ثم إنشقت الكنيسة الأرثوذوكسية ... وتبعتها البروتستانتية فيما بعد ... إلى جانب العديد من الطوائف الداخلية المختلفة ... وكل هؤلاء يكفر الآخر ويحاول أن يستقطب أتباعه إليه
فهذا الإختلاف أدى في النهاية إلى تضارب تفسير هذه الطوائف وفهمها للنصوص المحرفة من كتابهم ... بل إنه أدى إلى أن يؤمن البروتستانت بست وستين سفرا فقط ... ورفضوا سبعة أسفار يسميها الأرثوذوكس والكاثوليك (أسفار قانونية من الدرجة الثانية)
وتأثرت النصرانية بالوثنية كذلك ... فميثرا مثلا يؤمن عابدوه أنه إبن الرب ومولود من عذراء وصلب من أجل تكفير خطايا الناس !
ليس ميثرا فقط ... بل هناك 16 إلاه وثني صلبوا فداء للبشرية قبل ميلاد المسيح
الخلاصة أن النصرانية الحالية هي فلسفة وثنية قديمة لا يقبلها العقل ولا ترضاها الفطرة السليمة ... لكنها إذ تمنح الناس خلاصا بالإيمان فقط دون العمل فقد إستسهلها ورضي بها معتنقوها
لكن كل يوم يفيق منهم - في العالم بأسره - الكثير ويرجع إلى ربه ... ولعل مساعد يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان الأسبق من أهم هؤلاء الذين أسلموا نظرا لمكانته الكبيرة في النصرانية
آخر تعديل بواسطة الليث الضاري بتاريخ
03.01.2010 الساعة 09:09 .