اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :73  (رابط المشاركة)
قديم 16.08.2015, 10:31

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60)
سورة البقرة



ومعناها: اذكر إذا استسقى موسى لقومه




والحق يريد أن يذكر بني إسرائيل حينما تاهوا في الصحراء أنه أظلهم بالغمام .. وسقاهم حين طلبوا السقيا .. ولقد وصلت ندرة الماء عند بني إسرائيل لدرجة أنهم لم يجدوا ما يشربونه




(( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ))

(من الآية 21 سورة الزمر)


هذه الينابيع تذهب إلي أماكن لا يصلها المطر. ليشرب منها الناس مما نسميه الآبار أو المياه الجوفية .. وتشرب منها أنعامهم .. فإذا حدث جفاف يخرج الناس رجالا ونساء وصبيانا وشيوخا. يتضرعون إلي الله ليمطرهم بالماء




وتأتي الآية الكريمة: "فقلنا اضرب بعصاك الحجر".




"اضرب بعصاك الحجر"



لنا معها وقفة ..


الإنسان حين يستسقي الله ..

يطلب منه أن ينزل عليه مطرا من السماء،


والحق تبارك وتعالى كان قادرا على أن ينزل على بني إسرائيل مطرا من السماء.


ولكن الله جل جلاله أراد المعجزة ..


فقال سأمدكم بماء ولكن من جنس ما منعكم الماء وهو الحجر الموجود تحت أرجلكم .. لن أعطيكم ماء من السماء ..


ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يرى بني إسرائيل مدى الإعجاز .. فأعطاهم الماء من الحجر الذي تحت أرجلهم.


ولكن من الذي يتأثر بالضرب:


الحجر أم العصا؟ ..


العصا هي التي تتأثر وتتحطم والحجر لا يحدث فيه شيء ..


ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بضربة واحدة من العصا أن ينفلق الحجر



إن انفجار الماء من ضربة العصا

دليل على أن العصا أشارت فقط إلي الصخرة

فتفجر منها الماء ..


وحتى لو كانت العصا من حديد ..

هل تكون قادرة على أن تجعل الماء ينبع من الحجر؟


فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أنه كان من الممكن أن ينزل الماء من السماء ..


ولكن الله أرادها نعمة مركبة ..


ليعلموا أنه يستطيع أن يأتي الماء من الحجر الصلب ..


وأن نبع الماء من متعلقات "كن".



يقول الحق سبحانه وتعالى:


"فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا"

لماذا اثنتا عشرة عينا.


لأن اليهود كانوا يعيشون حياة انعزال.


كل مجموعة منهم كانت تسمى "سبطا لها شيخ مثل شيخ القبيلة ..

والحق تبارك وتعالى يقول:


"قد علم كل أناس مشربهم"


أي كل سبط أو مجموعة ذهبت لمشرب ..


نبعت العيون من الحجر امتدت متشعبة إلي الأسباط جميعا

كل في مكانه



ولكن الإنسان حينما يكون مضطرا


يلتزم بما يطلبه الله منه


ويكون ملتزما بالأداء،


فإذا فرج الله كربه وعادت إليه النعمة يعود إلي طغيانه ..


ولذلك يقول الحق جل جلاله فيها:


"كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين"


أي لا يكون شكركم على النعمة بالإفساد في الأرض



فأفسدوا في الأرض ونسوا نعمة الله فنزل بهم العذاب.



تفسير الشعراوى


-------------


تدبرأخى الكريم



(( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى ))



أى طلب السقيا من الله


وأنت كم مرة طلبت من الله


نقف على باب المخلوق كثيرا ونتوسل ونرجو ونبحث عن الواسطة والسبل


وننسى أن نقدم الطلب الى الله الذى بيده خزائن كل شىء



عن حذيفة -رضي الله عنه- قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر صلى.
(حسن) أبو داود - 4703صحيح الجامع . ‌



--------


ثم تدبر الاعجاز فى قوله



(( فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً ))



أولا ما قوة العصا ليضرب بها الحجر


ثانيا وهل الحجر الصلب الصخر الجامد يخرج منه الماء


ذلك لنعلم



أن الله على كل شىء قدير


وأنه لا يعجزه شىء


وأنه يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى


وأنه يرزق بالأسباب وبدون الأسباب وبضد الأسباب




كان من الممكن أن ينزل الماء من السماء


ولكن حياة المادة طغت على بنى اسرائيل فلا يؤمنوا إلا بالمشاهد


فإياك أن تتعامل مع الله بنفس مبدأهم


ولكن



ثق بالله



وتوكل عليه


وكن على يقين أن الله بيده كل شىء


وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون


والى اللقاء مع رحلة جديدة مع القرآن


---------------





رد باقتباس