4- الله يقسى قلب العصاه الذين يرفضوا التوبة عن معاصيهم
1- ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا (الكهف 28)
2- ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه فاعرض عنها ونسي ما قدمت يداه انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفي اذانهم وقرا وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا اذا ابدا(الكهف57)
قال العلماء ان كثرة الأفعال السيئة تجعل الله يضل صاحبها بأن يتركه للشيطان فيقسى قلبه فقساوة القلوب ناتجة عن افعال العباد السيئة وذلك لقوله تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (المطففين 14) وايضا لقوله وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا(النساء 155) ولقوله فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية(المائدة 13) ولقوله فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (الصف5) فمن يفعل السيئات ويزوغ وراء شهواته المحرمة يتركه الله للشيطان فيقسى و يغفل ويزيغ قلبه ويجعل عليها اكنه حتى لا يفقه وفى اذانه وقر حتى لا يسمع فهو كان امره فرطا ومعنى امره فرطا كما قال العلماء هو من يفرط فى امر نفسه اى اعرض عن الحق شاغلا نفسه بملذاتها وهذا يعنى ان امره كان فرطا قبل ان يغفل الله قلبه و ان إغفال القلب جاء نتيجة لفرط امره فلم يقل واصبح امره فرطا وهذا مثل قول (اطعمت صاحبى وكان جائعا) فهذا يعنى انه جاع قبل ان اطعمه وجوعه هو الذى جعلنى اطعمه
وايضا نسى ما قدمت يداه اى هو الذى بدأ بالافعال السيئة التى اقترفها وتناسى وتجاهل تركها والتوبة عنها ولو انه لم يتناسى ترك المعاصى وحاول تركها بصدق لوفقه الله فى ذلك ولم يتركه للشيطان وهذا من قوله تعالى فاما الذين امنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم اليه صراطا مستقيما (النساء 175) فكثرة المعاصى وعدم الإقلاع عنها تقسى وتغفل القلب وتجعل العاصى غير قادر على ان يسمع ايات الله بوعظ وتدبر او ان يعمل بها فيعرض عنها وقال العلماء ان إعراضه عن أيات الله بسبب قساوة قلبه وإغفالها وما فيها من اكنه وما فى سمعه من وقر إنما نتيجة لإعراضه الأول وعدم توبته عن معاصيه المشار اليها فى قوله وكان امره فرطا وقوله ونسى ما قدمت يداه
5- الله يضل من يتخذ الهه هواه
1- افرايت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله افلا تذكرون (الجاثية 23 )
الله يختم على سمع وقلب وبصر من اتخذ الهه هواه اى يتبع هواه كالعبد الذى يتبع الهه
بل ان الله اضله على علم اى ان هذا الشخص يعلم الخير من الشر ويميز بين الكفر والإيمان ويعلم الطريق الصحيح من الطريق المهلك ومع ذلك يختار الشر والكفر والطريق المهلك وهو عالم انه مهلك وذلك لان الهه هواه ورغباته وشهواته فضحى بأخرته فى سبيل رغباته وشهواته فى الدنيا فتركه الله للشيطان لكى يختم على قلبه جزاء له على ذلك