﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) ﴾
يعد الله عزَّ وجل لبني إسرائيل النِعَمَ التي أنعم بها عليهم ويذكرهم بها، من هذه النِعَم ؛
أنه بعثهم من بعد موتهم،
الله تعالى لا يدمِّر من أول خطأ ولا يُهلك من أول خطأ إنه يعفو.
﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53)﴾
(سورة الزمر: " 53" )
الإنسان قد لا يغفر، قد يُخطئ الإنسان مع ملك فيقطع رأسه،
هذا شأن ملوك الأرض، ولكن شأن ملك الملوك ليس كذلك:
﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (52) ﴾
(سورة البقرة: " 52 " )
وقال:
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ (56) ﴾
يُروى أن رجلاً سيق إلى سيدنا عمر متلبّساً بسرقة
فقال: " والله يا أمير المؤمنين إنها أول مرَّةٍ أفعلها في حياتي " ،
قال له: " كذبت إن الله لا يفضح من أول مرَّة "،
فكانت المرَّة الثامنة،
فالله عزَّ وجل يعطي مهلة، هناك خطأ، هناك معصية، هناك تقصير يعطي مهلة إلى أن يُصِر على ذنبه .
ربنا عزَّ وجل عفوٌ كريم يعفو ويسامح ولكن حينما يصرُّ العبد على خطئه يأتي الردُّ الإلهي:
﴿ أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)﴾
(سورة الزخرف )
ما دام الإنسان بين الخوف والرجاء، والاستغفار والتردُّد، فهناك بحبوحة،
أما إذا اتخذ قراراً قطعياً يأتي الرد الإلهي .
هذا معنى قوله تعالى:
﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) ﴾
تفسير النابلسى
-------------
والى رحلة جديدة إن شاء الله