View Single Post
   
Share
  رقم المشاركة :67  (رابط المشاركة)
Old 01.06.2015, 11:12

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام is offline

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
Default


وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ(55)

سورة البقرة



بعد أن تاب الله على قوم موسى بعد عبادتهم للعجل ..

عادوا مرة أخرى إلي عنادهم وماديتهم.

فهم كانوا يريدون إلها ماديا ..

إلها يرونه

ولكن الإله من عظمته أنه غيب لا تدركه الأبصار ..



واقرأ قوله تعالى:

لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)


(سورة الأنعام)




فكون الله سبحانه وتعالى فوق إدراك البشر هذا من عظمته


والله تبارك وتعالى قد لفتنا إلي قضية رؤيته جهرا في الدنيا .. بقوله تعالى:

وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ(21)

(سورة الذاريات)




أي أن الله جل جلاله وضع دليل القمة على وجود الله الذي لا تدركه الأبصار.



وضع هذا الدليل في نفس كل واحد منا.



وهي الروح الموجودة في الجسد ..



والإنسان مخلوق من مادة نفخت فيها الروح فدبت فيها الحياة والحركة والحس ..



إذن كل ما في جسدك من حياة .. ليس راجعا إلي المادة التي تراها أمامك .. وإنما يرجع إلي الروح التي لا تستطيع أن تدركها إلا بآثارها ..



فإذا خرجت الروح ذهب الحياة وأصبح الجسد رمة.

إذا كانت هذه الروح التي في جسدك .. والتي تعطيك الحياة



لا تستطيع أن تدركها مع أنها موجودة داخلك ..



فكيف تريد أن تدرك الله سبحانه وتعالى



وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً(85)


(سورة الإسراء)




ولابد أن نعرف أنه لا سبيل إلي
رؤية الله في الدنيا محسوسة
والإنسان في جسده البشري ..



لأن هذا الجسد له قوانين في ادراكاته ..



ولكن يوم القيامة نكون خلقا بقوانين تختلف ..



ففي الدنيا لابد أن تخرج مخلفات الطعام من أجسادنا. وفي الآخرة لا مخلفات.



وفي الدنيا يحكمنا الزمن .. وفي الآخرة لا زمن.



إذ يظل الإنسان شبابا دائما ..



إذن فهناك تغيير ..



المقاييس هنا غير المقاييس يوم القيامة



في الدنيا بإعدادك وجسدك لا يمكن أن ترى الله.



أنت الآن تعيش في أثار قدرة الله .. وفي الآخرة تعيش عيشة الناظر إلي الله تبارك وتعالى ..



وفي ذلك يقول الحق جل جلاله:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23)

(سورة القيامة)



تفسير الشعراوى
--------------



قوله تعالى:



﴿ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ﴾



أي لن ننقاد، ولن نصدق، ولن نعترف لك بما جئت به..


تفسير بن عثيمين


------------------


﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ﴾


والشيء الثابت هو



أن الله سبحانه وتعالى هذه سُنَنَه



لا تدركه الأبصار في الدنيا،



في الدنيا لا يستطيع الإنسان أن يرى الله جهرةً،



ما رآه لا رسولٌ، ولا نبي، ولا صدِّيقٌ، ولا ولي،



لأن طاقة الإنسان لا تحتمل رؤية الله عزَّ وجل،



عندما قال سيدنا موسى:
﴿رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً (143)
( سورة الأعراف: " 143 " )


إذا كان تجلِّي الله عزَّ وجل للجبل جعله دكَّاً

فهل يحتمل الإنسان ؟

لا تحتمل طبيعة الإنسان أن ترى الله،

لكن في الآخرة:


﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) ﴾
( سورة القيامة )


وفى الحديث :
(( كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا ))
[البخاري مسلم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه ]


زيادة على الجنَّة يسمح الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة أن يروا وجهه الكريم:


رؤية وجه الله الكريم هي المعنيَّة بقوله تعالى :


﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾
(سورة يونس: " 26 " )


زيادة على الجنَّة يسمح الله لهم أن يروا وجهه الكريم،

فعند أهل السُنَّة والجماعة لا يُرى الله جل جلاله في الدنيا ؛

ولكن النصوص الثابتة،
وعلى رأسها القرآن،
ومن بعدها السُّنة
تؤكِّد أن المؤمن يرى ربَّه جهاراً وعياناً يوم القيامة كما يرى الإنسان البدر في الدنيا،


والجزاء الذي ينتظر المؤمن يفوق حدَّ الخيال:


﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) ﴾
( سورة السجدة )


وفى الحديث :
(( أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ))
[ متفق عليه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]


تفسير النابلسى


------------------


والى لقاء آخر إن شاء الله





Reply With Quote
members who say thank you to بن الإسلام