حديث عن السماء الثامنة و التاسعة في نصوص نجع حمادي و علاقة ذلك باصالة انجيل برنابا :
في محاولة لحل لغز التسع سماوات التي ذكرت في انجيل برنابا و ان ذلك يخالف العقيدة الاسلامية خصوصا ، و لكن بالنظر الى العقيدة المسيحية و اليهودية فهي لم تحدد عدد السماوات أساساً و بذلك أصبح انجيل برنابا يناقض في المقام الأول القرآن الكريم و الذي ذكر أن الله خلق سبع سماوات طباقا .
القرآن لم يحدد أن السبع سماوات ليس بعدهم سماوات اخرى خلقت في ازمنة قبل هذه ، و أشار أكثر من مرة أن هناك ملأ أعلى و هم بالطبع ليسوا في السماء السابعة لأن خلق الملائكة سبق خلق السماوات ..... ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات .... الأية و لذلك فإن وجود الملائكة و الملأ الأعلى في سماوات أخرى غير السبع المعروفة و المذكورة في القرآن ... أليس كذلك ...
في البداية بدأنا نحاول بشتى الطرق أن نغير مسار النص و اعتبرنا ان الكاتب ربما اخطأ أو ربما نسى ، و تغافلنا عن انه يتكلم بما هو حقيقي و فعلي لأن السماوات هي أكثر من سبع بالتأكيد ، و هذا ما تحدثت عنه نصوص نجع حمادي المكتشفة حديثاً و التي سجلت حوارا دار بين ابن و ابيه يطلب منه ان يتصوف حتى يصل الى مرتبة السماء الثامنة و السماء التاسعة و استخدمت الترجمة الانجليزية كلمة stages التي تعني مرتبة او درجة من درجات الوصول لهذه السماوات ......
عزيزي القارئ تعال ننظر الى المخطوطات و نطابقها بما حكاه لنا انجيل برنابا :
"My son, what is fitting is to pray to God with all our mind and all our heart and our soul, and to ask him that the gift of the eighth extend to us, and that each one receive from him what is his.
"يا بني ، إن الصلاة هي الشئ المناسب ، الصلاة لله و الخضوع بكل عقلك و قلبك و نفسك ، حينها تطلب منه عطية السماء الثامنة و أن ينال كل منا ما هو مكتوب له . "
................................................
"Lord, grant us a wisdom from your power that reaches us, so that we may describe to ourselves the vision of the eighth and the ninth. We have already advanced to the seventh, since we are pious and walk in your law.
اللهم امنحنا الحكمة بقدرتك التي تصل إلينا ، حتى يمكننا أن نتخيل تلك الدرجات الثامنة و التاسعة . إننا تقدمنا حتى السماء السابعة حيث أننا أبرار و نتبع شرائعك .
And I see the eighth, and the souls that are in it, and the angels singing a hymn to the ninth and its powers. And I see him who has the power of them all, creating those <that are> in the spirit."
" أرى الدرجة الثامنة و تلك الأرواح التي تسكنها و الملائكة ترنم بتسبيحة لهؤلاء الذين في السماء التاسعة و لقدراتهم . و أبصرته ذا القدرة الذي خلقهم من الروح . "
He will not be able to read the things written in this book, although his conscience is pure within him, since he does not do anything shameful, nor does he consent to it. Rather, by stages he advances and enters into the way of immortality. And thus he enters into the understanding of the eighth that reveals the ninth."
" لن يكون قادراً على قراءة هذا الكتاب بالرغم أن ضميره نقي ، فلم يفعل شئ مخزي و لم ينوي حتى فعله . بهذه الدرجات تقدمت و دخل في زمرة الخالدين و أصبح مدركاً للسماء الثامنة و التي ينكشف لها ما في السماء التاسعة . "
..........................................
و أخيراَ
"This is what you call the beauty of the soul, the edification that came to you in stages.
"و هذا ما يسمونه جمال النفس ، و تحصل على هذه الدرجات من خلال تهذيب نفسك . "
.................................................. ...................................
أوضحنا لكم هنا كيف كان الفكر السائد في حقبة كتابة نصوص نجع حمادي ، فقد كانوا ينظرون إلى ان المتصوفين و المتأملين وحدهم هم من يستطيعون من خلال تهذيب النفس و التحكم فيها من الوصول إلى درجات و مراتب تجعلهم في تواصل مع السماء الثامنة و التي تكشف لهم ما يدور في السماء التاسعة و التي على ما أظن هي التي فيها أو قريب منها رب العزة و العرش .
و بذلك فلا حرج الآن أن يذكر لنا كاتب انجيل برنابا أن هناك تسع سماوات ، بناء على ما تقدم و ذكرته الكتب و المخطوطات التي لا اظن انها بعيدة من عصره الذي كتب فيها كتابه المسمى بانجيل برنابا .
شكرا جزيلا لوقتكم و اتمنى ان اكون قد وفقت في توصيل هذه الفكرة ، و على من يريد ان يضيف فلتفضل مشكورا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته