لم يجعل الله اليسر بعد العسر أوعقبه بل معه فقال : { فإن مع العسر يسر ، إن مع العسر يسرا }
وذلك ليؤكد على أمرين :
الأول : قرب تحقق اليسر عند العسر حتى كأنه معه ومتصل به ، وفي هذا قال بعض السلف : لو دخل العس جحرا لتبعه اليسر .
الثاني : إن مع العسر بالفعل يسرا ، ومع المنع عطاء ، ومع الفقر غنى قد يكون ظاهرا ملموسا وقد يكون خفيا مكتوما ، وهذا هو اللطف ، ففي كل قدر لطف وفي كل بلاء نعمة ، ومن ظن انفكاك لطف
الله عنه فذلك لقصور نظره عن مشاهدة آثار قوله تعالى : {{ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لما يشاء }.
إذا ضاق بك الأمر **** ففكر في ألم نشرح
فعسر بين يسرين **** لذا لا بد أن يبرح
وهذه أم المؤمنين عائشة توقد فيك جذوة الأمل ، إن كانت عواصف البلاء قد أخمدتها،
وتمحو في نفسك آثار اليأس والقنوط عن طريق قولها لك : ( كن لما لم ترج أرجى منك لما ترجو ،
فإن موسى بن عمران خرج يقتبس نارا فرجع بالنبوة ).
فإن أردت المزيد معك أتيناك بشعر الفقيه الأديب الأثري :
اشتدي أزمة تنفرجي *** قد آذن ليلك بالفرج
*******
مهما اشتدت بك نازلة *** فاصبر فعسى التفريج يجي
يريد ان يقول لك إذا ضاق الأمر اتسع ، وإذا اشتد الحبل انقطع ، واعلم ( أن وراء الظلام فجرا ، وخلف الغمام بدرا ، إن ضحك الرياض في بكاء السحاب ، وحياة النبات في شق التراب ، وأنها الغمرات
ثم ينجلين ، والظلمات ثم يولين ، وإن حالها لا يدوم أبدا ، وأن مع اليوم غدا ). - النفحات لعبد الوهاب عزام -.
من كتاب صفقات رابحة ، كيف تحجز مقعدا في الجنة
توقيع جادي |
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون
 |
آخر تعديل بواسطة جادي بتاريخ
26.09.2014 الساعة 08:04 .