الأدلة الخارجية[2]
شهادة المخطوطات القدنمة والرد عليها
من الأدلة التي يستدل بها أساتذة اللاهوت الدفاعي المخطوطات القديمة "الأدلة الخارجية" يقولون أنها تشهد للإنجيل وكاتبه يقول القمص بسيط [أقدم المخطوطات: ومن أقدم ما يقدم كبرهان حاسم على كتابة الإنجيل للقديس يوحنا في القرون الأولى وانتشاره بكثافة في بداية القرن الثاني هو أن أقدم المخطوطات التي وجدت هي لهذا الإنجيل الرابع فتوجد له البردية (ب52) وترجع لما بين 117 و 135م والبردية (ب66) وترجع لسنة 150م وتشتمل على الإنجيل بالكامل عدا بعض أجزاء تلفت صفحاتها، والبردية (ب75) وترجع لسنة 180م (...) هكذا تدل جميع الأدلة والبراهين على أن الإنجيل الرابع قد كُتب في نهاية القرن الأول وكان منتشراً(...) وأنه لم يشك أحد ولو للحظة أن مدونه وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا الحبيب تلميذ السيد المسيح ورسوله.]([1])
لدراسة موقف المخطوطات القديمة من أصالة الإنجيل وكاتبه يجب أولاً أن نجيب على هذا السؤال المصيرى: هل المخطوطات المسماة خطأً بـ الأصلية تحمل اسم كاتب الإنجيل؟ لسوء حظ أساتذة اللاهوت الدفاعي لايوجد أصلاً مخطوطات ترجع إلى زمان كتابة الإنجيل، سندرس الموضوع من قسمين :
1. لايوجد أصلاً مخطوطات أصلية.
2. هل تحمل المخطوطات القديمة اسم كاتب الإنجيل؟
نبدأ بعون الله...
/ضياع النسخ الأصلية:
إن الإجابة على هذا السؤال (هل المخطوطات الأصلية تحمل اسم كاتب الإنجيل) في حقيقة الأمر تبدو مستحيلة لأن المخطوطات "الأصلية" ضاعت، ولايستطع أحد أن يجزم أن اسم الكاتب مكتوب عليه أم لا، وهذا ليس كلامي بل هو متعارف عليه من جميع علماء المسيحية، ومع أنه ليس موضوعنا ولكن سأذكر بعض الأدلة على ضياع المخطوطات الأصلية([2]) وبعدها سنذكر هل المخطوطات القديمة تحمل اسم كاتب الإنجيل ؟؟؟
/الأدلة على ضياع النسخ الأصلية:
الشماس الدكتور/ إميل ماهر إسحاق [ أسباب تنوع القراءات في المخطوطات الكتابية ليس بين أيدينا الآن المخطوطة الأصلية, أي النسخة التي بخط يد كاتب أي سفر من أسفار العهد الجديد أو القديم فهذه المخطوطات ربما تكون قد استهلكت من كثرة الاستعمال أو ربما يكون بعضها قد تعرض للإتلاف أو الإخفاء في أزمنة الاضطهاد,]([3])
المهندس يوسف داود رياض[نحن لانملك نصوص الأناجيل الأصلية فهذه نسخت وحصلت أخطاء أثناء النسخ وغالباً ما تقع على قراءات متعددة للآية الواردة عبر مختلف المخطوطات التي وصلت إلينا أية قراءة نعتمد؟..]([4])
الترجمة اليسوعية [وليس في هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه بل هي كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التي خطتها يد المؤلف أو أملاها إملاءً](
[5])
إذًا المخطوطات الأصلية غير موجودة الآن فمن أين علمتم أن يوحنا هو كاتب الإنجيل، إذاً من أين جاءت أسماء هذه الأسفار المنسوبة إلى الرسل، أضيفت في نهاية القرن الثاني وضعت على حسب هوى الكنيسة باسم التقليد المزعوم، هذا ليس كلامي بل أنقل لك عزيزي القارئ اعترافات علماء المسيحية التي تقول بهذا، هل المخطوطات الأصلية تحمل اسم كاتب الإنجيل؟؟ الإجابة: لا.
/هل المخطوطات الأصلية تحمل اسم كاتب الإنجيل؟؟
القس حبيب سعيد يقول اعترافاً خطيراً [من هم مؤلفو بشائر الإنجيل، إن البشائر الثلاث الأولى غفلة من اسم المؤلف ولم يذكر الكاتب شيئاً عن نفسه، أما الألقاب الحالية فقد وضعت بعد زمن ظهورها اعتماداً على وجهة نظر الكنيسة الأولى، والرأي الذي كان شائعاً من واضعي هذه البشائر ويصح القول أن العناوين الحالية للبشائر الثلاث (أي متى ومرقس ولوقا) إنما هي عناوين تقليدية وقد تكون هذه التقاليد صحيحة أو خاطئة]([6]).
إنما هي عناوين تقليدية وقد تكون هذه التقاليد صحيحة أو خاطئة، نصيحة إلى القمص عبد المسيح بسيط أن يقتدي بمعلمه حبيب سعيد وأن يراجع كلامه ويدقق فيما يكتب، ومازال أساتذة اللاهوت الدفاعي ينسبون الإنجيل الرابع إلى يوحنا! هذا الاعتراف ينسف فكرة نسبة الإنجيل إلى يوحنا، نهاية الأمر الكتاب المقدس صنع في الكنيسة وتحت أمرها هي تريد الكاتب يوحنا تضع يوحنا ولا تريد برنابا لا تضعه في الكتاب المقدس، كتاب مقدس تحت الطلب! لقد صدق من قال: كتاب بشري من أوله إلى آخره .
الأب بيار نجم يعترف أن الأناجيل لم يكن مكتوب عليها اسم الكاتب، إذاً ماذا يقول [كتَاب الإنجيل: لم يرد اسم الكاتب في أي من الأناجيل الأربعة إنما نعتمد في تسميتنا للأناجيل على تقليد وصلنا في نهاية القرن الثاني ينسب فيه الأناجيل ليوحنا، مرقس مرافق بولس وبطرس والثاني لمتى أحد الاثنى عشر والثالث للوقا مرافق بولس وأخيراً ليوحنا أحد الاثنى عشر]([7]).
هل التقليد المزعوم حجة علمية في قبول الأسفار؟ تقليد بدون دليل تضرب به عرض الحائط في علم الأدلة أقل شئ يقال عن الكتاب المقدس
Factory in Church
القس حبيب سعيد وينقل لنا أيضاً أن نسبة الكتب المجهولة كاتبها إلى أناس مشهورين كانت شائعة في العصر القديم بكثافة [وكانت هذه العادة في تسمية الكتب مثل عادة النقل عن مؤلف آخر بدون الإشارة إلى ذلك ظاهرة شائعة في تلك القرون الأول]([8])
ويقول أيضاً واضعو الترجمة اليسوعية أن هذا الأمر كان شائعاً، واستعمل استعمالاً كبيراً في القرون الأولى [ويبدو أن مقياس نسبة المؤلف إلى الرسل استعمل استعمالاً كبيراًففقد رويداً رويداً كل مؤلف لم تثبت نسبته إلى رسول من الرسل ما كان له من الحظوة فالأسفار التي ظلت مشكوكاً في صحتها حتى القرن الثالث هي تلك الأسفار نفسها، التي قام نزاع على صحة نسبتها إلى الرسل في هذا الجانب]([9])
السؤال هنا إذا كان اسم الكاتب غير موجود على المخطوطات المسماة خطأً الأصلية، ليس مكتوب عليه اسم الكاتب فبأي حق تنسب الإنجيل إلى يوحنا؟ نقترب أكثر ونسأل لماذا نُسبت هذه الأسفار إلى الرسل أيضاً لم تبخل علينا الترجمة اليسوعية بالإجابة..
الترجمة اليسوعية تقول [والراجح أن النسبة إلى الرسل وقد جعلوها من قبل الصفة والتي تميزت بها المؤلفات الإنجيلية وكان لها نصيب أكبر في إعلاء شان ما كتب بولس]( [10])
ما يريد أن يوصله مترجمي اليسوعية أن الأسماء أُضيفت لتميز هذه المؤلفات حتى لو لم يكتبه الرسل!! هل مازل القمص بسيط ينسب الإنجيل إلى يوحنا؟ لكن المفاجأة الآن القمص يعترف أنَّ يوحنا لم يضع اسمه على الإنجيل!
القمص عبد المسيح يعترف أن يوحنا لم يكتب اسمه على الإنجيل
[لم يذكر القديس يوحنا اسمه في الإنجيل كما لم يضعه على الإنجيل ولكن دون أن يقصد فقد ترك آثاراً على حقيقته وهويته وتقول من هو.]([11])
ومع ذلك ينسب الإنجيل إلى يوحنا القمص الحائر ربما لا يقرأ ما يكتبه، حسناً سنبين له التناقض الذي وقع فيه كاتب الإنجيل يوحنا، ويضع القمص داخل كتابه يوحنا لم يضع اسمه على الإنجيل، إذا كان الأمر كذلك كيف علمت أيها الحائر أنه يوحنا هل كنت معه؟؟ ننتظر الإجابة فهل من مجيب؟
رجاء من أساتذة اللاهوت الدفاعي احترام القارئ وعدم الاستخفاف بعقول القراء الآن وبكل سهولة تستطيع التأكد من صحة المعلومات التي ذكروها، نحن الآن لسنا في العصر الحجري أو "زمن نسخ مخطوطات الكتاب المقدس"J أفيقوا يهداكم الله.
وحتى لو فرضنا جدلاً أنّ اسم الكاتب موجود بكل وضوح كأنه يقول أنا يوحنا كاتب هذا الإنجيل فهل يمكن الاعتراف بهذا واعتباره دليلاً قاطعاً على هوية الكاتب؟ نقول لا ولا يمكن الاعتراف بهذا ولا يمكن اعتباره دليلاً، لأنه لا يستبعد أن يقوم أحد بتلفيق هذا الإنجيل ثم ينسبه إلى أحد الحواريين بأن يضع اسم يوحنا أو يقول فيه أنا "يوحنا كاتب هذا الإنجيل" فمجرد وجود الاسم لا يعني صحة وحقيقة ذلك لأنه من السهل على كل من أراد التلفيق والكذب أن يضع اسم شخص آخر ويجعله كاتباً.
وها هو إنجيل بطرس (من الأبوكريفا) يحمل اسم كاتبه صراحة كما في الفصل الرابع عشر: (وأنا سمعان بطرس وأخي أندرواس أخذنا شباكنا وذهبنا إلى البحر). فهذا قول صريح أن الكاتب هو بطرس الحواري ومع ذلك هُم لا يؤمنون أن بطرس الرسول هو الكاتب ولا يؤمنون أن هذا الإنجيل قانوني بل يقولون عنه أنه منحول ومزيّف، فلو قلنا لهم إن اسم الكاتب بطرس موجود بشكل صريح ، سيجيبون بأنّ هناك شخص آخر كذب على لسان بطرس وتكلم باسمه، فهم هنا لا يعتبرون أن مجرد وجود الاسم دليل على كشف هوية الكاتب عندها سنقول لهم أن كلامهم هذا ينطبق على إنجيل يوحنا ولا فرق، وبهذا تكون حجتهم باطلة من أساسها وانهارت نهائياً ولله الحمد والمنّة أولاً وآخراً
.
/خلاصة هذا المبحث:
· المخطوطات الأصلية لم يكن مكتوباً عليها اسم الكاتب.
· نُسِبَتْ الأسفار للكتبة في نهاية القرن الثاني.
· نسبة الأناجيل إلى الرسل بالتقليد المزعوم وإن كان لا يوجد دليل عليه.
· نسب كتب مجهولة المصدر إلى أناس مشهورين كانت شائعة في القرون الأولى.
الشاهد من المبحث
الذي أقصده من هذا المبحث: هل المخطوطات الأصلية تحمل اسم كاتب الإنجيل، إن الإنجيل الرابع لم يكن مكتوباً عليه اسم الكاتب فضلاً عن كتابته بداخله، هذا من أقوى الأدلة على نسف فكرة نسب الإنجيل الرابع إلى يوحنا بل أي إنجيل، أما ما ذكره "هولى بايبل" من مخطوطات من القرن الرابع والخامس فليس حجة- المخطوطات القديمة مثل المخطوطة الفاتيكانية، المخطوطة السينائية، المخطوطة السكندرية- لأن الأسماء أُضيفت في نهاية القرن الثاني وهذه مخطوطات من القرن الرابع والخامس! والله وأنا أقرأ للمدعو هولي بابيل أقول في نفسي إذا كان هذا حال الذين يدافعون عن المسيحية فكيف حال العامة من شعب النصارى. أقول لهولي بابيل ليست كثرة الصفحات وسوبر مان الشبهات دليلا على صحة العقيدة، ماذا يعني أن ترد على شبهة في 1000 صفحة بلا فائدة وحتى بدون فهم؟
نعود إلى موضوعنا الأصلي، شهادات المخطوطات القديمة، بعدما أثبتنا أن المخطوطات الأصلية ضاعت وأنها أيضاً لا تحمل اسم الكاتب، شهادات المخطوطات القديمة والرد عليها.
[1] القمص بسيط، هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع، مدار س الأحد صـ76ـ78
[2]لمزيد من الأقوال والاقتباسات حول ضياع المخطوطات انظر مقال أستاذي معاذ عليان حفظه الله من هذا الرابط http://www.eld3wah.net/html/m03az/origional.htm
[3] إميل ماهر إسحق، مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية، صـ19
[4] يوسف داود رياض، مدخل إلى النقد الكتابي، دار المشرق بيروت صـ26
[5]الترجمة اليسوعية مدخل إلى العهد الجديد دار المشرق بيروت صـ12
[6] حبيب سعيد المدخل إلى الكتاب المقدس دار الثقافة صـ221
[7] بيار نجم، مدخل إلى العهد الجديد، صـ8
[8] حبيب سعيد،المدخل إلى الكتاب المقدس، دار الثقافة، صـ222
[9]الترجمة اليسوعية، دار المشرق بيروت، صـ10
[10]الترجمة اليسوعية مدخل إلى العهد الجديد صـ9
[11] هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع، مرجع سابق. يتـــــــــــــــــــــــــــــــابـــــــــــــــ ـــــــــــع
آخر تعديل بواسطة ابوعمار الاثري بتاريخ
03.09.2014 الساعة 21:52 .