إكليمندس الرومانى :
يقول القمص عبد المسيح بسيط [ والذي نجد في رسالته إلى كورنثوس أربعة نصوص متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا: "يتمجد اسم الرب الحقيقي الوحيد" (1: 43) مع يو 28: 12 "أيها الآب مجد اسمك يو 3: 17... إلخ]([1])
التعليق:
لم يقتبس إكليمندس الرومانى مباشرة من الإنجيل، كان يذكر العدد دون ذكر من أى إنجيل والسؤال من علم القمص إنه يقتبس من إنجيل يوحنا؟ ربما كان من إنجيل آخرمنحول، فضلاً عن أنه لم يذكراسم أي إنجيل، ولا أدري ماذا نفهم من متأثرة بهذا الآيات!، يمكننا أن نقول إننا لا نعرف شيئاً يذكرعن القديس إكليمندس، تذكر الموسوعة الكاثوليكية أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن أي شيء بخصوصه.
ويقول القس حنا جرجس الخضري [إننا نجهل أين ومتى ولد القديس إكليمندس الروماني، فلا نعرف شيئاً عن طفولته ولا عن شبابه ولا عن البيئة التي نشأ فيها"]([2]).
وجاء أيضاً في كتاب دراسات في علم الآباء أن [تضاربت الأقوال في أمره]([3])، وذكر عدة أقوال ويبقى مجهولا إكليمندس الذي لا نعرف أصله وفصله ومولده، إكليمندس شخصية مرموقة في كنيسة روما لكنه يبقى شخصية مجهولة، ومن أقوال آباء الكنيسة يتبين لنا أن كل ما يتعلق به قصص شعبية متضاربة لا سند لها وأحيانا مفبركة وإذا قلنا أنه شخصية أسطورية فلن نبعد كثيراً عن الحقيقة.
ويكفينا أن لم يذكر أصلاً أن الكاتب يوحنا أم انتشر الإنجيل فى عصره من الممكن ذلك ولكن لا يعرف كاتبه وإضافة إلى ذلك أن إكليمندس الرومانى كان يقتبس في رسائله بعض النصوص التي لا توجد في الكتاب المقدس! مثلا ما جاء في الرسالة إلى كورنثوس 2:46[لأنه مكتوب "اتبعوا القديسين فأن من يتبعهم يتقدس"] أين هذا النص في الكتاب المقدس؟.
أين كُتبت الإجابة من مترجم الرسالة [مصدر غير معروف]([4]) لماذا لا تكون الاقتباسات التي يقول القمص أنها متأثرة بصورة واضحة بآيات الإنجيل للقديس يوحنا من مصدر غير معروف؟
وبالرغم من ذلك كاتب الرسالة مجهول، من قال هذا؟ ما دليلك؟ تمهل يا صديقي، قال هذا من هو أعلم مني ومنك بلغة الرسالة، د. جرجس كامل يوسف يقول[يوحي الأسلوب([5]) بأن الرسالة هي لكاتب واحد وبالرغم من أن الرسالة التي أرسلها نيابة عن الكنيسة كلها انظر الى الكتاب لم تذكر اسم كاتبها فإن التقليد القديم المشهود له بالمصداقية ومعظم المخطوطات تحددها بأنها عمل كينضس والذي تظل المعلومات الدقيقة عنه رغم ذلك غير واضحة]([6])
/ اغناطيوس الأنطاكي:
يقول القمص عبد المسيح بسيط [ويستخدم اغناطيوس أسقف انطاكية جوهر ومضمون آيات القديس يوحنا ويستخدم نفس لغته]([7])
التعليق:
لم يصرح مباشرة اغناطيوس الإنطاكى أن الكاتب هو يوحنا ولم يشر أصلاً أنه يقتبس من أى إنجيل كما أثارت الكتابات المنسوبة إليه جدلا بين العلماء، وذلك بسبب التحريف الذي طال هذه الكتابات بالإضافة إلى العدد الكبير من الرسائل المنحولة والمنسوبة إليه.([8])
لماذا لا تكون أيضاً هذه الرسائل منسوبة إليه خطأً كما بعض الرسائل المنحولة المنسوبة إليه؟ وهل مجرد الاقتباس شهادة قاطعة للإنجيل؟
أما بخصوص الاقتباس فلنسأل المترجم للرسائل د. جرجس كامل يوسف ماذا يقول هل اقتبس اغناطيوس الأنطاكي من إنجيل يوحنا بصورة مباشرة؟ الإجابة يقول:[وليس هناك من دليل على إستخدامه بشارة مرقص وثمة القليل جداً (بشكل غير شامل) أما استخدامه بشارة لوقا (راجع إغناطيوس إلى سميرنا 2:3)كان استخدامه لبشارة يوحنا (راجع إغناطيوس إلى رومية 3:7، فيلادلفياد1:7) من الأمور المشكوك فيها]([9])
هل مازل القمص الحائر ينسب الإنجيل ليوحنا الرسول؟
/ رسالة برنابا (حوالى 100م) :
يقول القمص عبد المسيح بسيط[ ويستخدم كاتب الرسالة جوهر فكر الرب يسوع في حديثه مع نيقوديموس شرح علاقة الرمزية بين الحية النجاسة التي رفعها موسى في البرية وبين مجد المسيح على الصليب "فقال لهم موسى: عندما يلسع أحدكم فليتقدم من الحية المرفوعة على الخشبة وليأمل فى إيمان بأنه رغم ميته قادرة أن تعطى حياة وسيخلص فى الحال. وفعلوا هكذا. في هذا أيضاً لديكم مجد يسوع ثانية، لأن كل الأشياء فيه وله" (17: 12) مع يو 14: 3 "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي امرأة يرفع ابن الإنسان]([10]) الشاهد من كلام القمص أن الرسالة تقتبس من الإنجيل الرابع
التعليق:
الغريب أن الكنيسة لاتؤمن بهذه الرسالة والأكثر غرابة أن كاتب هذه الرسالة مجهول أيضاً وليس برنابا!! تقول دائرة المعارف الكتابية [من المستبعد جداً أن يكون كاتبها هو برنابا المذكور في سفر أعمال الرسل(...) فهي ترجع إلى تاريخ متأخر عن ذلك كثيراً ولكن الأهم من ذلك هو أن أسلوب التعليم الذي بها يختلف كل الاختلاف عن تعليم الرسول بولس]([11])
القمص أثناسيوس فهمي جورج [لم تشر الرسالة إلى أن برنابا هو واضعها، وليس فيها من دليل على أنها من وضع أحد الرسل لكن يوجد تقليد قديم ينسبها إلى برنابا رفيق الرسول بولس وشريكه في الخدمة،ومما يدعم هذا التقليد أن القديس كليمندس الإسكندري اقتبس الكثير منها ونسبها إلى برنابا.]([12])
لو نظرنا إلى الاقتباس من رسالة برنابا ومقارنتها مع يوحنا لوجدناها في غاية السذاجة، ولا علاقة بينهما أبداً اللهم إلا الحيّة المرفوعة فكما ترى عزيزي القارئ أنّ الاستشهاد بهذه الأشياء ما هو إلا تمويه واستخفاف بالعقول كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا، فيُحتمل أنّ كليهما(الآباء وكاتب إنجيل يوحنا) اقتبسوا من نفس المصدر، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تحكي وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان.
لم يقتبس كاتب الرسالة من الكتب المقدسة فقط بل كان يقتبس من منحولة تقول دائرة المعارف الكتابية [إن جزءاً كبيراً من الرسالة عبارة عن اقتباسات أغلبها من الترجمة السبعينية لسفر إشعياء والبعض الآخر من أسفار قانونية أخرى وأسفار غير قانونية أيضاً فيقتبس من إسدارس الثاني, يقتبس من أخنوخ الأول]([13]) فلماذا لا يكون إنجيل يوحنا من الكتب المنحولة التي كان يقتبس منها؟
لماذا لم تضف الكنيسة الرسالة إلى الكتاب المقدس؟؟
طالما الرسالة ذات أهمية عند القوم لماذا لا تكون ضمن الكتاب المقدس والتي ربما تملك أدلة على صحة نسبتها إلى الكتاب المقدس أكثر من الإنجيل الرابع .!
كتاب نظرة شاملة لعلم الباترولوجي للقمص تادرس يعقوب ملطي [اقتبس كليمندس الإسكندري الكثير منها ونسبها إلى الرسول برنابا. واعتبرها أوريجانوس من أسفار الكتاب المقدس أما يوسابيوس فصنفها من بين الكتب المختلقة]([14])مع أن الرسالة توجد في أهم مخطوطات الكتاب المقدس المخطوطة السينائية.
السؤال: لو الآباء كانوا يؤمنون برسالة لماذا ترفضها الكنيسة الآن وبرنابا تلميذ ـ ويوحنا تلميذ لم الكيل بمكيالين؟؟
/كتاب الراعي لهرماس (100-145م):
يقول القمص بسيط [هرماس يستخدم روح وجوهر الإنجيل في قوله "لا يقدر الإنسان أن يدخل ملكوت الله إلا من خلال اسم ابنه، الذي هو محبوبه الباب... هو ابن الله، هذا هو المدخل الوحيد للرب. لا يمكن لإنسان امرأة يدخل إليه إلا من خلال ابنه" (مثل 9ف 5: 2) مع يو 6: 14 "أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي.ويقول في مثل 5 ف 3: 6 عندما طهر خطايا الشعب أراهم طريق الحياة وأعطاهم الناموس الذي تسلمه من أبيه، مع يوحنا 14:6] أيضاً المشكلة في الاقتباس(!)
التعليق
هذا الكتاب كـ حال رسالة "برنابا" لا تعترف به الكنيسة، يقول القمص تادرس يعقوب ملطي [يدرج كتاب الراعي لهرماس The Shepherd ofHermas بين كتابات الآباء الرسوليّين لكنّه في الحقيقة ينتمي إلى الرؤى الأبوكريفا.]([15]) هل وصل الأمر إلى الاستشهاد بـ كتب الأبو كريفا؟
فأى تخبط هذا في كتابات هؤلاء القوم وكيف سمحت لهم أهواؤهم بالاستشهاد بكاتب مثل "هرماس" وهو رجل في مفهوم كل الكنائس غير مستقيم الإيمان فهو يؤمن بأن الروح القدس هو ابن الله فضلاً عن أن هرماس هذا مجهول وهذا ليس كلامي يقول أحد رهبان الكنيسة القبطية الارثوذكسية
[من هو هرماس لا نستطيع أن نحدد بالضبط شخصية الكاتب "هرماس" كما يُسمي نفسه]([16])
أما الاقتباس من الإنجيل:
والذي لم يذكره القمص أن كتاب الراعي كان يقتبس من الكتب المنحولة والكتب الوثنية، ثم أنه لم يصرح أنه يقتبس من إنجيل كذا أو رسالة كذا وخاصة أنه لم يوردها حرفياً.
وإليكم شهادة أحد رهبان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقول[والكتاب بسيط الأسلوب سهل اللغة سطحي الثقافة كثير الاستطراد إلا أنه مطلع على آيات الكتاب المقدس دون أن يوردها بحرفيتها ويستقي مادته من الكتب المنحولة والمسيحية والوثنية على حد سواء]([17]) فلماذا لا يكون إنجيل يوحنا من الكتب المنحولة التي كان يقتبس منها؟
ويقول تادرس يعقوب ملطى [ما يقوله صاحب "الراعى" عن نفسه يصعب فيه التمييز بين ماهو رمز وما هو حقيقي. وهو يقتبس من الكتاب المقدس دون أن يورد آية بحرفيتها]([18]) هذا فضلاً عن أنه لم يذكر أصلاً أن يوحنا كاتب الإنجيل الرابع، هل أصبحت كتب المهرطقين حجة على صحة الكتاب المقدس "عظيم هو منطق أساتذة اللاهوت الدفاعي"
.
/ الرسالة إلى ديوجنيتوس:
يقول القمص عبد المسيح بسيط [وفي هذه الرسالة يتكرر استخدامه للكثير من نصوص وجوهر مضمون للقديس يوحنا]([19]) الاقتباس (!!)
من هو كاتب الرسالة؟ الإجابة: مجهول، الدليل: يقول القمص أثناسيوس فهمي جورج [ويكتنف هذه الرسالة النفيسة غموض كثيف فلم يتحدد كاتبها ولا تاريخ كتابتها (...)وكل ما نعرفه هو أنها اكتشفت في النصف الأول من القرن الخامس عشر]([20])
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي [الرسالة إلى ديوجنيتوس الكاتب مجهولأواخر القرن الثاني أو بداية الثالث]([21])
الكاتب وتاريخ الكتابة مجهول يقول القمص مينا ونيس ميخائيل[لا نعرف شيئاً عن المؤلف أو من وجٌهت إليه الرسالة(...) أما عن تاريخ الدفاع فهو مجهول]([22]) والغريب أيضاً أن حال الرسالة مثل الإنجيل لم يضع الكاتب عليها اسمه! ([23])
/الديداكية (100م) ([24])
يقولالقمص عبد المسيح بسيط [والتي نجد فيها ظلال الإنجيل الرابع إذ أن كليهما يستخدمان لغة واحدة عن الافخارستيا، (...) وتؤكد أن هؤلاء استخدموا نص جوهر تعليم الرب يسوع كما جاء في الإنجيل لقديس يوحنا]([25])
من هو كاتب الديداكية؟ الغريب أيضاً أنه مجهول لا أدري لماذا يصر القمص بسيط الاستشهاد بمجهولين على نسبة وأصالة الإنجيل؟ الدليل يقول القمص مينا ونيس ميخائيل [الكاتب لم يُعلن لنا اسمه، يقدم الكاتب المجهول أهم وثيقة بعد كتابات الآباء الرسل]([26]) حسنا تاريخ الكتابة يا سعادة القمص؟ المفاجاة أيضاً غير معروف [الزمن غير معروف يرجح البعض أن تكون كتبت ما بين عام 60 إلى160]([27])
يقول راهب من الكنيسة القبطية [إن كل المحاولات التي بذلت لاكتشاف المؤلف قد باءت بالفشل لاسيما مع ما لدينا الآن من نقص في المعطيات بخصوص هذا الأمروالقريب إلى الاحتمال أن المؤلف مسيحي من أصل يهودي] ([28])
يقول أيضاً المثلث الرحمات البطريرك إلياس الرابع معوض [إن الكاتب المجهول أو بالأحرى أن الجامع الذي يكتب لمن وجه إليه الكتاب(...) والمحاولات التي قام بها بعض العلماء لتحديد اسم الكاتب لا ترتكز على أساس متين فهي محاولات مغلوطة من صنع الخيال فإننا نجهل الكاتب في الحقيقة وليس في الرسالة ما يساعدنا خارجياً وداخلياً على معرفة اسمه]([29])
ما أجمل هذا الكلام لو يطبق علمياً على أسفار الكتاب المقدس لو فعل النصارى هذا لحذفوا أكثر من90% من أسفار الكتاب(!)
/القديس أكليمندس الإسكندري:
يقول القمص عبد المسيح بسيط [هذا الرجل العظيم شهد الحقيقة أن كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا، وذلك في خط آخر ومكان آخر هو الإسكندرية فقال في كتابه المدعو "هيبو تيبوزيس" أن التقليد استلم أن يوحنا هو آخرهم جميعاً عندما لاحظ أن الحقائق الجسدية الخارجية قد صارت واضحة في الإنجيل...الخ]([30])
لقد كان القديسيؤمن بأسفار غير قانونية مثلاً ما جاء في تاريخ الكنيسة ليوسابيوس الذي ذكره القمص يقول [وبالاختصار لقد قدم في مؤلفه وصف المناظر وصفاً موجزاً عن جمیع الأسفارالقانونية، دون أن یحذف الأسفار المتنازع عليها أعني رسالة يهوذا والرسائل الجامعة الأخرى، ورسالة برنابا والسفر المسمى رؤیا بطرس]([31]) لماذا الكيل بمكيالين؟ تقبل سفراً وترفض آخر؟ من نفس المصدر.
وجاء أيضاً في كتاب فكرة عامة عن الكتاب المقدس أن القديس كان يؤمن بأسفار أخرى فى العهد الجديد لا يؤمن بها القمص بسيط الآن [ويتبين من كتابته أنه كان يعترف بعدد كبير من أسفار العهد الجديد أكثر مما كانت تعترف به كنيسة روما(...) ولكنه أضاف إليها أيضاً رسائل كليمندس والرومانى وبرنابا الرسول باعتبارها كتابات ذات سلطان رسولي]([32])
سؤالي المكرر لماذا لا يكون إنجيل يوحنا من ضمن الكتب المنحولة التي كان يؤمن بها؟ يوحنا تلميذ، برنابا تلميذ، أكليمندس كان يؤمن بإنجيل يوحنا، وكذلك رسالة برنابا لماذاالكيل بمكيالين؟ تقبل سفراً وترفض آخر؟ من نفس المصدر.
/قاعدة مهمة بخصوص الاستشهاد بـ آباء الكنيسة
إن وجودعبارات في مؤلفات الآباء الرسوليين تشبه في مضمونها ما جاء في إنجيل يوحنا لا تعني أن يوحنا هو كاتب الإنجيل، فهذا يتطلب قولا صريحاً منهم أنهم رأوا يوحنا يكتبه، أو أن يقولوا أن يوحنا أخبرهم بذلك أوعلى الأقل يخبروا من أخبرهم بذلك، كما أنّ تشابه هذه العبارات لا تعني بالضرورة أنها مقتبسة من إنجيل يوحنا، فيُحتمل أنّ كليهما(الآباء وكاتب إنجيل يوحنا) اقتبس من نفس المصدر، أو يُحتمل أنها مقتبسة من أقوال منتشرة كانت تُحكى وتتردد على ألسنة البعض في ذلك الزمان.
كما أننا يمكننا عكس الاستدلال هنا عليهم ونقول لهم ماذا لو قيل لكم بل إن الاقتباسات التي استشهدتم بها، من كتب "الآباء الرسوليين" أمثال اكلمندس واغناطيوس ليست مقتبسة من إنجيل يوحنا بل كاتب إنجيل يوحنا هو من اقتبسها من كتب الآباء، فهل بينكم وبينه فرق؟ أليس هذا القول أقرب للتصديق مما يقولون، وخصوصاً لو أنّ كلامهم صحيح لوجب من هؤلاء الآباء أن يشيروا إلى المصدر كأن يقولوا مثلاً (هذا ما قاله معلمنا يوحنا) أو(هذا ما قاله يوحنا في إنجيله) ولكننا لا نجد مثل هذه الأشياء، فهذا شيء جدير بالملاحظة. بالنسبة للنصوص المتشابهة بين كتابات الآباء وبين "الأناجيل الحالية" توافقات كتابات الآباء مع نصوص كتابية, فلا يعني وجود تشابه بين النصوص التي استشهد بها الآباء وبين الأناجيل الحالية وجود سند لها. لسببين اثنين:
1. أنهم لم يصرحوا باسم إنجيل, ولا باسم مؤلف. فإذا لم توجد أسماء فلا معنى للقول سند متصل فالسند يعني وجود اسم لراوي نقل الخبر.
2. يحتمل جدا أن مؤلفي الأناجيل والآباء الأولين نقلوا جميعاً من مصدر آخر أي أنهم نقلوا نفس النصوص من مصدر آخر, فتشابهت النصوص.
تقول دائرة المعارف الكتابية مادة "أبوكريفا- أبوكريفا الأناجيل" عن هذا التشابه بينهما حول قصة ظهور المسيح ليعقوب بعد القيامة: [فأنه يسجل لنا ظهور الرب ليعقوب بعد القيامة، الذي يذكره الرسول بولس (1كو 15 : 7) كأحد الأدلة على القيامة. ولكن من الطبيعي أن بولس كان في إمكانه معرفة ذلك من يعقوب شخصياً كما من الأخبار المتواترة، وليس من الضروري أن يكون قد استقى ذلك من هذا الإنجيل].
كيف يمكن اعتبار التشابه بين أحد الأناجيل الأبوكريفية وبين نصوص من الكتاب المقدس الحالي دليلا غير قوي على الاقتباس, وأمكن قبول مئات الاقتباسات الأخرى لتأكيد الشهادة للكتاب المقدس؟ لا يمكن القبول على الإطلاق بالازدواجية في المعايير العلمية.إننا عندما نقف عند قاضي نرضى بحكمه فإننا يجب أن نرضى بحكمه سواء لنا أوعلينا، لا يمكن اعتبار هذه الطريقة في الازدواجية أنها جزء من تقديم ماء الحياة مجاناً للناس كما علّم المسيح ابن مريم عليهما السلام.
/هل يمكن الثقة الكاملة في شهادات آباء الكنيسة؟
لقد تعرضت كتابات آباء الكنيسة إلى تحريف! الدليل دائرةالمعارف الكتابية "مخطوطات العهد الجديد" فتعترف بتحريف "رسائل الآباء" بالقول [حيث أن هذه الاقتباسات من العهد الجديدـ التي تضمنتها كتابات الآباءـ هي بذاتها الأجزاء التي قد يغيرها الكاتب عمداً، متى كان النص المقتبس ـ مثلاً ـ لا يتفق مع النص المألوف للكاتب.]([33]) باختصار الأب كان يقتبس من الذاكرة ربما خطأ أو ليس بحرفه فيقوم الناسخ الشريف إما بتحريف النص أو تعديله إلى أقرب نص في الكتاب المقدس.
حتى كتب الآباء تُحرف يا أساتذة اللاهوت الدفاعي لم يسلم منكم الكتاب المقدس وكذلك كتب الآباء. الخلاصة: شهادة الآباء مستحيل تكون حاسمة لأمر عقلاني بحت، معظم الآباء كانوا يقتبسون من الذاكرة وليس نصاً بحرفه بل كان يقوله بمعناه ولا يمكن أن تجزم ماذا كان يقصد بالنص، أى من الأناجيل. والسؤال هنا هل يمكن الاعتماد على تلك الشهادات بشكل مؤثر لصالح الإنجيل الحالي؟ الجواب من الأفضل أن تستبعد كتابات الآباء كدليل وشاهد للكتاب المقدس الحالي للأسباب التالية:
1- عدم وجود تصور واضح لماهية الكتاب المقدس وأسفاره لدى الآباء.
2ـ قبلوا كثيراً من الكتب المنحولة ككتب مقدسة وإلهية.
3- العقائد الغريبة التي كان يؤمن بها الآباء والتي تعتبر فاسدة حالياً ومخالفة لتعاليم الكتاب.
4- عدم ذكرهم اسم المصدر الذي يقتبسون منه، إن صح أنهم يقتبسون.
5- انتشار التحريف بكثرة في رسائل الآباء الأولين, ونسبة الرسائل إليهم.
لقد تبين لكل ذى عقل أن لا يمكن الاستشهاد بـ آباء الكنيسة لصالح كاتب الإنجيل، فهل مازل القمص عبد المسيح بسيط ينسب الإنجيل إلى يوحنا بحجة شهادات آباء الكنيسة؟ منتظر الاجابة.
[1] القمص بسيط، هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع صـ49
[2] حنا جرجس، تاريخ الفكر المسيحى، دار الثقافة جـ1ـ صـ 420
[3] القمص مينا ونيس ميخائيل، دراسات في علم الآباء، مطرانية طنطا صـ13
[4] د. جرجس كامل يوسف، الآباء الرسوليون رسالة كليمنضدس الأولى والثانية، دار النشر الأسقفية جـ 1 صـ98
[5] هكذا في الأصل والمطبوع وربما الصحيح يوحي الأسلوب والله أعلم بمراد الكاتب
[7] هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع؟ صـ50
[8] د. جرجس كامل يوسف، الآباء الرسوليون رسائل اغناطيوس الأنطاكي، دار النشر الأسقفية ، جـ2 صـ6
[10] هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع صـ52:51
[11] دائرة المعارف الكتابية عدة مؤلفين، دار الثقافة جـ2صـ 144
[13]دائرة المعارف الكتابية عدة مؤلفيين ، دار الثقافة جـ2صـ 144
[14] القمص تادر يعقوب نظرة شاملة لعلم الباترولوجي جـ1 صـ172
[15] تادرس يعقوب، نظرة شاملة إلى علم الباترولوجي، فـ2 صـ17
[16] راهب من الكنيسة القبطية، الديداخي أي تعليم الرسل، مكتبة المنار صـ 58
[17] المرجع السابق صـ58
[19] هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع؟ صـ52
[20]القمص أثناسيوس فهمي جورج،الرسالة إلى ديوجنيتوس، كنيسة مار مرقس، صـ12ـ13وراجع صـ19
[21]تادرس يعقوب، نظرة شاملة إلى علم الباترولوجي، فـ2 صـ18
[22] القمص مينا ونيس ميخائيل، دراسات في علم الآباء، مطرانية طنطا، صـ85
[23]الرسالة إلىديوجنيتوسمرجع سابق صـ15
[24] الديداكية أو الديداخى
[25] القمص بسيط، هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع، صـ51
[26]القمص مينا ونيس ميخائيل، دراسات فى علم الآباء، مطرانية طنطا، صـ39
[28] راهب من الكنيسة القطبية، الديداخي أي تعليم الرسلِ، مكتبة المنار، صـ91
[29] البطريرك إلياس الرابع معوض، الآباء الرسوليون، منشورات النور،صـ57
[30] هل كتب القديس يوحنا الإنجيل الرابع؟ صـ74
[31] يوسابيوس القيصرى، تاريخ الكنيسة، دار المحبة، كـ16فـ14فقـ1صـ261
[32] فكرة عامة عن الكتاب المقدس، إعداد دار مجلة مرقس صـ73
[33] دائرة المعارف الكتابية عدة مؤلفين، دار الثقافة، جـ3صـ292