اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :6  (رابط المشاركة)
قديم 31.08.2014, 01:46

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي 4- تفسير الحديث على فرض صحته


4- تفسير الحديث على فرض صحته

لنفترض جدلا صحة الحديث و أن النبي عليه الصلاة و السلام قاله بالفعل ... فكيف يمكن فهم هذا الحديث فى ضوء القواعد العامة للإسلام و النصوص القرآنية التى تنفى الظلم تماما ؟

هناك أكثر من وجه لفهم الحديث ...

أولا :
نستطيع فهم الحديث فى ضوء قوله تعالى :
( وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) ) النحل 24-25

يقول الإمام ابن كثير فى تفسيره :
قال الله تعالى : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ) أي : إنما قدرنا عليهم أن يقولوا ذلك فيتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ويوافقونهم ، أي : يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم ، وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم ، كما جاء في الحديث : " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " .
وقال [ الله ] تعالى : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون ) [ العنكبوت : 13 ] .
وهكذا روى العوفي عن ابن عباس في قوله : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ) إنها كقوله : ( وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ) [ العنكبوت : 13 ] .
وقال مجاهد : يحملون أثقالهم : ذنوبهم وذنوب من أطاعهم ، ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئا .


و لا شك أن الغرب النصرانى فى زمننا هذا فيه الكثير من المزايا و المساوئ ...
فمن مزاياهم إتقان العمل و البعد عن الظلم و الالتزام بالحقوق و الواجبات و غير هذا كثير ...
و من مساوئهم شرب الخمور و انتشار الزنا و تبرج النساء و إباحة الشذوذ و غير هذا ...
و الكثير منا بدلا من أن يتابعهم فى محاسنهم يتابعهم فى مساوئهم ... نسأل الله العافية

و قد حدثنا النبي صلى الله عليه و سلم عن هذا :
- لتتبعن سننَ من قبلكم شبرًا بشبرٍ ، وذراعًا بذراعٍ ، حتى لو سلكوا جحرَ ضبٍّ لسلكتموه . قلْنا : يا رسولَ اللهِ ، اليهودُ والنصارى ؟ قال : فمن
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3456
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لذلك ربما يأتى ناس من المسلمين يوم القيامة ممن تأثروا بمساوئ الغرب بذنوب كأمثال الجبال يوم القيامة و تغفر لهم بكرم الله لأنهم موحدون لا يشركون بالله شيئا

قال ابن حجر فى فتح البارى :

يحتمل أن يكون المراد آثاما كانت الكفار سببها فيها بأن سنوها فلما غفرت سيئات المؤمنين بقيت سيئات الذي سن تلك السنة السيئة باقية، لكون الكافر لا يغفر له فيكون الوضع كناية عن إبقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنه من عمله السيء ووضعه عن المؤمن الذي فعله بما من الله به عليه من العفو والشفاعة سواء كان ذلك قبل دخول النار، أو بعد دخولها والخروج منها بالشفاعة.

- قال اللهُ تعالَى : يا بنَ آدمَ إنَّك ما دعوتَني ورجوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ، ولا أُبالي ، يا بنَ آدمَ لو بلغتْ ذنوبُك عنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لك ، يا بنَ آدمَ لو أتيتَني بقِرابِ الأرضِ خطايا ، ثمَّ لَقِيتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأتيتُك بقِرابِها مغفرةً
الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/214
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

و يحمل هذه الذنوب أهل الكتاب لأنهم أضلوهم و دعوهم إلى هذا و علموهم هذا

ثانيا :
يمكن فهم هذا الحديث فى ضوء الحديث التالى :
- أتَدرونَ ما المُفلِسُ ؟ إنَّ المُفلسَ من أُمَّتي مَن يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ ، وزكاةٍ ، ويأتي وقد شتَم هذا ، وقذَفَ هذا ، وأكلَ مالَ هذا ، وسفكَ دمَ هذا ، وضربَ هذا ، فيُعْطَى هذا من حَسناتِه ، وهذا من حسناتِه ، فإن فَنِيَتْ حَسناتُه قبلَ أن يُقضَى ما عليهِ ، أُخِذَ من خطاياهم ، فطُرِحَتْ عليهِ ، ثمَّ طُرِحَ في النَّارِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 87
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و نفهم من هذا الحديث أن من يظلم الناس و يؤذيهم يأخذون من حسناته حتى تفنى ثم تطرح عليه سيئاتهم ....
فربما يكون هناك من أهل الكتاب من ظلم المسلمين و سفك دماءهم فتطرح عليه سيئاتهم ...
و ما سفك دماء المسلمين على أيدى اليهود فى فلسطين منا ببعيد ...
و ما سفك دماء المسلمين على أيدى النصارى فى البوسنة و فى الشيشان و فى غيرها من المناطق منا ببعيد ....
أو كما حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم :
- يوشك الأممُ أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الآكلةُ إلى قصعتِها، فقال قائلٌ : ومن قلةٍ بنا نحن يومئذٍ ؟ ! قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيلِ، ولينزعنَّ اللهُ من صدورِ عدوكم المهابةَ منكم، وليَقذفنَّ في قلوبِكم الوهنَ، قال قائل : يا رسول اللهِ ! وما الوهنُ ؟ ! قال : حبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ .
الراوي: ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 5298
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ثالثا :
للإمام النووى رحمه الله محاولة لتأويل هذه الرواية حيث قال أن المراد أن المسلمين تغفر ذنوبهم ثم يوضع على النصارى ذنوب بسيئاتهم و كفرهم هم أنفسهم لا سيئات المسلمين.

ففي شرح النووي على مسلم:
وأما رواية: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب ـ فمعناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين، ولا بد من هذا التأويل، لقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ـ وقوله: ويضعها ـ مجاز والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم كما ذكرناه، لكن لما أسقط سبحانه وتعالى عن المسلمين سيئاتهم وأبقى على الكفار سيئاتهم صاروا في معنى من حمل إثم الفريقين، لكونهم حملوا الإثم الباقي وهو إثمهم ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله تعالى ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها. انتهى.

لكن قد يقال أن هذا التفسير بعيد عن ظاهر لفظ الحديث و الله أعلم.







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس