الموضوع: عقائد الملحدين
اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :1  (رابط المشاركة)
قديم 17.04.2014, 07:50
صور ابن النعمان الرمزية

ابن النعمان

عضو مميز

______________

ابن النعمان غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.01.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 670  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
07.02.2024 (11:53)
تم شكره 82 مرة في 67 مشاركة
افتراضي




قلت: سأعلمك - بتفصيل أوضح- حقيقة ما تشكو من شرور، إن هذه الآلام
قسمان: قسم من قدر الله في هذه الدنيا، لا تقوم الحياة إلا به، ولا تنضج رسالة
الإنسان إلا في حره، فالأمر كما يقول الأستاذ العقاد: " تكافل بين أجزاء الوجود، فلا معنى للشجاعة بغير الخطر، ولا معنى للكرم بغير الحاجة، ولا معنى للصبر بغير الشدة، ولا معنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيصة تقابلها وترجح عليها ، وقد يطرد هذا القول في لذاتنا المحسوسة كما يطرد في فضائلنا النفسية ومطالبنا العقلية، إذ نحن لا نعرف لذة الشبع بغير ألم الجوع، ولا نستمتع بالري ما لم نشعر قبله بلهفة الظمأ، ولا يطيب لنا منظر جميل ما لم يكن من طبيعتنا أن يسوءنا المنظر القبيح" .
وهذا التفسير لطبيعة الحياة العامة ينضم إليه أن الله جل شأنه يختبر كل امرئ بما
يناسب جِبِلَّته، ويوائم نفسه وبيئته، وما أبعد الفروق بين إنسان وإنسان، وقد
يصرخ إنسان بما لا يكترث به آخر، ولله في خلقه شئون، والمهم أن أحداث
الحياة الخاصة والعامة محكومة بإطار شامل من العدالة الإلهية التي لا ريب فيها .
إلا أن هذه العدالة كما يقول الأستاذ العقاد:" لا تحيط بها النظرة الواحدة إلى حالة واحدة، ولا مناص من التعميم والإحاطة بحالات كثيرة قبل استيعاب وجوه
العدل في تصريف الإرادة الإلهية . إن البقعة السوداء قد تكون في الصورة كلها
لونا من ألوانها التي لا غنى عنها، أو التي تضيف إلى جمال الصورة ولا يتحقق لها
جمال بغيرها، ونحن في حياتنا القريبة قد نبكي لحادث يعجبنا ، ثم نعود فنضحك
أو نغتبط بما كسبناه منه بعد فواته"
تلك هي النظرة الصحيحة إلى المتاعب غير الإرادية التي يتعرض لها الخلق .
أما القسم الثاني من الشرور التي تشكو منها يا صاحبي فمحوره، خطؤك أنت
وأشباهك من المنحرفين قال مستنكرا: أنا وأشباهي لا علاقة لنا بما يسود العالم من فوضى ؟ فكيف تتهمنا ؟
قلت: بل أنتم مسئولون، فإن الله وضع للعالم نظاما جيدا يكفل له سعادته، ويجعل قويه عونا لضعيفه، وغنيه برا بفقيره، وحذر من إتباع الأهواء، واقتراف المظالم واعتداء الحدود .
ووعد على ذلك خير الدنيا والآخرة فقال سبحانه : {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [النحل : 97]
فإذا جاء الناس فقطعوا ما أمر الله به أن يوصل، وتعاونوا على العدوان بدل أن
يتعاونوا على التقوى، فكيف يشكون ربهم إذا حصدوا المر من آثامهم ؟ إن أغلب ما أحدق بالعالم من شرور يرجع إلى شروده عن الصراط المستقيم، وفي هذا يقول الله جل شأنه :{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
[الشورى: 30]
إن الصديق رضي الله عنه جرد جيشا لقتال مانعي الزكاة، وبهذا المسلك الراشد
أقر الحقوق وكبح الأثرة ونفذ الإسلام، فإذا تولى غيره فلم يتأس به في صنيعه
كان الواجب على النقاد أن يلوموا الأقدار التي ملأت الحياة بالبؤس ؟!
قال: ماذا تعنى ؟
قلت: أعنى أن شرائع الله كافية لإراحة الجماهير، ولكنكم بدل أن تلوموا من
عطلها، تجرأتم على الله واتهمتم دينه وفعله !!
ومن خسة بعض الناس أن يلعن السماء إذا فسدت الأرض، وبدلا من أن يقوم
بواجبه في تغيير الفوضى وإقامة الحق يثرثر بكلام طويل عن الدين ورب الدين !!
ويقول الشيخ محمد الغزالي في موضع آخر من كتابه :" لقد آن الأوان لتهتك
الأستار عن أدعياء التقدم، الذين يمثلون في الواقع ارتكاسا إنسانيا إلى جاهلية
عديمة الشرف والخير، مبتوتة الصلة بالعقل وذكائه والعلم وكشوفه ، ربما شك
بعض الناس في حقيقة الدين الذي يعتنقه أو في جدواه عليه، فإذا ساور هذا
الخاطر أحدا من خلق الله، فإن العربي آخر امرئ يعرض له هذا الظن، بل يقرب
من المستحيل أن يساوره ، ذلك أن فضل الإسلام على العرب كفضل الضياء
والماء على الزرع ... قد تكون بعض العقائد عقاقير مخدرة للنشاط البشرى، لكن
الإسلام لما جاء العرب شحذهم وأثار عقولهم، ووحد صفهم، وطار بهم إلى آفاق
مادية وأدبية لم يحلم بها آباؤهم ولا تخيلها أصدقاؤهم أو أعداؤهم، ومضى العرب
في طريق المجد الذي شقه الإسلام لهم فعرفهم للعالم وكان قبل يجهلهم، وأفاءوا
على ماضيه القريب ما لا ينكره إلا متعصب كفور !
وارتبطت مكانة العرب الذاتية والعالمية بهذا الدين، فهم يتقهقرون إذا تخلوا عنه
ويستباح حماهم . وهم يرتقون ويتقدمون إذا تشبثوا به وتحترم حقوقهم .
على عكس ما عرف في أمم أخرى لم تستطع التحليق إلا بعدما تخففت من
مواريثها الدينية ُ كلا أو جزءًا !! ... إن الإسلام بالنسبة للعروبة ولىّ نعمتها
وصانع حيايتها .
وقد اعترف مسيو " جاروديه " وهو شيوعي فرنسي، عاش ردحا من الزمان في
جبهة التحرير الجزائرية بأن الدين وحده هو الذي أوقد شرر هذا الكفاح العزيز
الغالي، وأن الإسلام يستحيل أن يوصف بأنه مخدر الشعوب .
والإسلام لا يجعل من العرب شعبا مختارا يفضل غيره بسلالة أو دم خاص، كلا
كلا، إن الله اختار لعباده تعاليم راشدة وشرائع عادلة، ثم وكل إلى العرب أن ( يحملوا هذه التعاليم والشرائع ليعملوا بها وليعلموها من شاء."
خلاصة العتاد فى مواجهة الالحاد - الباب الرابع
للمزيد من مواضيعي

 

الموضوع الأصلي : عقائد الملحدين     -||-     المصدر : مُنتَدَيَاتُ كَلِمَةٍ سَوَاءِ الدَّعَويِّة     -||-     الكاتب : ابن النعمان







توقيع ابن النعمان
حسبنا الله ونعم الوكيل
كيف يطول عمرك بالصلاة
جوامع الذكر و الدعاء
اعمال يعدل ثوابها قيام الليل
خطوات علمية مجربة لمن يعانون من الوسواس القهرى شفاهم الله


رد باقتباس