من عجائب القدرة

الأرض تدور حول الشمس في مسار إهليلجي ـ أي بيضوي ـ، وهذا الشكل له قطر أصغر وقطر أطول، الآن الأرض تتحرك من القطر الطويل إلى القطر الأصغر، حينما تقل المسافة بينها وبين الشمس بحسب قانون الجاذبية تزداد الجاذبية، الذي يحكم الجاذبية الكتلة والمسافة، فإذا قلّت المسافة ازدادت الجاذبية، هناك احتمال أن تنجذب الأرض إلى الشمس، فإذا جُذبت إليها تبخرت في ثانية واحدة، والأرض مادة صلبة غير عاقلة، الله عز وجل يرفع سرعة الأرض، فتنشأ قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة، فتبقى في مسارها:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
[ سورة فاطر الآية : 41 ]
أن تخرج عن مسارها، قدرة قدير، علم عليم، حكمة حكيم، تجعل الأرض ثابتة على مسارها:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
[ سورة فاطر الآية : 41 ]
هنا الانحراف، فإذا وصلت إلى القطر الأطول، الآن هناك حالة أخرى، المسافة زادت بين الأرض والشمس، وبحسب قانون التجاذب مع ازدياد المسافة تضعف الجاذبية، فلئلا تتفلت من جاذبية الشمس، وتنتهي الحياة كلياً، لأن الحرارة تصبح مئتين وسبعين تحت الصفر، تنخفض سرعتها.
دوران الأرض آية من آيات الله الدالة على عظمته :
إذاً: الحياة تنتهي مرتين مرة إذا انجذبت إلى الشمس، ومرة إذا بعدت عنها، من الذي أمرها أن ترفع سرعتها حينما تقترب من القطر الأصغر؟ ومن الذي أمرها أن تقلل سرعتها إذا اقتربت من القطر الأطول؟ إنه الله فلذلك :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ﴾
[ سورة فاطر الآية : 41 ]
قال بعض العلماء: لو أنها تفلتت، وأردنا أن نعيدها إلى الشمس، لاحتجنا إلى مليون مليون حبل فولاذي من الفولاذ المضفور، وهذا أمتن عنصر في الأرض، الحبل قطره خمسة أمتار، والحبل الذي قطره خمسة أمتار يحمل مليوني طن، أي الأرض مرتبطة بالشمس بقوة جذب تساوي مليون مليون ضرب مليوني طن، من أجل أن تحرفها ثلاثة ميلي كل ثانية، حتى ينشأ مسار مغلق تسير عليه الأرض في دورتها حول الشمس، لولا هذه الجاذبية لكان المسار مستقيماً فالأرض تخرج من جاذبية الشمس، يد من؟ رحمة من؟ قدرة من؟ لذلك قال تعالى :
﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
[ سورة يونس الآية : 101 ]
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
[ سورة آل عمران الآيات : 190-191 ]
أي الأرض ترفع سرعتها حينما تقترب من القطر الأصغر، و تخفض سرعتها إذا اقتربت من القطر الأطول، يد من؟ حكمة من ؟ إنها قدرة الله عز وجل، الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي قرآن يمشي، والعالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى مسلم يمشي، مسلم يرى الناس صدقه، وأمانته، وعفته، المبادئ الأخلاقية لا تعيش بالكتب، تعيش بالمثل الحية، لذلك نبي واحد غيّر مجرى الحياة في ربع قرن، وآلاف الدعاة إن لم يطبقوا ما يقولون لا يؤثرون، حال واحد في ألف أبلغ من قول ألف في واحد.
المصدر : موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية
آخر تعديل بواسطة ابن النعمان بتاريخ
06.03.2014 الساعة 07:06 .