اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 24.02.2014, 11:22

مجيب الرحمــن

مشرف قسم مصداقية الكتاب المقدس

______________

مجيب الرحمــن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.08.2011
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 895  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.04.2023 (20:29)
تم شكره 331 مرة في 213 مشاركة
افتراضي


جزاك الله خيرا ..

الإنسان مخير في ما سيُحاسب عليه .. و عدالة المحاسبة على الأفعال تقتضي التخيير ..

و علمُ الله سبحانه بما سيختاره الإنسان هو " علمُ إحاطة " و ليس " علمُ إكراه " .

و امثلة علم الاحاطة في ما هو مُشاهَد كثيرة .. و هو ما نسميه التوقع .. و لكن لأن علم الاحاطة عند الانسان يشوبه القصور و العجز فتوقعه قد يحدث و قد لا يحدث و بقدر ما يكون الانسان مدرك للمقدمات بقدر ما يكون راجحا أن يحدث ما يتوقع .

فمثلا يمكنك أن تجد المدرس يؤكد لك أن الطالب فلان سوف يكون هو الذي سيحصل على الدرجة النهائية في الامتحان و سيكون في المركز الأول ..

المدرس يتوقع ذلك قبل حدوثه من خلال معرفته بمستوى الطالب مقارنة بمستوى باقي الطلبة و معرفته بمستوى الامتحان و هكذا ..
و عندما يحدث ما توقعه المدرس ، فلا نظن أن المدرس منع الطلبة الآخرين من الاجتهاد
فالامر اختياري لجميع الطلبة .. و ربما أحد الطلبة يفاجئ الجميع بنتيجة لم تكن متوقعة ..
فالانسان يمكنه ان يتوقع التالي من مقدماته .. و هذه هي قدرة الانسان و طريقته في التوقع ...

و لله المثل الأعلى ، الله بكل شيء عليم .. و يعلم سبحانه ما كان و ما سيكون و هو علم احاطة و ليس علم اكراه ..

و للشيخ راتب النابلسي محاضرة قيمة عن هذا الموضوع انقل عنها مختصرا بتصرف ما يلي :



-ما من عقيدة فاسدة تشل الإنسان شلاً كاملاً وتجعله قاعداً مستسلماً لمصيره المحتوم كعقيدة الجبر، كأن تعتقد أن الله أجبرك على كل أعمالك وسوف تحاسب عليها مع أنك مجبر عليها، كما قال الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



- عقيدة الجبر تشل حركة الإنسان كما لو أن مدير مدرسة جمع الطلاب في أول يوم من افتتاح المدرسة وتلا عليهم أسماء الناجحين سلفاً وأسماء الراسبين وقال لهم: انطلقوا إلى الصفوف وادرسوا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
- قال تعالى:
﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148سورة الأنعام)




هذه الآية أصل في أن الإنسان مخير فمن ادعى أنه مسير، مكره، مجبر فقد التقى مع طور المشركين.


لو أنك مسير أو في ممر ضيق عرضه كعرض كتفيك تماماً و قيل لك خذ اليمين هذا كلام لا معنى له، العلماء قالوا: لمجرد الأمر و النهي فأنت مخير، لو أنك مسير ما معنى أن يأمرك أن تكون صادقاً، ما معنى أن ينهاك عن الكذب، ما معنى أن يأمرك بالصلاة، أن ينهاك عن الخمر و الزنا، فلمجرد الأمر و النهي فأنت مخير .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


حينما قُدم لسيدنا عمر برجل شارب للخمر، فقال عمر:أقيموا عليه الحد، فقال: و الله يا أمير المؤمنين إن الله قدر علي ذلك فقال:أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر و مرة لأنه افترى على الله، قال: ويحك يا هذا إن قضاء الله لن يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار،


لذلك قال سيدنا علي كرم الله وجهه:لو أن مسيرنا إلى الشام بقضاء و قدر لعلك ظننت قضاءً لازماً و قدراً حاتماً إذاً لبطل الوعد و الوعيد و لانتفى الثواب و العقاب إن الله أمر عباده تخييراً و نهاهم تحذيراً و كلف يسيراً و لم يكلف عسيراً و أعطى على القليل كثيراً و لن يعصى مغلوباً.


سيدنا الحسن يقول:لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب، لو أجبرهم على المعصية لبطل العقاب، لو تركهم هملاً لكان عجزاً في الإرادة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


لا يتناقض أن تكون أنت مخير والفعلُ فعلُ الله عز وجل .. إرادة الله عز وجل تعني أنه سمح لك أن تفعل هذا .. أنت اخترت والله سبحانه أمدك بالقوة التي يحرر بها اختيارك.


إن أنت أردت الخير أعانك عليه ..إن أردتَ إنفاق المال في الخير أغناك، إن أردتَ أن تدعو إلى الله مكنك من الدعوة، أعطاك العلم أعطاك طلاقة اللسان، الفعل فعل الله والاختيار اختيار الإنسان.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مثلاً: طالب لم ينجح بالامتحان، صدر قرار ترسيبه، فإذا قلنا الطالب رسب الكلام صحيح، وإذا قلنا الإدارة رسَّبته الكلام صحيح، إذا قلنا رسب سبباً، المدير رسبه تنفيذاً ... فلا يتناقض أن تكون أنت مخير والفعل فعل الله عز وجل .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


لو أن مصباح في غرفة، و مفتاحه السري تحت وسادة ... وله مفتاح معلق على الجدار و لكن المفتاح المعلق لا علاقة له بالمصباح و غير متصل به ...


لو قلت لابنك إياك أن تطفئ هذا المصباح، أراد أن يتحداك وأن يعصي أمرك وذهب إلى المفتاح المعلق وضغط عليه أنت في الوقت نفسه ضغطت على المفتاح الحقيقي وأطفأت الثريا، أنت ماذا فعلت ؟ أظهرت رغبة ابنك في المعصية ولكن أنت الذي أطفأت ......


لو أمرته أن يضيء المصباح متأدباً، ندم على معصيته أراد أن يطيعك فذهب إلى المفتاح المعلق وضغطه، وضغطت أنت على المفتاح الحقيقي فتألقت الثريا ... عن ماذا عبر عندما عصى امرك في الأولى و عندما أطاع أمرك في الثانية ؟


ابنك يختار ان يعصيك أو يختار ان يطيعك و لكن الفعل فعلك انت .


الإنسان يكسب الفعل، يكسب الطاعة ويكتسب المعصية أما الفعل فهو فعل الله عز وجل . أنت اخترت والله سبحانه أمدك بالقوة التي يحرر بها اختيارك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


لا ينبغي أن تعتقد بأن هناك فئة مدعوة إلى الإيمان وفئة غير مدعوة .. هذا شيء مستحيل ..

بل إن الكل مطلوب إلى رحمة الله ، الكل خلق للسعادة .. قال تعالى عن فرعون
:


﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44 سورة طه )


حتى المُعرِض مطلوب إلى رحمة الله،

إياك أن تعتقد أن هذا الكافر غير معني بالهدى، بل مطلوب للهدى وما أكثر الآيات التي يجريها الله عز وجل لهداية الكافرين، ومؤمنون كثيرون كانوا كفار من قبل، كلمة كافر، هذا عبد لله عز وجل خلقه ليرحمه، خلقه ليسعده، خلقه للجنة، شرد عن طريق الحق وهذا المعنى عميق، يدعوك إلى أن لا تيأس من إنسان، يدعوك إلى أن تنقل هذا الدين العظيم لكل إنسان، يدعوك أن لا تتحرج أن ترى كافراً يعصي الله وتقول هذا لجهنم، لا، بل احرص على هدايته فكم من إنسان اهتدى بكلمة صادقة، هذا الكلام تطبيقه العملي أنك تدعو إلى الله كل الناس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ


و الحكمة تقتضي ادراك ان ما يناسب انسان قد لا يناسب الآخر .. فتجد إنسان إنسان يأتي من خلال المال، و إنسان قد يأتي من خلال السلطان، إنسان قد يأتي من خلال المرض، إنسان قد يأتي من خلال الإكرام، إنسان يأتي بالشدة، إنسان يأتي بالخوف، إنسان يأتي بالمرض، فكل إنسان يأتي من باب .

أهـ







توقيع مجيب الرحمــن
إستماع القرآن الكريم أون لاين - عدة قراء - تفسير - عدة ترجمات :
http://quran.ksu.edu.sa/index.php#ay....m&trans=ar_mu
و في تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ.( لوقا ٦ : ١٢ )
مجد عبده يسوع ( اعمال الرسل ٣ : ١٣ )
الحَياةُ الأَبدِيَّة هي أَن يَعرِفوكَ أَنت الإِلهَ الحَقَّ وحدَكَ ويَعرِفوا الَّذي أَرسَلتَه يَسوعَ المَسيح.( يوحنا ١٧ : ٣)


رد باقتباس