اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :7  (رابط المشاركة)
قديم 01.02.2014, 12:18

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


الأقباط في عهد الدولة الطولونية !


لقد ذكرنا طرفًا من أعمال السلطان أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية مع أهل الذمة بمصر ودمشق , فهو صاحب النهضة التي ارتقت بالشعب المصري في شتى مناحي الحياة , وقد ذكر المؤرخ روفيلة في موسوعته التاريخية " تاريخ الأمة القبطية " محاسن هذه الدولة وسلطانها رحمه الله .

يقول المؤرخ روفيلة : ( ... وكذلك أحمد بن طولون وإن يكن عامل البطريرك بما لا يليق إلا أنه أراح المصريين كثيرًا , فرفع ما كان باقيًا عليهم من الضرائب الغير إعتيادية التي فرضها " إبن المدبر " وخفض الضرائب عن الأطيان , فإنتفع الأقباط من ذلك كثيرًا , وإتسعت في أيامه الزراعة وإستقامت الأحوال , وشيدت المباني العالية والقصور الشاهقة , وهو الذي أسس بمصر الجهة المعروفة الأن بطولون ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 101 ) .

وعن الخلاف الذي حدث بين السلطان إبن طولون والبطريرك , فلم يكن السلطان سببه , بل سببه التنازع بين رجال الكنيسة على السلطة الدينية , فيقول المؤرخون النصارى : أن أحد الأساقفة بعد أن عزله البطريرك , أراد الكيد من البطريرك لعزله إياه , فعلم حاجة السلطان للأموال من أجل النفقات على البلاد والفتوحات , فأخبر السلطان أن البطريرك يكنز المال وهو في غير حاجة إلا للطعام واللبس , فلما إستدعى السلطان إبن طولون البطريرك , وطلب منه أن يدفع له عن طيب خاطر فينال من ذلك الإحسان من الخليفة والسلطان , إمتنع البطريرك عن ذلك لعدم إمتلاكه للمال , فلم يقبل منه السلطان عذرًا , وحمله بدفع عشرين ألف دينار , فلما رفض البطريرك , أودعه السلطان في السجن , فتشفع له كاتبان مقربان عند السلطان وهما يوحنا وإبراهيم ولدا موسى كاتب سر السلطان إبن طولون , فلم يقبل , ثم تشفع يوحنا وإبنه مقاريوس وهم كتبة أحد وزراء السلطان , فقبل السلطان وأخرج البطريرك من السجن على أن يتكفل البطريرك بدفع المبلغ المطلوب منه على أقساط , حتى إضطر لبيع بعض أوقاف الكنائس , ولما مات السلطان وتولى ابنه خماوريه عفا عن البطريرك وأسقط عنه الأقساط , فشكر أقباط النصارى له ذلك . ( تاريخ الأمة القبطية ص 98-99 ) .

والناظر إلى القصة سالفة الذكر , لا يجد فيها حدث جماعي , بل حدث فردي وقع فيه السلطان فريسة التنازع بين رجال الكنيسة على السلطة الدينية , أما حال أقباط النصارى العام , فلقد كان السلطان كما ذكر المؤرخ روفيلة لا يفرق بين الأقباط المسلمين والأقباط النصارى فكلهم يمثلون المجتمع المصري , بل حسبك أنه رغم غضبه من البطريرك , إلا أنه سمح للكُتَّاب النصارى بالتشفع عنده , بل أبقاهم على مناصبهم , ولم يسيء للأقباط النصارى بوجه عام أثناء ذلك .

وقد ذكرنا مسبقًا قصة بناء مسجد أحمد بن طولون , وبيَّنا ما في القصة من إفتراءات وحقائق , فلقد زعمت لجنة التاريخ القبطي أن السلطان أحمد بن طولون إستجاب للرأي القائل بأخذ الأعمدة من الكنائس لبناء المسجد , وهَمَّ بفعل ذلك لولا تدخل مهندس نصراني يدعى " ابن كاتب الفرغاني " الذي إقترح على السلطان تصميمًا لن يحتاج فيه إلى أية أعمدة من الكنائس , وراحت لجنة التاريخ القبطي تزعم أنه لولا هذا المهندس النصراني لهدمت صوامع وكنائس !

وقد ذكرنا حينها أن السلطان أحمد بن طولون إستبعد الرأي القائل بأخذ الأعمدة من الكنائس فور إقتراحه , وذلك قبل إقتراح ذلك المهندس لهذا التصميم , إعتمادًا على ما ذكره العلامة المقريزي , وأن المهندس النصراني أرسل إلى السلطان بعد ذلك يعرض عليه المساعدة لا من أجل إنقاذ الكنائس بل لأنه أراد المشاركة في التصميم والتنفيذ .

وقد يعترض النصارى على نقلنا من كتاب العلامة المقريزي لأنه مسلم , لذا ننقل من كتاب المؤرخ روفيلة ما يثبت أن السلطان أحمد بن طولون كره الرأي القائل بأخذ الأعمدة من الكنائس , وظل حائرًا ماذا يفعل من أجل أن يبني مسجدًا جامعًا ؟!

يقول المؤرخ روفيلة : ( ... وقيل أنه لما عزم على بنائه – أي المسجد – أراد أن يجعله أعظم ما بني من الجوامع في مصر إلى ذلك الحين بأن يقيمه على ثلثمائة عمود من الرخام , فقيل له أنه مثل هذا لا يمكن الحصول عليه إلا إذا هدمت كنائس ومعابد النصارى , فعدل عن رأيه حتى لا يحرموا من معابدهم , ولكن بقي مترددًا في هذا الأمر . وكان يوجد مهندس نصراني يسمى إبن كاتب الفرغاني عارف بفن الهندسة وصنعة البناء , كان ألقاه أحمد بن طولون في السجن لتهمة بعد أن بنى له مقياسًا للنيل وبقي فيه مدة حتى نسيه بالمرة , فلما بلغ المهندس ما كان من رغبة إبن طولون وتردده , كتب إليه عريضة وهو في السجن بما يفيد إقتداره على إتمام مشروعه وإستعداده لتنفيذ مرغوبه بغير إحتياج لأكثر من عمودين يجعلهما في القبلة ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 101-102 ) .

لقد زعم بعض المؤرخين النصارى أن السلطان أحمد بن طولون عرض على سعيد بن كاتب الفرغاني أن يعتنق الإسلام , فلما أبى أمر السلطان أحمد بن طولون بقتله !

وهذا مما ذكروه بلا أي دليل يثبت صحة دعواهم , بل حسبك أنهم إختلفوا فيما بينهم في ذكر هذا الخبر , فزعم بعضهم أنه ما لبث ابن كاتب الفرغاني من الإنتهاء من بناء المسجد حتى قتله السلطان ابن طولون , وزعم بعضهم أن السلطان أجرى عليه الرزق طيلة عمره ولم يقتله , وذكر بعضهم أن السلطان أراد أن يعتنق ابن كاتب الفرغاني الإسلام فأبى الأخير فأمر السلطان بقتله فقطعت رأسه عن جسده , وزعم أخرون أن السلطان ألقاه من فوق قصره لما أبى إعتناق الإسلام !

وعلى هذا جرى أمر المؤرخين النصارى بين تناقض وتضارب في ذكر هذا الخبر , ونحن لا نقول هذا من باب الدفاع عن أحمد بن طولون , بل نقول ذلك من أجل الحق والحق وحده , أنه لم يعرف التاريخ قط حالة واحدة قُتل فيها مسيحي أو يهودي من أجل رفضه إعتناق الإسلام , بل لم يعرف التاريخ قط أن المسلمين أكرهوا المسيحيين أو اليهود على إعتناق الإسلام , كيف لا والله تبارك وتعالى هو الذي قال في محكم آياته : {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99 . وقال سبحانه : {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 .

ونذكر بما ذكرته لجنة التاريخ القبطي : ( ... فتعهد المهندس العمل إلى أن أتمه في رمضان سنة 265هجرية ( سنة 879 م ) . وعند الإحتفال بافتتاحه وزعت الصدقات على الفقراء وأرسلت الهدايا إلى مستحقيها فنال المهندس عشرة آلاف دينار , وعدا ذلك أمر أحمد بن طولون بأن يجري عليه الرزق مدة حياته ) ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 117 – 118 ) .

وهكذا تمتع الأقباط النصارى بالعديد من المزايا في عهد الدولة الطولونية , وحتى بعد وفاة مؤسسها إبن طولون , فلقد أكرم ابنه خماوريه أقباط النصارى .

يقول المؤرخ روفيلة : ( ... وكان على أبروشية طحا أسقف يسمى الأب باخوم نال بعقله وتدبيره وحسن سيره وسيرته ثقة خمارويه الذي كان لا يرفض له طلبًا , فنال القبط بواسطة هذا الأسقف راحة تامة ومزايا جمة ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 101 ) .

ويقول المؤرخ روفيلة أيضًا : ( ... وبالجملة فإن المصريين عمومًا لم يروا من بعد عمرو بن العاص أيامًا أحسن من أيام بن طولون والدولتين الفاطمية والأيوبية ) ( المصدر السابق ص 108 ) .


الأقباط في عهد الدولة الإخشيدية !


لم يدم حكم الدولة الإخشيدية سوى أربع وثلاثين سنة ( 323هـ - 358هـ ) , وسميت بهذا الإسم نسبة إلى مؤسسها " محمد الإخشيد " الذي وصفه المؤرخ روفيلة بأنه كان شجاعًا وحازمًا ويتصف بحسن التدبير .

ورغم قصر حكم هذه الدولة , إلا أن بعض المؤرخين النصارى يزعمون أن " محمد الإخشيد " كان يقتطع من أموال الأقباط ليتقوى بها على الحروب , وحسبنا في رد هذه الشبهة , ما ذكره المؤرخ روفيلة , إذ يقول : ( بعض مؤرخي المسيحيين ينسب إليه الجور – أي إلى محمد الإخشيد – لأنه كان يجمع منهم أموالاً يتساعد بها على الحروب , لكن أحد المؤرخين المعاصرين له قال إنه كان يرد إليهم ما يأخذه منهم ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 103 ) .


الأقباط في عهد الدولة الفاطمية !


لقد تمتع الأقباط النصارى في عهد الدولة الفاطمية بمزايا جمة , وإمتيازات خاصة , أوهمت معظمهم أنهم صاورا ملاك البلاد والمتحكمين فيها , فراحوا يؤذون المسلمين ويتطاولون عليهم , مما دعا الحاكم بأمر الله أن يفعل بهم ما فعل , وقد بسطنا القول في ذلك .

يقول المؤرخ روفيلة : ( ... وتقلد كثير من الأقباط الوظائف العالية في دواوين الحكومة , لا سيما المتعلقة بالأعمال الحسابية , فإنهم إستقلوا بها إستقلالاً تامًا , وإمتازوا على غيرهم بوضع قواعد دقيقة وروابط مضبوطة لها فلم يتمكن غيرهم من تسييرها مثلهم , وكانوا قد تمكنوا من معرفة اللغة العربية , وألفوا فيها مؤلفات واسعة تشهد لهم بغزارة المادة وطول الباع ونقلوا إليها أيضًا جملة مؤلفات من اللغتين اليونانية والقبطية ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 142 ) .

ويقول المؤرخ روفيلة أيضًا : ( ومن محاسن أيام الدولة الفاطمية التي تذكر بالنسبة للأقباط أن معظم الصنائع وأجلها كانت بيدهم , فكان الصياغ والجوهريون والنجارون والحاكة والصباغون والبناؤون والحدادون والمهندسون والنقاشون والشماعون وعاملوا الورق والزجاج على إختلاف أنواعه وألوانه ) ( المصدر السابق ص 142-143 ) .

هذا , وقد تطرق المؤرخ روفيلة إلى عصر الحاكم بأمر الله , فذكر إختلال عقله وفرضه على شعبه أحكامًا غريبة , حتى قال روفيلة : ( ... وتتبع العلماء وأماثل أهل دولته وأكابر الناس على إختلاف أجناسهم وقتل منهم عددًا عظيمًا بغير سبب أو علة ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 116 ) .

وقد بسطنا القول في ذكر أيامه وما كان فيها من أحداث , فإنه – لعنه الله – حارب الإسلام والمسلمين , ولم يفرق في أذيته بين مسلم ونصراني .

يقول المؤرخ روفيله : ( ... وفي أواخر أيام الحاكم بأمر الله ظهر بمصر متمذهب يدعى دراز , ولفق له دينًا جديدًا , وهو المعروف الأن بمذهب الدروز , فإرتاح الحاكم لهذه الديانة الجديدة وإفتتن بها جدًا حتى أنه كان يصعد كل صباح إلى جبل المقطم منفردًا ويدعي بأنه ينادي ربه كما كان يفعل موسى , ومن ثم صار لا يعبأ بمسلم ولا نصراني ) ( تاريخ الأمة القبطية ص 128 ) .

إلا أننا نذكر أن ما فعله الحاكم بالأقباط النصارى كان سببه تعديهم وتطاولهم وأذيتهم للمسلمين , وذلك لما إرتفع نجمهم في الحكم , إلا أن الحاكم في نهاية المطاف عفا عنهم وأعاد بناء الكنائس لهم , أما أقباط المسلمين فظلوا يعانون من شره حتى أراح الله الناس منه .







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس