اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :9  (رابط المشاركة)
قديم 01.02.2014, 10:51

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


هل رحب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر ؟!


لقد أطال النصارى الحديث حول ترحيب الأقباط الأرثوذكس بالفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص , وزعموا أن هذا لم يحدث , واستدلوا بأقوال مؤرخين يعلم تعصبهم كل ناظر خبير في علم التاريخ , كالمدعو ألفريد بتلر في كتابه " الفتح العربي لمصر " ، ترجمة محمد فريد أبو حديد ، وإصدار الهيئة المصرية للكتاب عام 1989م .

فالنصارى يتشوقون للإطلاع على أي مصدر من شأنه الطعن في فتح المسلمين لمصر , حتى ولو كان هذا المصدر لكاتب يعلم تعصبه كل عاقل , ورغم وجود شهادات عدة , قديمة وحديثة , لمؤرخين معتبرين من النصارى العرب , منهم من كان للأحداث أقرب , تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الأقباط رحبوا بالفتح الإسلامي لمصر , واعتبروه منفذ الخلاص لهم من الظلم والإضطهاد الكاثوليكي , إلا أن المتعصبين من النصارى تراهم يلقون بكل ذلك وراء ظهورهم , ويتمسكون بكتابات متعصبة لكتبة ليسوا من بني جلدتنا , ولكنهم من الذين حملوا الحقد الغربي الصليبي على ثروات العرب والمسلمين , كالمدعو ألفريد بتلر , فنشروا ثقافة الحقد والكراهية للإسلام والعرب في شتى محافلهم , ونقل عنهم حقدهم وكرههم , ثلة من المتعصبين , من النصارى العرب , كالقمص أنطونيوس الأنطونى صاحب كتاب " وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها " .

وقد نقل الأخير عن ألفريد بتلر في كتابه " الفتح العربي لمصر " الجزء الخاص بفتح مصر على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه , وأول ما يتوقف أمامه قاريء كتاب ألفريد بتلر ذلك العنوان المتعصب " فتح العرب لمصر" لأنه لا يعبر عن الحقيقة , ففتح مصر لم يكن إنجازًا عربيًا ، وإنما كان إنجازًا إسلاميًا حول مجرى التاريخ , وليت شعري إذا كان الفتح عربيًا , فلماذا أخذ عمرو بن العاص من النصارى الجزية ودعاهم قبل أن يأخذها منهم إلى الإسلام والإيمان برسالته ؟!

بل لقد قال بتلر في كتابه ص 228 : ( سار عمرو فى جيش صغير من أربعة ألاف جندى (4000) أكثرهم من قبيلة عك , وإن الكندى يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق , ويروى أبن دقماق : أنه كان مع جيش العرب جماعة من أسلم من الروم ومن أسلم من الفرس , وقد سماهم فى كتابه , وسار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهى على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر ) .

وهذا الذي أثبته بتلر يؤكد أن الفتح كان إسلاميًا ولم يكن عربيًا بالمعنى العرقي , بل فتح ينطلق من أساس " عقائدي " ، وليس من أساس " عرقي" ، ولم يكن الفاتحون مجرد قبائل عربية من بدو الصحراء كما يردد الجهلة , بل كلهم مسلمون من بلاد وأمم متفرقة , جمعتهم العقيدة الربانية الصافية , لتخليص العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , وإخراجهم من ظلمات الجهل والإضطهاد إلى نور العلم والسماحة والعدل !

وعن ترحيب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر يقول بتلر في تعصب صريح : ( وأنه لمن الجدير بالإلتفات أن هذا البطريرك الطريد- يقصد بنيامين - لم يحمله على الخروج من أختفائه فتح المسلمين لمصر وإستقرار أمرهم فى البلاد , ولا خروج جيوش الروم عنها , وليس أدل من هذا على إفتراء التاريخ على القبط , وإتهامهم كذباً أنهم ساعدوا العرب ورحبوا بهم ورأوا فيهم الخلاص , مع أنهم أعداء بلادهم , ولو صح أن القبط رحبوا بالعرب لكان ذلك عن أمر بطريقهم أو رضائه , ولو رضى بنيامين بمثل هذه المساعدة وأقرها لما بقى فى منفاه ثلاث سنوات بعد تمام النصر للعرب , ثم لا يعود بعد ذلك من مخبئة إلا بعهد وأمان لا شرط فيه ) ( الفتح العربي لمصر ص 457 ) .

كلمات يتقطر منها الحقد والكراهية قطرًا قطرًا , رافضة ما جاء في أعظم كتب التاريخ عند النصارى أنفسهم , والثمن هو شحن النفوس التي هى للتعصب أقرب وعن الإنصاف أبعد !

يقول ألفريد بتلر : " وأنه لمن الجدير بالإلتفات أن هذا البطريرك الطريد- يقصد بنيامين - لم يحمله على الخروج من أختفائة فتح المسلمين لمصر وإستقرار أمرهم فى البلاد " . لقد أبى الله إلا أن يذل من عصاه , إذ ذكر ألفريد بتلر في كتابه المذكور , عهد الأمان الذي كتبه عمرو بن العاص للبابا بنيامين : ( كتب عمرو بن العاص للبابا بنيامين وكان البابا مختفيًا فى مكان مجهول لا يعلم به أحد , وكانت صورة الوعد كما يلى : " أينما كان بطريق القبط بنيامين , نعده الحماية والأمان , وعهد الله , فليأت البطريرك إلى هنا فى أمان وإطمئنان ليلى أمر ديانته ويرعى أهل ملته " ) ( الفتح العربي لمصر ص 455 ) .

فكيف يذكر بتلر أن البابا بنيامين لم يخرج من مخبئه بسبب عهد الأمان , وقد ذكر هو بنفسه عهد الأمان , وفيه طلب خروج البابا بنيامين ليتولى أمر ديانته , فما الذي أخرجه إذًا يا بتلر؟! ولماذا لم يخرج في أي وقت طيلة الثلاثة عشر عامًا ؟!

لقد أصدر عمرو بن العاص عهد الأمان فور استقرار البلاد على حكم الإسلام , وانتهاء فترة النزاع بينه وبين الروم الكاثوليك , وقد نطق ألفريد بتلر بذكر هذه النزاعات في مؤلفه , والأنبا بنيامين انتظر أيضًا حتى يستتب الأمر لأي من الفريقين , فيقرر بعده ما يري , فمن الطبيعي والمنطقي أن الأنبا بنيامين كان يجول في فكره أنه ربما استبدل القدر المعتدي بمعتدي أخر , لذلك ظل طيلة هذه السنوات الثلاثة , التي جاهد فيها عمرو بن العاص رض الله عنه حتى صارت كلمة الله هي العليا في البلاد , يراقب ويتابع الأحداث عن بعد ليرى لمن ستكون الغلبة في النهاية , فلما استقر الأمر للمسلمين , وعلم عدل الإسلام وسماحته بالأعداء الكاثوليك إذ تركهم ينسحبوا حاملين أمتعتهم وأموالهم , ورأى عهد الأمان له ولأتباعه , خرج من فوره من مخبئه , ونتحدى أن يثبت لنا بتلر أو غيره من أي مصدر تاريخي غير ذلك , بل هو الزعم والأماني ! ونتحدى أن يثبت لنا بتلر أو غيره من أي مصدر تاريخي أن عمرو بن العاص خان عهده مع الأنبا بنيامين , بل لقد أثبتنا أن الأقباط هم أول من أخلفوا العهود وأرادوا زعزعة أمن البلاد بعد استقراره .


شهادة يوحنا النقيوسي !


في أقدم كتب التاريخ النصرانية حديث عن سماحة عمرو بن العاص رضي الله عنه مع نصارى مصر ، وكيف أن تحرير الإسلام لهم من قهر الرومان ، وهزيمة الاستعمار الروماني بمصر على يد الجيش الإسلامي الفاتح إنما كان انتقامًا إلهيًّا من ظلم الرومان لمصر واضطهادهم لنصارى مصر !

ففي تاريخ "يوحنا النقيوسي" أسقف نقيوس ( إبشاتي بالمنوفية ) , وأحد أعظم رجال الكنيسة القبطية في القرن السابع , وهو معاصر للفتح الإسلامي وشاهد عليه : ( إن الله الذي يصون الحق لم يهمل العالم ، وحكم على الظالمين ، ولم يرحمهم لتجرّئهم عليه ، وردهم إلى يد الإسماعيليين (العرب المسلمين) ثم نهض المسلمون وحازوا كل مدينة مصر.. وكان هرقل حزينًا.. وبسبب هزيمة الروم الذين كانوا في مدينة مصر ، وبأمر الله الذي يأخذ أرواح حكّامهم مرض هرقل ومات.. وكان عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقوى كل يوم في عمله ، ويأخذ الضرائب التي حددها ، ولم يأخذ شيئًا من مال الكنائس ، ولم يرتكب شيئًا ما، سلبًا أو نهبًا، وحافَظ عليها (الكنائس) طوال الأيام ) ( تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي ص 201-202 : رؤية قبطية للفتح الإسلامي, ترجمة وتحقيق د. عمر صابر عبد الجليل , الطبعة الأولى 2000م , القاهرة - عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ) .

إنها شهادة شاهد عيان نصراني على هذه السماحة الإسلامية التي تجسدت على أرض الواقع . ومتى؟! قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان ، وهي سماحة نابعة من الدين الإسلامي ، وليست كحقوق المواطنة التي لم تعرفها المجتمعات العلمانية إلا على أنقاض الدين !


شهادة إبن سباع ( القرن 13 ) !





شهادة ساويرس بن المقفع !


لقد أكد الدكتور نبيل لوقا بباوي ترحيب الأقباط بالفتح الإسلامي لمصر ناقلاً عن أعظم رجال النصارى في القرن العاشر , وهو ساويرس بن المقفع صاحب " تاريخ البطاركة " , ما يثبت أن النصارى رحبوا بالفتح الإسلامي لمصر , يقول الدكتور نبيل لوقا : ( ويذكر ساويرس – بن المقفع – في كتابه " سير الأباء البطاركة " وهو أحد الكتاب المسيحيين المعروفين : " أنه كان من نتائج عودة الأنبا بنيامين إلى كرسي البطريركية أن رجع كثير من المصريين إلى المذهب الأرثوذكسي بعد أن كانوا قد نبذوه نتيجة لإضطهاد هرقل قيصر الروم , وبعد أن تم لبنيامين لم شمل قومه من القبط , اتجه إلى بناء ما كان هرقل قد هدمه من الكنائس والأديرة , أي أن المذهب الأرثوذكسي بدأ يستعيد مكانته في ظل الحكم العربي ولا عجب إذا عم السرور والفرح على أهل مصر جميعًا " ) ( انتشار الإسلام ص 162-163 ) .

ويقول الدكتور نبيل لوقا أيضًا : ( إن المسيحيين في مصر تلقوا أشكال العذاب بكل أنواعه على يد الدولة الرومانية ولم تضع الدولة البيزنطية أمامهم إلا خيارين , الخيار الأول هو عبادة الأوثان أي عبادة الإمبراطور , والخيار الثاني هو القتل , وبعد أن أصبحت الديانة المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة البيزنطية وضعوا المسيحيين في مصر أمام خيارين اثنين , الخيار الأول القتل , والخيار الثاني هو ترك عقائدهم الأرثوذكسية في الديانة المسيحية , واتباع العقائد الكاثوليكية التي يرفضونها واستشهدوا في كل العصور من أجل عقائدهم الأرثوذكسية , لذلك حينما أتى عمرو بن العاص وعرض تخليصهم من عذابهم على أن يدفعوا الجزية أو ضريبة الدفاع مقابل الدفاع عنهم وتخليصهم من ظلمة الدولة الرومانية على أن يباشروا عقائدهم الدينية بحرية تامة حسب معتقداتهم الدينية في طبيعة السيد المسيح رحبوا بذلك ) ( انتشار الإسلام ص 159 ) .

وعن مساعدة الأقباط الأرثوذكس للمسلمين كدليل على رغبتهم في هزيمة الكاثوليك , فهذا ما أكده الكاثوليك أنفسهم كما ذكرنا , وفي هذا يقول الدكتور نبيل لوقا بباوي : ( بعد ذلك الإستعراض التاريخي من واقع أمهات الكتب المسيحية لا يستطيع أحد أن يؤيد ما يقوله المستشرقون بأن الإسلام انتشر بحد السيف في مصر بل بالحقيقة أن أهل البلاد من الأقباط الأرثوذكس في مصر كانت لديهم رغبة قوية في هزيمة الجيوش البيزنطية الرومانية , لذلك قام الأقباط الأرثوذكس بإرشاد قوات عمرو بن العاص في كل تجولاتها في مصر لتخلصهم من حمامات الدم والمقابر الجماعية التي كان ينصبها الجنود الرومان للأقباط الأرثوذكس في مصر والشام ) ( المصدر السابق ص 158 ) .

وأنقل هذا النص ، ليس من كتاب ألفريد بتلر ، إنما أنقله على لسان الراهب أنطونيوس الأنطوني في كتابه " وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها " نقلاً عن ألفريد بتلر ، ليستشهد به – أي الراهب أنطونيوس - على أن الله سبحانه وتعالى شاء لنصارى مصر ، أن يكون إنقاذهم من الفناء والهلاك والعدم ، على يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص ، فيقول الراهب (ص64) : ( إن بنيامين سَعِدَ كثيرًا بعمرو ، كما رحب عمرو ببنيامين ، وطلب عمرو بن العاص من بنيامين أن يدعو له حتى يمضي ليحرر أرض ليبيا هي الأخرى من ظلم الرومان الصليبيين ، فدعا له البابا بنيامين ، وقال له كلامًا طيبًا أعجبه والحاضرين ، ثم انصرف مكرمًًا مبجلاً ) .

ويستطرد أنطونيوس قائلاً (ص65) : ( كل ذلك حدا بالمؤرخ بتلر أن يقول : "ولقد كان لعودة بنيامين أثر عظيم في حل عقدة مذهب القبط وتفريج كربهم ، إن لم تكن عودته قد تداركت تلك الملة (الأرثوذكسية) قبل الضياع والهلاك" ) .

فدع عنك أيها القاريء النصراني المنصف حقد المستشرقين , ومن ردد أقوالهم من المتعصبين , فهم لا يريدون إلا الفتنة , وقد كانوا دائمًا قارعي طبول الحروب الصليبية على العالم الإسلامي حتى يومنا هذا , فهم كتبوا مؤلفاتهم وقلوبهم المريضة ونفوسهم الحاقدة تدفعهم لمزيد من الكراهية بإسم الصليب , وبإسم الإضطهاد المزعوم , لكن الله أنطقهم بالحق , ويأبى الله إلا أن يذل من عصاه !







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس