اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :5  (رابط المشاركة)
قديم 01.02.2014, 09:43

د/ عبد الرحمن

مدير المنتدى

______________

د/ عبد الرحمن غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 05.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.947  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
25.09.2023 (05:22)
تم شكره 1.080 مرة في 701 مشاركة
افتراضي


الحاكم بأمر الله العبيدي ودعوى الإضطهاد !


تقول لجنة التاريخ القبطي : ( القرن العاشر : ذاقت الكنيسة طعم الراحة معظم هذا القرن ولكن الأحوال تبدلت في أواخره , فاضطرمت نار الإضطهاد في أيام الحاكم بأمر الله . فهدم من الكنائس ما هدم , وأقفل منها ما أقفل ونهبت الأديرة . وحرم على المسيحيين أن يقيموا الصلاة جهارًا . فاعتنق كثير من نصارى مصر الإسلام , غير من استشهد منهم ) ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 117 – 118 ) .

لقد أكثر النصارى الأرثوذكس ذكر الأحداث والبلايا التي حدثت في زمن الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور بن العزيز بالله , سادس الخلفاء الفاطميين في مصر , ونسوا أن يحتكموا إلى العقل والمنطق عند النظر في التاريخ , فهم قد تمسكوا بالأحداث التي من شأنها زيادة الحقد والكراهية في نفوسهم دون تمحيص أو تدقيق , بل تعمدوا البتر والتضليل , وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على تحزبهم لفكرة الإضطهاد , ونشر ثقافة الكراهية والحرمان بين الرعية , فتخيل نفوسًا هذا شأنها , كيف تنظر في التاريخ , وماذا تستنبط منه ؟!

لقد كان أولى لهم أن ينظروا في الأيام التي سعدوا فيها في ظل حكم الإسلام كما شهدوا على أنفسهم , فيستبنطون منها أن السعادة والرخاء والعدل والأمان في تحكيم وتطبيق شرع الله في أرضه , الإسلام الحنيف , وأن الظلم والقسوة في تحكيم غير شرع الله , فلا عصمة لحاكم , ولكن من أقام تعاليم الإسلام في شتى مناحي الحياة تنعم شعبه وازداد رخاءً , فهذا ضمان الله تبارك وتعالى لمن أقام دينه في الأرض وطبق تعاليمه , وقد شهد النصارى أنفسهم على ذلك كما بيَّنا .

والقوم كعادتهم , غفلوا عن أن ظلم الحاكم بأمر الله العبيدي , نال كل حي في مصر , لا النصارى فقط , فهو – قبحه الله – كان من شرار الخلق وأخبثهم , وكان كارهًا للمسلمين أكثر من كرهه لليهود والنصارى .

وقد شهد بذلك أحد أكبر مؤرخي النصارى وهو سعيد بن البطريق في تاريخه المسمى بـ " كتاب التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق " ( 2/180-234 ) .

والدولة العبيدية أو الفاطمية يعلم كل ناظر خبير من غير المسلمين في تاريخ الإسلام كرهها للإسلام وأهله , إذ تبنت عقائد الإسماعيلية الباطنية ونشر مباديء الإلحاد , خاصة في عهد الحاكم بأمر الله العبيدي , التي كانت ولايته شرًا على الخلق أجمعين !

قال الذهبي في تاريخه : ( منصور الحاكم بأمر الله . أبو علي صاحب مصر ابن العزيز نزار بن المعز بالله العبيدي . كان جوادًا سمحًا خبيثًا ماكرًا رديء الإعتقاد سفاكًا للدماء قتل عددًا كبير من كبراء دولته صبرًا . وكان عجيب السيرة يخترع كل وقت أمورًا وأحكامًا يحمل الرعية عليها . فأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد والشوارع وأمر العمال بالسب في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة . وأمر فيها بقتل الكلاب فقتلت عامة الكلاب في مملكته . وبطل الفقاع والملوخيا . ونهى عن السمك الذي لا قشر له وظفر بمن باع ذلك فقتلهم . ونهى في سنة اثنتين وأربعمائة عن بيع الرطب . ثم جمع منه شيئًا عظيمًا فأحرق الكل ومنع من بيع العنب وأباد الكثير من الكروم ) ( تاريخ الإسلام 1/2976 ) .

وقال العلامة أبو المظفر بن قزأوغلي في تاريخه : ( وكانت خلافته متضادة بين شجاعة وإقدام ، وجبن وإحجام ، ومحبة للعلم وانتقام من العلماء ، وميل إلى الصلاح وقتل الصلحاء , وقتل من العلماء والكتاب والأماثل ما لا يحصى ، وكتب على المساجد والجوامع سب أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة ... ومنع من صلاة التراويح عشر سنين ) ( ابن تغري بردي : النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 1/ 446) .

وقال ابن الصابيء : ( وكان المصريون موتورين منه ، فكانوا يدسون إليه الرقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه ، والوقوع فيه وفي حرمه ) ( المصدر السابق 1/448 ) .

وقال الذهبي أيضًا : ( ثم زاد ظلم الحاكم ، وعن له أن يدعي الربوبية ، كما فعل فرعون ، فصار قوم من الجهال إذا رأوه يقولون : يا واحد يا أحد ، يا محيي يا مميت ... قلتُ : بل لعنة الله على الكافر ) ( تاريخ الإسلام 6/466 – 467 ) .

وقال الشيخ شمس الدين في تاريخه " مرآة الزمان " : ( رأيت في بعض التواريخ بمصر أن رجلاً يعرف بالدرزي قدم مصر ، وكان من الباطنية القائلين بالتناسخ ، فاجتمع بالحاكم وساعده على ادعاء الربوبية وصنف له كتابًا ذكر فيه أن روح آدم عليه السلام انتقلت إلى علي بن أبي طالب ، وأن روح علي انتقلت إلى أبي الحاكم ، ثم انتقلت إلى الحاكم . فنفق عند الحاكم وقربه وفوض الأمور إليه ، وبلغ منه أعلى المراتب ، بحيث إن الوزراء والقواد والعلماء كانوا يقفون على بابه ولا ينقضي لهم شغل إلا على يده . وكان قصد الحاكم الإنقياد إلى الدرزي المذكور فيطيعونه . فأظهر الدرزي الكتاب الذي فعله وقرأه بجامع القاهرة ، فثار الناس عليه وقصدوا قتله ، فهرب منهم ، وأنكر الحاكم أمره خوفًا من الرعية ، وبعث إليه في السر مالاً، وقال : اخرج إلى الشام وانشر الدعوة في الجبال ، فإن أهلها سريعو الإنقياد . فخرج إلى الشام ، ونزل بوادي تيم الله بن ثعلبة ، غربي دمشق من أعمال بانياس ، فقرأ الكتاب على أهله ، واستمالهم إلى الحاكم وأعطاهم المال ، وقرر في نفوسهم الدرزي التناسخ ، وأباح لهم شرب الخمر والزناء وأخذ مال من خالفهم في عقائدهم وإباحة دمه ، وأقام عندهم يبيح لهم المحظورات ) ( النجوم الزاهرة 1/449 ) .

ونقل الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية والنهاية " طعن أئمة علماء بغداد من المسلمين في الحاكم بأمر الله وأسلافه : ( ... وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار , ملحدون زنادقة , معطلون , وللإسلام جاحدون , ولمذهب المجوسية والثنوية معتقدون , قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج , وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء , وسبوا الأنبياء , ولعنوا السلف , وادعوا الربوبية ) ( البداية والنهاية 11/303 , وانظر بقية سيرته الملعونة قبحه الله 12/8-10 ) .

فهذا بعض ما فعله الحاكم بأمر الله العبيدي بالإسلام والمسلمين , وكتب التاريخ ممتلئة بأفعاله الشنيعة بالمسلمين قبل اليهود والنصارى , إذ أنه في نهاية المطاف عفا عن النصارى وأعاد كنائسهم إلى حالها , بل سمح لمن أسلم منهم خوفًا منه أن يعود إلى النصرانية . وقد جاء ذلك في كتب تاريخ المسلمين وغيرهم , بل وأكدته لجنة التاريخ القبطي , إذ قالت : ( ... ثم عفا الحاكم عن المسيحيين ومنحهم الحرية المطلقة فرجع الكثيرون إلى أحضان الكنيسة وكذا عفا عن البابا بحسن مسعى راهب يدعى بيمين كانت له مكانة عظيمة لدى الحاكم , فتسلم الكرسي بعد نفي مدة تسع سنوات وفتح الكنائس وقام بتعمير المتهدم منها واستمر على الكرسي إلى أن انتقل إلى الرب في سنة 1032م في أيام الظاهر بن الحاكم ) ( خلاصة تاريخ المسيحية في مصر ص 122 ) .

أما المسلمون فلقد ظلوا يذوقون الظلم والقسوة والحرمان حتى انتهى أمر الملعون بأمر الله , الحاكم بأمر الشيطان , سنة إحدى عشر وأربعمائة .

فلماذا يكثر النصارى ذكر الإضطهاد الذي وقع عليهم من قبل الحاكم بأمر الله وينسبون ذلك إلى الإسلام أو المسلمين ؟! وهل كان الحاكم هذا من القائمين بشرع الله في أرضه ؟! أم كان فاجرًا كفارًا لا يمت للإسلام والمسلمين بصلة ؟!

وهل هذا الحاكم لم يضطهد غير النصارى ؟! بل أقول : لقد كانوا أقل الناس معاناة من ظلمه وقسوته آنذاك , فأم الحاكم هذا كانت رومية نصرانية , وكان لها نفوذ كبير في الدولة , وكان لهذا النفوذ أثره بلا ريب في سياسة التسامح الواضح التي اتبعها زوجها " العزيز " تجاه النصارى , وفي تقوية جانبهم ونفوذهم , حتى صار عيسى بن نسطورس النصراني رئيسًا للوزراء عند العزيز !

لكن مع ازدياد هذا النفوذ في ولاية الحاكم بأمر الله , اشتد بأس النصارى وظلمهم على المسلمين , وقد كان هذا أحد أهم الأسباب لإضطهاد الحاكم بأمر الله للنصارى , فالنصارى هم سبب ما فعله الحاكم بأمر الله بهم , وليس الإسلام , بل ولا حتى الحاكم العبيدي , وقد شهد بذلك الأستاذ مينا إسكندر صاحب كتاب " القول الإبريزي للعلامة المقريزي " عن الأقباط في مصر ( طبع سنة 1898م على نفقة " جمعية التوفيق " القبطية المركزية بالقاهرة ) . والذي عمد فيه إلى صفحات من مؤلف العلامة المقريزي " المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار " . وكتاب " القول الإبريزي " له شهرة عظيمة , فلقد اعتمد عليه الأوربيون والمستشرقون عندما كتبوا عن الأقباط وكنائسهم ودياراتهم دون الإعتماد على خطط المقريزي , وترجم إلى عدة لغات أوربية .

يقول الإستاذ مينا في مقدمة كتابه : ( لما رأيت أبناء الأقباط قد هبوا من غفوتهم , والتفتوا إلى ماضي أمتهم , دفعتني الغيرة لتنبيه الكثير منهم إلى مطالعة ما كتبه المقريزي في كتابه الخطط عن الأقباط , وبطاركتهم , وكنائسهم , ودياراتهم .. مما يلذ معرفته , ويتعذر وجوده في مؤلفات أخرى .. ولما كانت نسخ هذا الكتاب ( أي خطط المقريزي ) قليلة , محصورة , نادرة الوجود .. استعنت الله في طبع ما يختص بالأقباط من هذا الكتاب في كراسة مخصوصة , سميتها : " القول الإبريزي للعلامة القريزي " عن الأقباط ) .

وفي صفحة 52 يذكر الأستاذ مينا إسكندر نقلاً عن المقريزي ما نصه : ( وفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة قدم اليعاقبة زخريس بطركاً ، فأقام ثماني وعشرين سنة ، منها في البلايا مع الحاكم بأمر الله أبي عليّ منصور بن العزيز باللّه تسع سنين ... وفي بطركيته نزل بالنصارى شدائد لم يعهدوا مثلها ، وذلك أن كثيراً منهم كان قد تمكن في أعمال الدولة حتى صاروا كالوزراء وتعاظموا لاتساع أحوالهم وكثرة أموالهم ، فاشتدّ بأسهم وتزايد ضررهم ومكايدتهم للمسلمين ، فأغضب الحاكم بأمر الله ذلك ، وكان لا يملك نفسه إذا غضب ) ( راجع الخطط للمقريزي 3/259-290 ) .

وهكذا حال القوم كلما تعاظمت منازلهم وارتفعت نجومهم في ظل الحق والعدل الذي ضمنه لهم الإسلام , فهم أجود بالحقد والظلم من الريح المرسلة كلما سنحت لهم الفرصة , فتوجهاتهم للإيذاء والخروج على الدولة أسبق من حفظ العهد مع أهل الإسلام , كأهل ذمة لهم ما لنا وعليهم ما علينا , وما أشبه الليلة بالبارحة !

وعن تخريب الحاكم لكنيسة القيامة ببيت المقدس , فلقد ذكر الحافظ ابن كثير في موسوعته التاريخية " البداية والنهاية " أن السبب في أمر الحاكم بتخريب الكنيسة هو : " البهتان الذي يتعاطاه النصارى في يوم الفصح من النار التي يحتالون بها , وهى التي يوهمون جهلتهم أنها نزلت من السماء , وإنما هى مصنوعة بدهن البلسان في خيوط الإبريسم والرقاع المدهونة بالكبريت وغيره , بالصنعة اللطيفة التي تروج على الطغام منهم والعوام " ( البداية والنهاية 11 / 297-298 ) .


ونسأل : أين الإضطهاد الذي أوقعه الإسلام على أهل الذمة ؟!







توقيع د/ عبد الرحمن

- ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك الله الليل مع النهار ؟ تقول : الحمد لله عدد ما خلق ، الحمد لله ملء ما خلق ، الحمد لله عدد ما في السموات وما في الأرض ، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه ، والحمد لله على ما أحصى كتابه ، والحمد لله عدد كل شيء ، والحمد لله ملء كل شيء ، وتسبح الله مثلهن . تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك

الراوي:أبو أمامة الباهلي المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم:2615
خلاصة حكم المحدث:صحيح
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)


رد باقتباس