
28.01.2014, 21:07
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
14.09.2011 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
999 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
18.05.2025
(22:20) |
تم شكره 696 مرة في 474 مشاركة
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
ويقول ابن القيم ايضا : الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شكاً لأنه قد رسخ في العلم فلا تستفزه الشبهات بل إذا وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولةً مغلوبة ً
ومتى لم يباشر القلب حقيقة العلم قدحت الشبهات في قلبه الشك وبأول وهلة ، فإن تداركها وإلاَّ تتابعت عليه أمثالها حتى يصير شاكاً مرتاباً .
وأيما قلب ركن إليها تشرَّبها وامتلأ بها ؛ فينضح بها وتتفجَّر على لسانه وجوارحه الشكوك والشبهات والإيرادات ، فيظنُّ الجاهل أنَّ ذلك لسعة علمه ، وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه .
وقال لي شيخ الإسلام [ يعني ابن تيميَّة ] رضي الله عنه ، وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد : ( لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة ؛ فيتشرَّبها فلا ينضح إلاَّ بها .
ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمرُّ الشبهات بظاهرها ولا تستقرّ فيها ، فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته .
وإلاَّ فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمرُّ عليها صار مقرَّاً للشبهات ) أو كما قال .
فما علمت أني انتفعت بوصيَّةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بذلك .
وإنا سميت الشبهة شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ، فإنها تلبس ثوب الحق على جسم الباطل ، وأكثر الناس أصحاب حسن ظاهر .
فينظر الناظر فيما ألبسته من اللباس فيعتقد صحتها .
واما صاحب العلم واليقين ، فانه لا يغتر بذلك بل يجاوز نظره الى باطنها ، وماتحت لباسها ؛ فينكشف له حقيقتها .
ومثال هذا الدرهم الزائف ؛ فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظراً إلى ما عليه من لباس الفضة والناقد البصير يجاوز نظره إلى ما وراء ذلك فيطَّلع على زيفه .
|